بعد "الإبادة الإسرائيلية" .. مبادرة فردية لزراعة الأشجار وإعادة "خضرة غزة"

mainThumb
بعد "الإبادة الإسرائيلية".. مبادرة فردية لزراعة الأشجار وإعادة "خضرة غزة"

09-02-2025 01:35 PM

printIcon

أخبار اليوم - "لو زرعت أنا شجرة، وزرعت أنت شجرة، وزرعنا هذا البلد، سنعمرها من جديد"، من هذا المنطلق، بادر طالب الهندسة الزراعية فضل نبهان، بعد سريان وقف حرب الإبادة الجماعية في 19 يناير/ كانون ثان، لزراعة الأشجار في الأماكن والطرقات العامة وسط قطاع غزة.

يحاول نبهان (27 عاما) من خلال مبادرته "إعادة الحياة" لطرقات غزة وأماكنها المدمرة بعد "حرب إبادة إسرائيلية" طالت جميع مناحي الحياة وفي مقدمتها البنية التحتية والصناعية والزراعية والحيوانية وغيرها.

وفي حديثه مع صحيفة "فلسطين"، يبين أنه لا يرى في مبادرته أنها فردية بل يعدها "دعوة جماعية" لسكان غزة لإعادة زراعتها بمختلف الأشجار وفي مقدمتها شجر الزيتون "عنوان التشبث بالأرض، ورمزية الصمود الفلسطيني" في وجه المحتل الإسرائيلي.

وخلال ١٦ شهرا من "حرب الإبادة الجماعية" عمد الشاب إلى الاهتمام بالقطط والحيوانات وإنقاذهم من الموت والجوع الذي فتك بالإنسان والحيوان؛ إزاء "حرب التجويع" التي تعمد جيش الاحتلال استخدامها بالتوازي مع جحيم الصواريخ والقذائف الصاروخية.

ويقول إن مبادرته الجديدة جاءت بعد وقف العدوان، والدمار الإسرائيلي الكبير في الأراضي الزراعية وقصفها الجوي المتعمد.

وفي 19 يناير/ كانون ثان، بدأ سريان اتفاق وقف العدوان على غزة وتبادل الأسرى بين المقاومة والاحتلال، بوساطة مشتركة.

ويضيف: "بعد انتهاء هذا الكابوس (حرب الإبادة) يدا بيد سنعيد إعمار غزة وتنظيف شوارعها وزراعة أراضيها؛ لتعود جميلة كسابق عهدها".

ويشدد على ضرورة الإغاثة العاجلة لجميع القطاعات الحيوية؛ لإنقاذ حياة نحو 2.3 مليوني إنسان في غزة.

ويستدل بالدمار الإسرائيلي الذي لحق بالأراضي الزراعية ومزارع تربية الطيور والمواشي ما أدى إلى شل القدرة على إنتاج الغذاء وتفاقم مستويات انعدام الأمن الغذائي المرتفعة بالفعل.

وفي إطار ذلك، يعبر نبهان عن أمله باهتمام المنظمات والمؤسسات الدولية بالقطاع الزراعي والحيواني في غزة والعمل على إحيائه مجددا لتعود "السلة الغذائية" للغزيين المحاصرين برا وبحرا وجوا.

وفي أحدث الإحصائيات، قالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) إن أحدث تقييم جغرافي أجرته بالتعاون مع مركز الأقمار الصناعية التابع للأمم المتحدة بين أكتوبر/ تشرين الأول وديسمبر/ كانون الأول 2024، أظهر أن 75 بالمائة من الحقول التي كانت تستخدم في السابق لزراعة المحاصيل وبساتين أشجار الزيتون، قد تضررت أو دمرت.

وأفاد التقييم، وفق بيان صدر عن نائبة المدير العام للمنظمة بيث بيكدول، بأن "أكثر من ثلثي الآبار الزراعية لم تعد تعمل، مما أدى إلى شلل الري".

وقالت بيكدول إن "الزراعة يجب أن تكون في قلب جهود الطوارئ والتعافي (…) دعم المزارعين والرعاة والصيادين الآن يضمن طعاما طازجا ومغذيا غدا".

وسبق أن أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إخراج (إسرائيل) أكثر من 75 بالمائة من مساحة الأراضي الزراعية عن الخدمة في قطاع غزة.

وأوضح أن إخراج تلك الأراضي عن الخدمة، جاء إما بعزلها تمهيدا لضمها لما تسمى المنطقة العازلة (بين غزة والأراضي المحتلة عام ١٩48) على نحو غير قانوني أو تدميرها وتجريفها، لتدمر بذلك السلة الغذائية من الخضروات والفواكه واللحوم.

ووفقا لورقة حقائق نشرتها مؤسسة الدراسات الفلسطينية على موقعها، فإن المساحة الزراعية في غزة تمثل ما نسبته 49 بالمائة من إجمالي مساحته البالغة 360 كيلو مترا مربعا.

وتقع غالبية هذه الأراضي في مناطق شمال وشرق القطاع بينما يقع 80 بالمائة منها بمحاذات السياج الاحتلالي الفاصل بين غزة والأراضي المحتلة عام 1948م، حيث تقدر بنحو 185 ألف دونم.