بقلم: وسام السعايدة
أجريتُ اتصالًا مطولًا مع السيد أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، وقررتُ مع سبق الإصرار أن “أفشَّ الغلَّ” بالسيد غوتيريش، الذي يتولى هذا المنصب الحساس منذ عام 2017.
تناولنا خلال الاتصال الأوضاع الدائرة في العالم، وتحديدًا في منطقة الشرق الأوسط. وذكّرتُه بأهم الأهداف التي تأسست عصبة الأمم من أجلها قبل أن تتحول إلى هيئة الأمم المتحدة، والتي تتلخص، بحسب ذاكرتي، في صون السلم والأمن الدوليين، وحماية حقوق الإنسان، وإيصال الإغاثة الإنسانية، وتعزيز التنمية المستدامة، واحترام القانون الدولي، وغيرها الكثير.
وتعقيبًا على ما حدث ويحدث في قطاع غزة، أبلغتُ السيد غوتيريش صراحةً أنكم فشلتم فشلًا ذريعا في صون السلم والأمن الدوليين، عندما تركتم الكيان المجرم ينتهك كل المحرمات في حربه القذرة على المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ في غزة، وشاهدتم فظاعة الجرائم التي ارتكبها.
أما فيما يتعلق بحقوق الإنسان، فأوضحتُ له أنها انتُهِكت انتهاكًا لا يتصوره عقل بشري في قطاع غزة.
وفيما يخص احترام القانون الدولي، قلتُ له: “حدّث ولا حرج يا سيد غوتيريش!” فأنت تشاهد بأم عينك كيف يتم خرق القانون الدولي صباح مساء من قِبَل أمريكا والكيان، وكيف يتصرفان في هذا العالم وكأنه حديقتهما الخلفية، ضاربين بعرض الحائط القانون الدولي، وكل المنظمات الأممية التي وُجدت أصلًا لحماية العالم من شريعة الغاب التي نعيشها حاليًا، حيث القوي يأكل الضعيف.
وبالنسبة لموضوع الإغاثة الإنسانية وتعزيز التنمية المستدامة، فأكدتُ للسيد غوتيريش أنها مجرد شعارات للاستهلاك الإعلامي، وأنت ترى كيف مات سكان غزة جوعًا تحت قصف صواريخ الكيان المجرم.
وقبل إنهاء المكالمة، كان لا بد من الإشارة إلى أن مهام عمله تكاد تقتصر على بيانات هزيلة، ملخصها “التعبير عن القلق”، ليس أكثر. نصحته بأن يسلّم مفاتيح هذه الهيئة الأممية ويرحل، فالعالم لم يعد بحاجة إليها في ظل شريعة الغاب التي نعيشها، حيث القوي يأكل الضعيف.
أنهيتُ المكالمة، وفجأةً أفقتُ من الحلم. شعرتُ بالسعادة لأنني أوصلتُ كل رسائلي، حتى لو كانت مجرد حلم من الشيطان الرجيم.