أخبار اليوم - أعلنت 3 بلديات وسط قطاع غزة، الاثنين، أن مناطقها باتت “منكوبة وغير قابلة للعيش” جراء الدمار الهائل الذي خلّفته الإبادة التي ارتكبتها إسرائيل على مدار أكثر من 15 شهرا وطال كافة مناحي الحياة.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده نضال نصار، رئيس بلدية الزهراء نيابة عن البلديات الثلاث: “الزهراء والمغراقة ووادي غزة”، في “شارع صلاح الدين” شمال الوادي.
وقال نصار في المؤتمر، إن البلديات الثلاث تعلن أن المنطقة “منكوبة وغير قابلة للعيش” وتحتاج للإغاثة العاجلة في جميع المجالات.
وأوضح أن الإبادة الإسرائيلية فرضت “واقعا جديدا في المنطقة يتطلب حلولا فورية واستراتيجيات طويلة الأمد”، في ظل الدمار الهائل.
وذكر أن الجيش الإسرائيلي دمر خلال أشهر الإبادة “كافة المباني ومساكن المواطنين داخل نفوذ الثلاث بلديات، مما تسبب بهدم قرابة 13 ألفا و200 وحدة سكنية”.
وبيّن أنه بسبب الدمار أصبح عشرات الآلاف من المواطنين الفلسطينيين “بلا مأوى”، فضلا عن أن الجيش دمر “آبار المياه وخزاناتها، وشبكات الصرف الصحي، والبنية التحتية بالكامل”، وفق رئيس البلدية.
وبحسب بيان صدر عن البلديات الثلاث، فإن آليات الجيش جرفت خلال الأشهر الماضية آبار المياه في المنطقة التي تبلغ 24 بئرا وخزانات المياه التي تتسع لما يزيد عن ألف و300 كوب من المياه، ما تسبب بتعطيش الفلسطينيين وإجبارهم على النزوح.
كما دمر الجيش، وفق ذات البيان، “آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية وأعدم الثروة الحيوانية والمزارع في المنطقة، والتي كانت تعتبر من أهم المصادر التي تمد السوق المحلي بالمنتجات الزراعية والثروة الحيوانية”.
وعن الدمار الذي طال شبكات الصرف الصحي، قال البيان إن إسرائيل دمرتها بالكامل إضافة لتدمير مضخات الصرف الصحي التي يبلغ عددها 3، ما أدى لتفشي الأمراض والأوبئة المعدية.
وعن القطاع التعليمي في المنطقة، قال نصار خلال المؤتمر، إنه تعرض لاستهداف إسرائيلي “ممنهج، إذ تم تدمير 28 منشأة تعليمية، بين مدارس وجامعات ورياض أطفال، ما حرم آلاف الطلبة من حقهم في التعليم”.
وشدد على أن إسرائيل عطلت الخدمات الصحية في المنطقة عبر قصف وتدمير كافة المستشفيات والمراكز الصحية والعديد من المنشآت والمباني العامة والحكومية والخاصة، الأمر الذي فاقم من الأزمة الإنسانية.
وأشار إلى أن إجمالي الخسائر داخل نفوذ البلديات الثلاث تقدر بنحو مليار دولار أمريكي في كافة القطاعات.
ودعا نصار الجهات الدولية والمؤسسات الإنسانية إلى “التدخل العاجل لإدخال معدات وآليات الصيانة لإصلاح شبكات المياه والصرف الصحي والطرق”.
وطالب بـ”توفير مساكن مؤقتة (كرفانات) لإيواء المشردين، لحين إعادة إعمار منازلهم، كما طالب بإعادة تأهيل الخدمات الأساسية، بما فيها الكهرباء والاتصالات والمرافق الصحية والتعليمية”.
وناشد بضرورة التوفير العاجل لنحو 11 ألفا و500 وحدة سكنية مؤقتة لإيواء نحو 41 ألف مواطن فقدوا منازلهم في مناطق نفوذ البلديات الثلاث.
وشدد على أن “إعادة الإعمار وتحسين الخدمات الأساسية هما مسؤولية جماعية تتطلب تضافر الجهود لضمان حياة كريمة ومستقبل مستدام للسكان المتضررين”.
جدير بالذكر أن المناطق الثلاث محاذية لمحور نتساريم، الذي انسحب منه جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح الأحد، بعد أكثر من عام و3 أشهر على احتلاله حيث أقامه وسط غزة لفصل شمال القطاع عن وسطه وجنوبه.
وجاءت عملية الانسحاب في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة، التي تتضمن انسحاب القوات الإسرائيلية من محور نتساريم الواقع وسط القطاع.
وفي 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يومًا، ويتم خلال الأولى التفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.
وارتكبت إسرائيل بدعم أمريكي بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية في غزة، خلّفت نحو 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.