أخبار اليوم - وسط انخفاض نسبة التفاؤل، عقدت في العاصمة القطرية الدوحة، أولى جولات مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك بعد الدعم اللامحدود الذي تلقاه رئيس حكومة اليمين الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال زيارته لواشنطن، حيث كشفت تقارير عبرية أن هناك شروطا إسرائيلية جديدة قد تفجر المفاوضات، لعدم قبولها من حركة حماس.
وفد بدون صلاحيات
وبدلا من إرسال الوفد المفاوض المعتاد، والذي يضم قادة أجهزة الأمن وأحد كبار ضباط الجيش، دفع نتنياهو بوفد أقل تمثيلا يعرف بـ “الوفد الفني”، إلى العاصمة القطرية، بعد أن أخر إرساله لعدة أيام، وفقا للجدول الذي تضمنه اتفاق وقف إطلاق النار في المرحلة الأولى، والتي لا تزال قائمة حتى اللحظة.
لم يمض على وصوله 24 ساعة، حتى أعلن عن عودة الوفد المفاوض إلى تل أبيب
ولم يمض على وصوله 24 ساعة، حتى أعلن عن عودة الوفد المفاوض إلى تل أبيب، حسب ما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية.
ويتردد أن الوفد الإسرائيلي قبل سفره لم يحصل إلا على “صلاحيات محدودة” من قبل نتنياهو، ما يعني أنه لم يكن قادرا على البت في العديد من المسائل المتعلقة بالمرحلة الثانية من الصفقة، والتي وفقا للتفاهمات ستستمر حال إنجازها لمدة 42 يوما، وتشمل تبادل أسرى، حيث تطلق بموجبها المقاومة سراح جنود إسرائيليين، مقابل المزيد من الأسرى من ذوي المحكوميات العالية، خاصة كبار الأسرى وقيادات وازنة في السجون، إلى جانب وضع ترتيبات لوقف كامل لإطلاق النار، والانسحاب الإسرائيلي من “محور فيلادلفيا”، لتهيئة الظروف للانتقال للمرحلة الثالثة، والتي تشمل البدء في الحديث عن إعادة إعمار قطاع غزة ورفع الحصار.
ويتوقع أن تكون مفاوضات المرحلة الثانية أكثر صعوبة من مفاوضات المرحلة الأولى، خاصة في ظل تهديد الوزير المتطرف بتسلئيل سموترتش، بإسقاط الائتلاف الحاكم في تل أبيب والانسحاب من الحكومة، في حال ذهب نتنياهو للمرحلة الثانية من الاتفاق، خاصة بعد أن أبدى معارضة شديدة للمرحلة الأولى، وسط دعواته لعودة الحرب.
وستتضح الصورة بشكل أكبر، عقب اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر “الكابينيت”، والذي يعقد الثلاثاء، وخلاله سيجري بحث تفاصيل خطة نتنياهو، تجاه قطاع غزة في المرحلة القادمة، وما يحمل الوفد الذي عاد من الدوحة.
ووفق تقارير عبرية من المقرر أن يعرض نتنياهو خلال الجلسة الحكومية، المطالب الإسرائيلية للمرحلة الثانية في صفقة الأسرى، وهي مطالب وشروط لن تقبل بها حركة حماس، كونها تشمل نفي قيادة الحركة من غزة، وتفكيك الذراع العسكرية للحركة من سلاحها، واستعادة كل الأسرى.
من المقرر أن يعرض نتنياهو خلال الجلسة الحكومية، المطالب الإسرائيلية للمرحلة الثانية في صفقة الأسرى، وهي مطالب وشروط لن تقبل بها حركة حماس
وقد ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، في تقرير تناول الملف، أن نتنياهو توصل إلى توافقات على مبادئ المرحلة الثانية مع ترامب ومع مبعوثه ويتكوف.
وأوضحت أنه سيدفع في حال لم يجر التوافق على هذه المطالب، وهو الأمر المؤكد، أن يعمل على تمديد المرحلة الأولى قدر الإمكان للسماح باستعادة أسرى إضافيين، وتمديد وقف إطلاق النار.
مشاورات الفصائل
وكانت “القدس العربي” نقلت عن مسؤول فلسطيني مطلع قوله قبل انطلاق مفاوضات المرحلة الثانية، إن هذه الجولة لن تكون سهلة، وأرجع السبب إلى التعقيدات الإسرائيلية، والتي تظهر بالعادة من خلال التراجع عن تفاهمات سابقة، أو محاولات فرض شروط تعجيزية، كما حدث في جولات التفاوض السابقة.
إلى ذلك، فقد علمت “القدس العربي” أن حركة حماس أجرت خلال الأيام الماضية، اتصالات مع فصائل المقاومة الفلسطينية، ناقشت خلالها تطورات الموقف على الأرض، في ظل عدم التزام إسرائيل بتنفيذ كامل بنود “البروتوكول الإنساني”، وكذلك التحضير للمرحلة الثانية من المفاوضات.
وتجدر الإشارة إلى أن القيادي في حركة حماس باسم نعيم قال إن ما تراه الحركة من مماطلة وعدم التزام في تنفيذ المرحلة الأولى ومحاولة خلق بيئة سياسية ودولية، دبلوماسية وإعلامية، للضغط على المفاوضين الفلسطينيين عند دخوله للمرحلة الثانية، “يعرض هذا الاتفاق للخطر وبالتالي قد يتوقف وينهار”.