أسئلة الأردنيين عن جمهور غزة والإخوان وصفقة ترامب؟

mainThumb

09-02-2025 11:37 AM

printIcon

خرج الأردنيون يوم الجمعة، في مدنهم وقراهم وبواديهم منددين بطروحات الرئيس ترامب، حول تهجير أهل غزة، والتي سوف يتراجع عنها، وقد صدرت الدعوة، من مؤسسات حزبية، وجمعيات ودواوين عشائرية، وتجمعات ريفية وقبائل وشباب...الخ، رفعوا علماً واحداً وشعاراً واحداً.

غطت فعالياتهم مختلف مدن الأردن، وكانت موحدة خلف قيادتها تؤكد ما تقول وتؤمن بالخطاب الأردني، وتثق بالملك، وتعرف جيداً أن الأردن لا يساوم على مبادئه، وأننا جربنا أزمات في العلاقات مع الولايات المتحدة كانت كبيرة وقاسية. وشاهدها، حرب الخليج عام 1990 وكانت ظروفنا الاقتصادية يومذاك بالغة الحرج، ومع ذلك وقف الأردن مع مبادئه وضد مجيء أمريكا وأدان غزو العراق للكويت بكل وضوح، ثم كانت صفقة القرن قبل أربعة أعوام ووقف الأردن شامخاً متصدياً لتجاوز حقوق الفلسطينيين ولم يساوم على مبادئه برغم الكثير من اغراءات الصفقة.

أول أمس، خرج الأردنيون وكان لديهم أسئلة واضحة عن الجمهور العريض الذي كان يُطالب بالنزول للأغوار، وفتح باب الجهاد في بداية حرب غزة، قبل نحو عام ونصف، (مع أن غزة كان قد وقفت ضد وحدة الضفتين ولم تقبل بها، وشكلت بها حكومة عموم فلسطين وهي ليست ملفاً أردنياً بل كان يدار بإدارة مصرية) والسؤال كان بصيغة: أين هو ذلك الجمهور الذي قاطع وخرج في مسيرات ضد الحرب ولماذا لا يخرج ويلتف حول قيادته ووطنه ويشكل سياجاً موحداً ضد ما يحاك ويدبر، وكان الجواب سهلا عند البعض بأن شعبوية الحالة الغزية تم تكيشها كما قال أحد المتظاهرين يوم الجمعة « في صندوق الانتخابات».

لا يمكن قبول اتهام الناس صحيح، لكن الجمهور معني بوحدة كل اطياف المجتمع، وضد أن يكون هناك وقت للتظاهر، لأهداف حزب أو حالة خارج الأردن، وعندما يتعلق الأمر بالأردن وأمنه وهويته، يصبح ذلك الجهمور غير معني بالأردن، ويضع رأسه بالرمل، فمعنى هذا أن أولويات ذلك الجهمور الذي خرج بمعدل نحو 500 فعالية وبجمهور جاوز نحو النصف مليون ضد حرب غزة وطلباً لنصرتها، لم يكلف نفسه أن يكون متواجداً كما يجب في جمعة حاشدة وفاءً للأردن ودفاعاً عن مخطط التهجير الذي نبه إليه جلالة الملك مُبكِراً.

الصحيح أن الصراحة موجعة في هذا الملف، وعلى جماعة الإخوان وكل قوى سياسية لم تقم بما يجب في التعبير عن ضرورة رفض التهجير وحفظ أمن الأردن ودعم قيادته، أن تطرح رأيها المُفسر لغيابها عن مشهد التنديد في الشارع الأردني بخطاب التهجير ومشروع اقتلاع أهل غزة؟

التاريخ يقول إن الجماعة الأكثر انسجاماً مع امكانية التقارب مع الغرب والتفاوض معه، وهناك شواهد كثيرة، على اوطان تضررت بسبب ذلك التفاعل المريب، وفي حالة الأردن الأمر يتعلق بأمر الدولة الوطنية التي ظلّ الإخوان غالباً يرون أنها لا تمثل دولة الأمة أو التي يدعون قيامها لصون بيضة الإسلام.

غالباً هذا خيار ماضوي، لكن المهم أن التعبير بدعم مواقف جلالة الملك صدر من قواعد الحكم والدولة التقليدية التي طالما وقفت وحمت العرش مع جيشنا العربي ووقفت سداً منيعاً ضد كل ما يمسّ أمن الوطن وما يُحاك ضده، وعنوان الأردنيين دوماً: «مع الملك».