سهم محمد العبادي
هو ليس مجرد طفل… هذه لوحة مرسومة بحبر التاريخ الأردني، هذا تجسيد لهيبة الرجال في جسد صغير، هذا ابن الكرامة الذي ولد وفي عروقه تجري قصص الفخر، وكأنه خرج من كتب المجد ليذكرنا جميعًا بمن نكون!
تأملوا ملامحه… عيناه تحت النظارات تخفيان صلابة أجيال كاملة، نظرته ليست نظرة طفل يلهو، بل نظرة فارس يعرف أن الأرض التي يقف عليها مقدسة، وأن الشماغ الأحمر فوق رأسه ليس مجرد قطعة قماش، بل هو إرث أجداده الذين تركوا خلفهم طريقًا لا يسير فيه إلا أصحاب الهمم العالية.
صدره يزهو بالأوسمة، كأنه حمل نياشين كل معارك الشرف التي خاضها الأردنيون… من كرامة العسكر إلى كرامة الإنسان. وقفته ليست مصادفة، فهذه الجدية، هذا الثبات، هذه العظمة التي تملأ ملامحه، لم تأتِ من فراغ، بل جاءت من معان حتى عقربا ومن الرويشد إلى داميا، من بيوت الشعر، من معسكرات الجيش، من أهازيج الرجال وهم يحيون وطنًا لا يبدلونه بثروات الدنيا.
هذا الطفل لم يكن بحاجة إلى أن يعرفني أو أن أعرفه… لكنني حين رأيته، رأيت في عينيه "نحن"، رأيت كل قصة أردنية كُتبت بالعرق والكبرياء، رأيت وجوه آبائنا حين كانوا شبابًا، رأيت الكبرياء الذي لا ينحني، والهيبة التي لا تموت، رأيت الأردن نفسه في طفل يرتدي الشماغ ويحمل المستقبل فوق كتفيه.
حفظك الله أبننا الحبيب وأتمنى أن التقيك.