أخبار اليوم - رغم افتقاره للخبرة في السياسة الخارجية، أصبح مبعوث دونالد ترامب الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف معروفا كمفاوض موهوب لا يخشى التعبير عن رأيه، فيما يُنسب إليه دور رئيسي في التفاوض على وقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحركة “حماس”.
دخلت الهدنة حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/ يناير، عشية تنصيب ترامب لولاية ثانية في البيت الأبيض.
هذا الأسبوع، وجد ويتكوف (67 عاما) نفسه في دائرة الضوء، مدافعا عن اقتراح الرئيس الصادم نقل مليوني فلسطيني من سكان قطاع غزة إلى مكان آخر.
وقال ويتكوف للصحافيين الأسبوع الماضي أمام البيت الأبيض قبيل وصول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للقاء ترامب إنّه “ليس عادلا أن نقول للفلسطينيين إنّهم قد يعودون في غضون خمس سنوات. هذا أمر سخيف”.
وردّا على سؤال بشأن اقتراح ترامب “تنظيف” القطاع عبر نقل الفلسطينيين منه، قال “عندما يتحدث الرئيس عن (تنظيفه) فهو يتحدث عن جعله صالحا للسكن”.
وقال مستشار الأمن القومي مايك والتز الذي ظهر إلى جانب المبعوث الخاص مبتسما “وهذا الرجل يفهم في مجال العقارات”.
وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، واصل ويتكوف، في حديثه على قناة فوكس نيوز، عرض مبررات الإدارة لفكرة إعادة توطين الفلسطينيين على نطاق واسع من غزة رغم إثارة الفكرة موجة انتقادات في المنطقة حيث وصفها البعض بأنها ترقى إلى التطهير العرقي.
في محاولة لتجاهل تعقيدات الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود، اجاب “الحياة الأفضل لا ترتبط بالضرورة بالمساحة المادية التي تعيش فيها اليوم”.
لم يكن أمام ترامب سوى الثناء على ويتكوف في المؤتمر الصحافي الذي عقده البيت الأبيض. وناداه “ستيف، قف من فضلك. لقد قمت بعمل رائع. لقد قمت بعمل رائع”.
وكان ويتكوف، وهو ملياردير مثل صديقه وشريك دائم له في لعب الغولف، هو الذي تم استدعاؤه لتقديم الرئيس الجديد في تجمع احتفالي في ساحة واشنطن بعد تنصيبه في 20 من الشهر الماضي.
“صفقة عقارية”
على الرغم من كونه مبتدئا تماما في عالم الدبلوماسية، فقد تم تعيين ويتكوف مبعوثا خاصا إلى الشرق الأوسط بعد أسبوع واحد فقط من انتخاب ترامب، وهو ما يعكس العلاقة الوثيقة بين الرجلين.
قبل ثماني سنوات، بعد انتخاب ترامب لولايته الأولى، عين مبتدئا دبلوماسيا آخر- صهره جاريد كوشنر– في نفس المنصب.
حتى قبل تولي ترامب منصبه، انضم ويتكوف إلى محادثات وقف إطلاق النار في غزة، وشارك في الجولة النهائية من المفاوضات في أوائل كانون الثاني/ يناير إلى جانب بريت ماكغورك، مستشار الشرق الأوسط للرئيس آنذاك جو بايدن.
كان تعاونا نادرا بين إدارة أمريكية منتهية ولايتها وإدارة مقبلة.
وبعد حضور المحادثات في العاصمة القطرية الدوحة، توجه ويتكوف إلى إسرائيل يوم السبت في محاولة عاجلة لإتمام اتفاق.
ثم في 29 كانون الثاني/ يناير، سافر ويتكوف إلى غزة التي تحول الكثير منها إلى أنقاض بعد 15 شهرا من الهجوم الإسرائيلي الذي شنته إسرائيل ردًا على هجوم حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
في مقال نشرته مجلة فورين بوليسي الخميس، قال ستيفن كوك، الخبير في مجلس العلاقات الخارجية، إن افتقار ويتكوف إلى الخبرة الدبلوماسية يمكن أن يكون ميزة، مما يمنحه منظورا جديدا.
ومع ذلك، أضاف “الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ليس صفقة عقارية”.
ولد ويتكوف في 15 آذار/ مارس 1957 في حي برونكس في نيويورك، وحقق ثروته في مجال العقارات، أولا كمحام للشركات ثم على رأس شركات عقارية كبرى. وفي العام 1997، أسس مجموعة ويتكوف.
(أ ف ب)