عرين الدويكات
صامداً كما عهدناه.. يتحمل كل التقلبات والمناوشات والمناورات، بعباءته يلتف حول دخيله، ناحياً إيّاه عن جانب الطريق الوعر المكتظّ بالوحوش البشرية التي تنهش وتقضم الصخر، بحزم قيادته وبسالة جيشه وأجهزته الأمنية، بانتماء شعبه الكريم المعطاء، وليس لأنه كذلك نحمّله فوق طاقته، ونلقي به إلى التهلكة.
إن موقع الأردن الجغرافي حكّم عليه أن يكون حَكماً حكيماً، وفياً لأمته العربية، والذي تحده الصراعات من كل جانب، ولكنه من الداخل هشّ، غضّ، كما ثغر الوليد عند التثاؤب، على كاهله عجز ومديونيات، وبطالة تنخر أبناء شعبه، وأوضاع اقتصادية بالغة الصعوبة، ولكنه صامد ويكابر ويواري جرحه المتأصل في الدواخل، حتى لا تهشمه الأضراس التي تنتظر سقوطه.
إن المرحلة المقبلة بالتحديد تتطلب منّا تكاتف منقطع النظير، أن نكون كلنا دون استثناء على الجبهة، أيّاً كان نوعها، وأيّاً كانت تياراتها، متمسكين بالهوية الأردنيّة الأصيلة، فكَم عبرنا وتخطينا أزمات وضائقات مسبقاً، ولم نجع بها أو نعرى، وإن تصالبت الأكتاف، وكنا كذلك حتماً لن نصل – بمشيئة الله – لمرحلة تقاسم الرغيف بل، سنكون من يوزع الرغيف ويصدره للعالم.
وأؤكد هنا على أن مثلث العبور لدى أي مواطن "صحة، مال، أمن وأمان" سيكون مملوكاً لدى كل أردني في حين وصوله لمرحلة أن يعرف حق المعرفة أنه بهمته وعزيمته سيتحقق له بكل سهولة، ولن تكون باستلقائه واضعاً الرِجل فوق الرِجل ضارباً مستقبله عرض الحائط، ينتظر من هبوب الريح أن تطعمه وتسقيه، يتوجب علينا جميعاً فرداً فرداً أن نسعى لنعيش ويدوم الوطن مستقراً.. آمناً.. مطمئناً.. عظيماً بين شعوب العالم بإرادة شعبه وإنتاجيتهم وإصرارهم على بناء هذه الدولة وتعميرها.
الأردن يا سادة من برا هالله هالله... ومن جوا ( يعلم الله).