ما لا يعرفه الجميع أن الاردن قارب جدا على الوصول لمرحلة الاستغناء عن المساعدات و«تحقيق الاكتفاء» الذاتي بتغطية نفقاته العامة ضمن الموازنة للعام الحالي، فبعدما كانت نسبة مساهمتها بتغطية النفقات العامة تصل لـ 17% بالعام 2017 واكثر بالاعوام التي سبقتها وصلنا حاليا لنسبة 6% فقط، فماذا يعني هذا ؟.
الاردن ومنذ سنوات وهو يجتهد لاجل الوصول لمراحل «الاكتفاء الذاتي"في كل شيء من غذاء و طاقة و مياه وتغطية نفقاته العامة دون مساعدات، فبذل كثيرا من الاجراءات واتخذ القرارات في سبيل الوصول لمرحلة يحقق فيها الاكتفاء الذاتي من كل شيء، فنجح في التدرج في تخفيض نسبة اعتماده على المساعدات بتغطية النفقات العامة وصولا الى نسبة صفر خلال السنوات المقبلة.
كثيرة هي العوامل التي تجعلنا اليوم في مصاف الدول القوية ذات التأثير في المنطقة و العالم، اولها واهمها «الاستقرار السياسي"والوحدة الوطنية والتفاف الشعب حول القيادة الهاشمية، وثانيها الاستقرار الاقتصادي المميز الذي تعيشه المملكة والمدعوم باحتياطي اجنبي وصل الى 21 مليار دولا وقوة الدينار ومتانة الجهاز المصرفي، والاهم رؤى تحديث تحاكي كافة المتغيرات والتحديات والضغوط.
اليوم وبالمعنى الواضح ونتاج الحكمة والحنكة والاستشراف الملكي لسنا في مكان تلوى فيه ذراعنا او نجبر على فعل شيء يضر بامننا القومي او يتسبب باضاعة الحق الفلسطيني باقامة دولتهم وعاصمتها «القدس الشرقية» والاهم اننا ومهما كلفنا الثمن وحتى ان متنا من الجوع والعطش فلن نفرط باول القبلتين المسجد الاقصى ولا بالمقدسات المسيحية هناك.
الواقع يقول ان من يراهن على اننا يمكن ان نساوم على القدس فهو واهم وحالم ولايعرف التاريخ ولاجل هذا استعدينا سياسيا واقتصاديا وبنينا ارضية خصبة تجعلنا نقاوم مثل هذه الابتزازات التي لم تعد تغني ولا تسمن من جوع معنا، ولهذا على جميع الاردنيين ان يرموا وراءهم كل ما يمكن لهؤلاء الحالمين اختراقنا من خلاله او يسمح لهم بالعبث بامننا ونسيجنا الاجتماعي.
الاردن بقيادة جلالة الملك «دولة عميقة» محنكة مستشرفة بنت علاقاتها «السياسية والاقتصادية» مع كافة الدول بالمنطقة والعالم على اساس «المصالح المشتركة» و«المنافع المتبادلة» وليس على اساس مانح وممنوح وواهب وموهوب.
خلاصة القول، الاردن دولة اسست منذ اليوم الاول لتعيش ابدا راسخة متغلغة باعماق التاريح، ولديها كثير من الاوراق ما تعلمونها ولا تعلمونها وقادرة على ابطال كل ما يحاك ضدنا من الحالمين، لهذا اطمأنوا فلن يكون الا ما نريده نحن حتى وإن كره الكارهون.