تقرير: غزية وأبناؤها على أنقاض بيتهم لترمب: لن نهاجر طوعاً أو قسراً

mainThumb
تقرير غزية وأبناؤها على أنقاض بيتهم لترمب: لن نهاجر طوعاً أو قسراً

08-02-2025 07:58 PM

printIcon

أخبار اليوم - وسط ركام بيتها بحي الشجاعية شرق غزة، تعيش الغزية ميرفت فيصل وأبناؤها السبعة بعد 16 شهرا رفضوا خلالها مغادرة شمال قطاع غزة، مبدية سخريتها من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الرامية لتهجير الغزيين.

جمعت ميرفت (43 عاما) ما تستطيع من أدوات المنزل على رقعة من أنقاض منزلها لتجعل منها مأوى لأسرتها التي كابدت صنوف العذاب من جراء حرب الإبادة الجماعية.

تعود ميرفت، الأم لسبعة أبناء والتي توفي زوجها قبل سبعة أعوام، إلى بداية حرب الإبادة عندما طالبها جيش الاحتلال بمغادرة المنطقة التي تقطنها والتوجه جنوبا، قائلة لصحيفة "فلسطين": "مطلعناش من الشمال بالمرة... ومش هنطلع".

ومع إجبارها على النزوح من بيتها بفعل العدوان المكثف واستهدافه بصاروخ من طائرة حربية بدون طيار في الثالث من ديسمبر/كانون الأول 2023، وجدت ميرفت نفسها نازحة قسرا مع أسرتها في أماكن مختلفة من مدينة غزة، رافضة التوجه جنوبا.

ولا تنسى ميرفت تفاصيل 10 محطات من النزوح القسري التي تركت ندوبا في روحها، لكنها لم تضعف تمسكها بأرضها.

عن ذلك تقول: في المرة الأولى نزحنا إلى مدرسة الدرج، واستهدفها الاحتلال بالقصف والقذائف، فنزحنا ثانية إلى منطقة الصناعة وحوصرنا، ثم توجهنا إلى شارع الصحابة ووجدنا أنفسنا محاصرين أيضا، وعدنا إلى مدرسة الدرج.

تلك هي بعض ملامح معاناة النزوح القسري تحت القصف والنيران التي تعرضت لها ميرفت حالها كحال الغزيين الذين قتلت حرب الإبادة الجماعية وأصابت منهم أكثر من 150 ألفا.

وبعد سبعة أشهر من بدء حرب الإبادة الجماعية في أكتوبر/تشرين الأول 2023 قصف الاحتلال الإسرائيلي منزل ميرفت مرة ثانية لكن بصواريخ من طائرات حربية أكثر تدميرا.

"شفنا الموت والعذاب.. تحاصرنا ثلاث مرات.. انقصفت العمارة وتشردت 12 عائلة تسكنها معظمهم أطفال ونساء وبقينا بأرضنا"، تصف ميرفت شيئا من أهوال حرب الإبادة وصمودها في وجهها.

وخلال الحرب التي تعددت أوجهها من القصف والقتل الإسرائيلي للغزيين وتدمير منازلهم على رؤوسهم والتشريد والتجويع والتعطيش، كانت ميرفت تبث روح الصبر في أبنائها قائلة لهم: "هانت يما عدها الحرب خلصت".

وأسفرت حرب الإبادة عن استشهاد بعض أقارب ميرفت ومنهم أخت زوجها وأولادها.

وبينما كانت تواجه مع أسرتها موجة من الصقيع والمطر على أنقاض المنزل مستعينة ببعض الأقمشة المهترئة، سخرت ميرفت من خطة ترامب لتهجير الغزيين.

والثلاثاء روج ترمب لخطة تهجير يسعى إليها قادة الاحتلال الإسرائيلي لاسيما من أحزاب ما يسمى "اليمين"، تحت ستار حاجة القطاع لإعادة الإعمار.

وترمي الخطة إلى تهجير الغزيين من القطاع، وتمتد لما قال ترمب إنها "مناقشة" فرض ما سماها "سيادة" الاحتلال على الضفة الغربية، وهو ما يتسق مع معارضته قيام دولة فلسطينية مترابطة جغرافيا على ما تعرف بحدود 1967، تنص عليها القوانين الدولية.

وخلفت حرب الإبادة الجماعية دمارا للبنية التحتية ومعظم المنازل والمباني في القطاع، في ظل دعم أمريكي مطلق للاحتلال الإسرائيلي.

وخلال الحرب، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس حكومة المستوطنين الفاشية بنيامين نتنياهو ووزير جيشه المقال يؤاف غالانت بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، لكن واشنطن عارضت ذلك وسنت تشريعات ضد المحكمة.

وتأتي تصريحات ترمب التي لاقت رفضا فلسطينيا وعربيا ودوليا قاطعا في وقت يفترض دفع الوسطاء مفاوضات غير مباشرة قدما للتوصل إلى تفاهمات بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف حرب الإبادة الجماعية الذي دخل حيز التنفيذ أواخر يناير/كانون الثاني، وعاد بموجبه مئات الآلاف من النازحين إلى أماكن سكنهم المدمرة في شمال القطاع.

وترد ميرفت على تصريحات ترمب التي زعم فيها أنه "لا بديل أمام سكان قطاع غزة إلا مغادرته"، بقولها: "مستحيل أغادر.. هذه بلدي، ولا أستغني عن غزة".

وتؤكد أن الحياة الجميلة التي يستحقها الغزيون الصامدون هي على أرضهم وليست في أي مكان آخر، مشددة على رفض أي مخططات لأي احتلال سواء إسرائيلي أو أمريكي للقطاع.

ورغم انعدام مقومات العيش في القطاع الذي أعلن رسميا منطقة منكوبة إنسانيا، تبدي تصميمها على البقاء وتحمل المشاق في سبيل الحفاظ على الأرض.

يوسف الابن البكر لميرفت يؤكد بعد رحلة عناء مع ترتيب المكان المدمر لإيواء الأسرة أن الغزيين لن يهاجروا طوعا أو قسرا.

ويضيف لصحيفة "فلسطين": لو كانت الهجرة خيارا لتركنا غزة منذ زمن، لكن قرارنا هو الصمود، حتى وإن تأخر الإعمار وبقينا في الخيام، المهم أن نبقى على أرضنا.

ولا يكترث يوسف لتهديدات الاحتلال ولا للتجويع والتعطيش، قائلا: "الله لا ينسانا.. مررنا بمجاعة وصبرنا".

وإلى جانبه أخوه إيهاب (19 عاما) يصف كلام ترامب بأنه "تافه"، مشددا على أنه سيبقى في غزة التي ولد أجداده وأبوه وعاشوا فيها.

وانضمت الطفلة ميرا إلى شقيقيها بالرد على تصريحات ترامب، بقولها: "بديش أطلع.. بدي أضل هنا".

المصدر / فلسطين أون لاين