الدكتورة آية الشوابكة
في ضوء النزاعات الحاصلة مؤخرًا وفي ضوء ما آلت إليه الأوضاع،، نوجه بوصلة التساؤلات حول مصير الأطفال الذين عاصروا الألم وصارعوه !!
لتستفتح جلالة الملكة رانيا العبدالله كلمتها الملقاة خلال القمة الدولية لحقوق الأطفال في الفاتيكان؛ بسؤال الطفل محمد: هل سيعود العالم كما كان في الماضي ؟!
من جانب آخر عن مجريات القمة ومباحثاتها وددت لو أنني اختطف عقل محمدٍ وقلبه لحظة طرحه لذاك السؤال!!
الطفولة هي تلك المرحلة التي يُصنّف فيها الصعب على أنه حيرة بين ممحاة وردية اللون أو زرقاء ؟؟
أو حين يقال لبابٍ مُغلقٍ: افتح يا سمسم كي يفتح..
أو على سبيل المثال، حين تُحتضن الملابس الجديدة ليلة العيد وتشارك رائحتها انفاس النوم..
وحين تكون اللقمة في الفم غنيمة،،بينما تحاول اليد الفوز بالتاليّة..
ومن البديهي أن الطفولة هي تلك المشاكسات التي تثير ضحكات الأبرياء في الطرقات فرحًا بـِ ليالي رمضان..
وقد يكون أغربها حين يتنافس الذكور أيهما يملك (طلق الخرز) الأكثر في مسدسٍ صنع من قوالب بلاستيكية !! ومسرح جريمة تَمثلت بجفونٍ تهتز لتخفي الضحك داخلها مدعيةً أن الملقى قد مات..
لا سيما حين يكون (الكاتشاب) قد تجاوز حده بالانتشار..
ليعود بي الفكر إلى عقل محمدٍ حين طرح سؤاله وكأن سؤاله يتفرع حول العالم بعدة تساؤلات ::
هل أصبحت الممحاة سوداء اللون فقط ولا مجال للخيار ؟
هل اغلقت الحواجز ولن يتمكن سمسم من فتحها دون تصريح دولي أو هُدَن؟
هل أصبحت أنفاس النوم مصدر الدفء عوضًا عن الملابس؟ أم أن الستائر استُبدلت بملابس العيد لستر نوافذ الخيم؟؟
هل أصبحت اللقمة الواحدة شريكة في ثلاث وجبات أو اكثر ؟
هل طغت الزنانات على ضحكات الأبرياء أم اختلطت الأصوات في المسامع محتارة بين صوت القذيفة ومدافع رمضان؟
هل تطورت القوالب البلاستيكية لتتحول إلى قطعٍ ناريةٍ تصنعها شركة (IWI) ،، واستبدل التنافس في الخرز الأكثر بالتنافس في الأرواح الأكثر ؟!
هل ادعاء الموت اصبح واقعًا وأُغمضت الجفون مفارقة الحياة، في بقعة جغرافية كاملة يكسوها الدم عوضًا عن (الكاتشاب) الكاذب ؟؟
هل وهل وهل …
حين سمعتم سؤال محمد،، هل فكرتم كيف كان حالُ محمدٍ حين سأل السؤال؟
هل كان يسأل وهو يُساند ذراع أبيه في نصب الخيمة المهترئة من رياح الأجواء وهو يعارك ريح التنكيل المشين ؟
أم أنه سأل السؤالَ وهو يُزاحم الصفوف المتكدسة بحثًا عن عُلبةٍ من رائحة طعام ؟
أو ربما وهو يبحث في الأرض عن رقعٍ من ورق الشجر ليواري فيها عراء جسده ؟
لو تسنَّى لي وصف حال محمد حين سأل سؤاله لكان :
بينما تدعوه مخيلته الطفولية لجمع مكعبات (الليجو) لتشكيل مجسمٍ ما ،، تبصرُ عيناه ما يدعوه إليه الفقد لجمع ما تبقى من أشلاء الرفاق و بعضٍ من الأهل!!
خِتامًا؛لا حيلة لنا بالإجابة يا محمد!!