أبرز رسائل “القسام” خلال تسليم أسرى الاحتلال الثلاثة

mainThumb
أبرز رسائل “القسام” خلال تسليم أسرى الاحتلال الثلاثة

15-02-2025 01:32 PM

printIcon

أخبار اليوم - ضمن تجهيزات تسليم الدفعة السادسة من صفقة تبادل الأسرى، رفعت كتائب “القسام” لافتات تحمل صورا ودلالات تشير إلى الموقف الرافض لمخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرامي إلى الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين منه.

هذه الصور رُفعت على المنصة الرئيسية التي سلمت عليها كتائب “القسام” و”سرايا القدس”، الأسرى الإسرائيليين الثلاثة للجنة الدولية للصليب الأحمر في خان يونس جنوبي القطاع في وقت سابق السبت.

كما أشارت بعض الصور التي رفعت إلى أن “المقاومة هي الطريق لتحرير فلسطين”، بالتزامن مع المخططات الهادفة لتهجيره وسرقة أرضه.

وفي 4 فبراير/ شباط الجاري، كشف ترامب في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالبيت الأبيض، عن عزم بلاده الاستيلاء على غزة بعد تهجير الفلسطينيين منها.

ومنذ 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، يروج ترامب لمخطط تهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة، مثل الأردن ومصر، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.

أعلام عربية
من بين تلك اللافتات، تصدرت عبارة “نحن الجنود يا قدس فاشهدي” باللغات الثلاث العربية والإنكليزية والعبرية، وتحتها صوة للقدس وأشخاص يرفعون أعلام فلسطين ومصر والأردن ولبنان والجزائر والسعودية.

ومصر والأردن هما الدولتان اللتان استهدفهما مخطط ترامب لتهجير الفلسطينيين، بينما شكلت لبنان، وفق مراقبين، جبهة إسناد لغزة خلال أكثر من 15 شهرا من الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل.

كما جددت السعودية موقفها من القضية الفلسطينية فيما أكدت الثلاثاء رفضها “القاطع للتصريحات الإسرائيلية المتطرفة” بشأن تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، وذلك تعقيبا على تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، قال فيها إن “السعودية لديها مساحات شاسعة وبإمكانها إقامة دولة فلسطينية عليها”.

وفي السياق، تواصل الجزائر موقفها الثابت تجاه القضية الفلسطينية حيث قال الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون في آخر تصريحاته، ردا على سؤال طرحته عليه صحيفة لوبينيون الفرنسية حول تطبيع علاقات البلاد مع إسرائيل: “في ذات اليوم الذي تقوم فيه دولة فلسطينية كاملة السيادة”.

“لا هجرة إلا للقدس”
كما حملت المنصة لافتة أخرى كُتب عليها عبارة “لا هجرة إلا للقدس” باللغات، العربية والإنجليزية والعبرية.

ذات اللافتة حملت صورة ترمز لآخر مشهد انتشر في مقطع فيديو لرئيس المكتب السياسي السابق يحيى السنوار قبل استشهاده خلال اشتباكات في حي تل السلطان، غربي مدينة رفح، جنوبي القطاع.

السنوار كان يجلس على مقعده الشهير في آخر مشهد له، وفي مقابله فوهة تطل على قبة الصخرة في قلب المسجد الأقصى، وقربها شخص يحمل العلم الفلسطيني.

وفي 18 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي مقطع فيديو قال إنه للحظات الأخيرة للسنوار، حيث ظهر وهو جالس داخل أحد المنازل برفح على مقعد مصابا في يده اليمنى، وملثما بالكوفية، فيما كان يحمل عصا رماها على طائرة إسرائيلية مسيرة كانت تصوره.

وعلى عرض المنصة من الأسفل، تم وضع لافتة كتب عليها “عبرنا مثل خيط الشمس”، وتحمل صورا لـ11 موقعا إسرائيليا من المواقع التي عبرها عناصر القسام ضمن عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وفي 7 أكتوبر 2023، نفذت حماس عملية “طوفان الأقصى” بمهاجمة قواعد عسكرية ومستوطنات بمحاذاة قطاع غزة، فقتلت وأسرت إسرائيليين؛ ردا على “جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى”، وفق الحركة.

وفي تعقيبها على ذلك، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، إن “القسام”، وضعت صورا من مقاطع فيديو نشرتها من هجومها على قواعد جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنات في 7 أكتوبر.

أسلحة إسرائيلية
خلال مراسم التسليم، استعرضت “القسام” أسلحة إسرائيلية استولت عليها خلال عملية “طوفان الأقصى” وعمليات جيش الاحتلال الإسرائيلي البرية في القطاع والتي كان أبرزها بندقية m16.

وشارك عددا من عناصر القسام في مراسم تسليم الأسرى وهم يحملون تلك البندقية.

كما وصل إلى موقع تسليم الأسرى في خان يونس عدد من عناصر القسام وهم يرتدون زيا مشابها إلى حد كبير زي جيش الاحتلال الإسرائيلي.

هذا الأمر، سلطت عليه الضوء صحيفة يديعوت أحرونوت، حيث قالت: “وصل عناصر من الجناح العسكري لحركة حماس إلى النقطة التي تم فيها إطلاق سراح المختطفين في خان يونس وهم يرتدون زي الجيش الإسرائيلي وستراته العسكرية ويحملون أسلحة إسرائيلية”.

“الوقت ينفد”
كما تم وضع ساعة رملية على المنصة وكتب تحتها “الوقت ينفد”، وهي رسالة طالما وجهتها كتائب “القسام” للحكومة الإسرائيلية خلال أكثر من 15 شهرا من الإبادة في إشارة لمصير أسراهم في غزة.

وقالت صحيفة يديعوت أحرنوت، تم وضع “الساعة الرميلة مع صور عيناف تسينغاوكر وابنها (الأسير) ماتان مع تعليق يقول: الوقت ينفد”.

هذه الساعة، سلمتها “القسام” إلى أحد الأسرى الإسرائيليين الثلاثة لتسليمها لاحقا إلى الحكومة الإسرائيلية، وذلك خلال مراسم تسليم الأسرى للجنة الدولية للصليب الأحمر.

وتجدد القسام اليوم تلك الإشارة، بعد أيام من إعلانها، الاثنين، تجميد إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين لحين وقف انتهاكات تل أبيب، والتزامها بأثر رجعي بالبرتوكول الإنساني للاتفاق، قبل أن تستأنف العملية بعد جهود الوسطاء.

والخميس، أكدت حركة حماس أنها مستمرة “في موقفها بتطبيق الاتفاق وفق ما تم التوقيع عليه بما في ذلك تبادل الأسرى وفق الجدول الزمني المحدد”.

وقالت في بيان إن الوسطاء في مصر وقطر بذلوا جهودا لإزالة العقبات وسد الثغرات التي تسببت بها الانتهاكات الإسرائيلية للاتفاق، حيث وصفت أجواء المباحثات بـ”الإيجابية”.

وشهد الاتفاق اختراقات في 4 مسارات، وهي بحسب حماس، استهداف وقتل فلسطينيين، وتأخير عودة النازحين لشمال غزة، وإعاقة دخول متطلبات الإيواء من خيام وبيوت جاهزة ووقود وآليات رفع الأنقاض لانتشال الجثامين، وتأخير دخول الأدوية ومتطلبات لترميم المستشفيات والقطاع الصحي.

والجمعة، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عدم إدخال أي منازل متنقلة (كرفانات) أو معدات وآليات ثقيلة للقطاع وفق ما نص عليه البروتوكول الإنساني، فيما أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، الخميس، بدخول 763 شاحنة إلى قطاع غزة، دون ذكر تفاصيل عنها أو تأكيد من الجهات الحكومية في غزة.

وفي 19 يناير الماضي، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى يشمل 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، على أن يتم التفاوض في الأولى لبدء الثانية، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.

وبدعم أمريكي ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية في غزة خلفت نحو 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

(الأناضول)