أخبار اليوم - أُعلن في الجزائر عن وفاة سيد أحمد غزالي، رئيس الحكومة الجزائرية الأسبق، بالمستشفى العسكري في عين النعجة عن عمر ناهز 88 سنة، وهو الذي تقلد المنصب في ظرف حساس عاشته الجزائر، وعاصر عدداً من رؤسائها وشارك في اتفاق الطائف الذي أنهى واحدة من أخطر أزمات لبنان، واحتفظ بعدد من الأسرار التي عايشها.
وعاصر غزالي، السياسي والدبلوماسي الذي وصف بصاحب “ربطة عنق الفراشة”، طيلة 31 سنة من المسؤولية، أربعة رؤساء تعاقبوا على حكم الجزائر.
ومن أبرز المسؤوليات التي تقلدها تكليفه في عهد الراحل هواري بومدين، بتسيير أكبر مؤسسة جزائرية، وهي شركة “سوناطراك”، المشرفة على إنتاج البترول بالبلاد، ومصدر دخل الجزائر المعتبر، لمدة تجاوزت 13 سنة، ليعُين لاحقاً وزيراً للطاقة ثم وزيراً للري. وكانت النقلة الأهم في مسار سيد أحمد غزالي تعيينه وزيراً للشؤون الخارجية سنة 1989.
وفي لقاء سابق لـ”القدس العربي” في منزل سيد أحمد غزالي بالعاصمة الجزائر، يتحدث الراحل عن تجربة الطائف، بعد تشكيل اللجنة العربية الثلاثية العليا المكونة من الملك السعودي فهد بن عبد العزيز، والملك المغربي الحسن الثاني والرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد، إلى جانب وزير الخارجية الجزائري السابق الأخضر الإبراهيمي الذي عين مبعوثاً خاصاً.
وجاءت اللجنة في محاولة لإيجاد حل للبنان، الذي مر قبل اتفاق الطائف بحرب أهلية استمرت 15 عاماً، بلغت ذروتها مع حصول فراغ في سدة رئاسة الجمهورية بعد انتهاء ولاية الرئيس أمين الجميل، ومن ثم انقسام السلطة التنفيذية إلى حكومتين أولى برئاسة سليم الحص، وثانية برئاسة ميشال عون.
وتحدث سيد أحمد غزالي لـ”القدس العربي” في المقابلة التي أجراها أيضاً الصحافي الجزائري عبد النور بوخمخم، عن حرب الخليج، والاجتماع الشهير لوزراء الخارجية العرب، ثم القمة العربية التي جرى فيها التصويت على القرار، بُعيد الاجتياح (في 4 يوليو/ تموز 1990)، معتبراً أن السعوديين لم يكونوا راغبين في دخول القوات العسكرية الأمريكية للمنطقة.
وتحدث غزالي عن تعيينه من قبل الرئيس الجزائري الراحل الشاذلي بن جديد في شهر يونيو/ حزيران 1991 خلفاً لمولود حمروس رئيس الحكومة الذي دخل قصر زيغود يوسف بعد أحداث أكتوبر/ تشرين الأول 1988، واستمر غزالي في منصبه حتى يوليو/ تموز 1992.
وعاصر سيد أحمد غزالي في هذه المرحلة واحدة من أسوأ الأزمات التي مرت بها الجزائر، بما فيها تنظيم الانتخابات وإلغائها، وانتُقد لسنّه قانون الانتخابات القائم على الأغلبية المطلقة الذي منح جبة الإنقاذ الإسلامية المحظورة الأغلبية، وما رافقها من تداعيات ومنها إلغاء المسار الانتخابي واستقالة الرئيس الجزائري الراحل الشاذلي بن جديد.
وكان سيد أحمد غزالي حاضراً لما استدعي الرئيس الراحل محمد بوضياف لإدارة البلاد، وعمل معه لفترة، وهي فترة حرجة في تاريخ الجزائر.
وانسحب ابن مدينة تيغنيف بولاية معسكر غربي الجزائر المولود عام 1937، عن الساحة وظل يظهر أحياناً للتعليق على بعض الأحداث. وكان يقيم بين باريس والعاصمة الجزائر، حتى وافته المنية.
وعاد اسم سيد أحمد غزالي للظهور بعد تصريحات تحدث فيها عن إيران ودورها في الجزائر وفي المنطقة.