أخبار اليوم - اندلعت موجة واسعة من الغضب على شبكات التواصل الاجتماعي في العالم العربي، وخاصة في فلسطين والأردن ومصر، وذلك بعد التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والتي كشف فيها عن مشروعه لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وهو ما أشعل الغضب ودفع الكثيرين إلى التعبير عن رفضهم لهذه الفكرة.
وسرعان ما أطلق النشطاء العرب حملات على شبكات التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية ترفض تهجير الفلسطينيين من أرضهم وبيوتهم، كما ترفض اعتبار أي من الدول العربية وطناً بديلاً للفلسطينيين.
وفي الأردن سرعان ما تصدر الهاشتاغ «فلسطين للفلسطينيين»، والهاشتاغ «الأردن للأردنيين»، و«لا للوطن البديل»، و«لا للتوطين»، وأصبحت هذه الوسوم ضمن قوائم الأوسع انتشاراً والأكثر تداولاً على شبكات التواصل الاجتماعي، وذلك تعبيراً عن رفض المشروع الأمريكي الذي يهدف إلى تفريغ الأرض الفلسطينية من سكانها الأصليين وتسليمها للإسرائيليين بدلاً منهم.
كما هيمن الملف ذاته على المصريين خاصة في أعقاب تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي التي قال فيها إن التهجير «ظلم لا يمكن أن تشارك مصر فيه».
وأضاف، خلال مؤتمر صحافي مع الرئيس الكيني وليام روتو في القاهرة: «لا يمكن أبداً التنازل عن ثوابت الموقف المصري التاريخي للقضية الفلسطينية»، مؤكداً أن «الحل هو إقامة دولة فلسطينية بحقوق تاريخية على حدود الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».
باعة الأوهام
وكتب الصحافي والإعلامي الفلسطيني ياسر الزعاترة معلقاً على مشروع ترامب بالقول: «مبعوث ترامب أوقح من سيّده.. بماذا طالب مصر والأردن؟ أعني مبعوثه لشؤون الأسرى (آدم بوهلر)، والذي دعا مصر والأردن إلى تقديم بديل بعد رفضهما فكرة ترحيل فلسطينيي غزة إليهما.. قال حسب القناة 12 العبرية إن ترامب عرض خياراً يراه مناسباً على مصر والأردن، لكنه منفتح على حلول أفضل وقابلة للتنفيذ من وجهة نظرهما».
وأضاف الزعاترة في تدوينة على شبكة «إكس» يقول: «هكذا يتحدث المذكور كأن خيار التهجير صار محسوماً، ولم يتبقَ سوى البحث عن أماكن تؤوي المهجَّرين.. قلنا من قبل إن جوهر القصة يتمثّل في أن يكون قطاع غزة بمثابة (بروفا) لضمّ الضفة الغربية وتهجير أهلها، وطبعا لأنها (يهودا والسامرة) التي (وعَدهم بها الربّ)، حسب أساطيرهم، وذلك إلى جانب التخلّص من صداع المقاومة في القطاع».
وتابع الزعاترة: «إن شعباً يقاوم منذ مئة عام، وصاغ ملحمة تاريخية لم يعرف لها الغُزاة مثيلا تمثّلت في الطوفان وما بعده، لن يعجز عن إحباط المؤامرة الجديدة، لا سيما أن الأردنيين والمصريين يرفضونها بحزم أيضاً.. لقد كتب الطوفان بداية النهاية للمشروع الصهيوني، وهذه المغامرات الجديدة لن تغيّر المسار، حتى لو بدت كذلك لبعض قصار النظر، لا سيما أن تصحيح البوصلة بعد فضح باعة الأوهام ضرورة لحسم المعركة».
وعلق الأستاذ في جامعة السلطان قابوس في سلطنة عُمان، الدكتور حمود النوفلي، قائلاً: «كيف يخطط العدو: لا بد للشعوب أن تعي ما يحاك من مؤامرة ضدها وخاصة من خلال تمكين الكيان المحتل وتصفية القضية وإلزام كل الشعوب بالتطبيع مع الكيان والتجريم بمعاداة السامية من يكتب ضد الصهاينة.. لذلك المقاومة هي السور الذي يصد عنا هذا الكابوس ويجب دعمها بقوة وإلا سنغرق.. لا للتهجير».
وكتبت دينا حسيب معلقة على صورة لعودة مئات الآلاف من النازحين في غزة إلى منازلهم: «هكذا عادوا.. إن ترامب ونتنياهو وجنودهما كانوا خاطئين حين ظنوا أنهم قادرون على تهجير غزة من أهلها».
التهجير خيانة
وعلق الإعلامي الأردني، والكاتب الصحافي ماهر أبوطير: «ملف التهجير ليس فيه اجتهادات ولا وجهات نظر لان التهجير خيانة وواجبنا جميعاً ان نقف ضده في فلسطين والاردن ومصر». وأضاف في تدوينة ثانية على شبكة «إكس» يقول: «ليس كل ما تريده واشنطن وتل أبيب يحدث، وهناك شعب باق على أرضه، وتعرض إلى ويلات كثيرة، ولن يكون ممكنا ترحيله بهذه الطريقة الخيالية، وإذا خرجت أعداد ستكون قليلة جدا، لأن الغالبية العظمى من الفلسطينيين تعلموا درسا من التاريخ ولن يخرجوا من أماكنهم».
وتابع: «يسود صخب وضجيج بحاجة إلى عقلنة وتهدئة وحلول عملية، حتى يبقى الأردن سالما من كل مخطط، وتبقى فلسطين أيضا سالمة لأهلها، بما يعني أننا بحاجة إلى «عقلاء» يقومون بترشيد كل هذه التراشقات، وتوجيه التراشقات نحو إسرائيل، لا إشعالها داخل الأردن، دون إدراك لكلفة هذه الأفعال».
وعلق الناشط الأردني بدر الحويان بالقول: «حرب غزة من المفروض أن تُدرس بالمدارس والجامعات، كيف تكون الشعوب محبة لأرضها وصامدة ولا تتخلى عنها مهما كانت الأسباب. والله علمونا كيف نتشبث بأرضنا ونفديها بدمائنا وأرواحنا.. شكراً غزة شكراً للمقاومة».
وكتب الناشط الأردني خالد وليد الجهني: «إدارة ترامب تجري محادثات مع حكومة تيرانا بشأن هجرة ما يصل إلى 100 ألف فلسطيني من غزة إلى ألبانيا، حسب ما كشفت القناة 12 العبرية. إذن، ترامب يريد التطهير العرقي للفلسطينيين بنقلهم إلى إندونيسيا ولم ينجح. ثم حاول التطهير العرقي بنقلهم إلى مصر والأردن ولم ينجح. والآن يقترح الهجرة الطوعية لمئة ألف فلسطيني إلى ألبانيا.. وإذا لم ينجح هل سيقترح نقلهم بصواريخ إيلون ماسك إلى المريخ؟!».
لا لتهجير إخواننا في غزة
وقال سامي الزين: «لا استقرار إلا بالدولة الفلسطينية على الأرض الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف»، فيما كتب ناشط آخر يُدعى «عرب النجار» قائلاً: «أنا أردني، أرفض التهجير، وأرفض الوطن البديل، لا لتهجير إخواننا في غزة ولا في الضفة الغربية، نعم لحق العودة، نريد فلسطين كاملة».
ونشر محمد هنية صورة لفلسطيني ينام على الأرض في العراء، وكتب معلقاً: «ما باع أرضه، ولا ارتضى التهجير، الفلسطيني يفترش أرضاً يعشقها، وينتظر الساعة السابعة ليخترق حاجزاً أصبحت إزالته وعداً مفعولاً».
وكتب المصري عماد الحكيم منتقداً الرئيس السيسي: «حاصرهم وجوعهم وكان بياخد آلاف الدولارات أتاوة على اللي يخرج وقتلهم بمنع دخول المساعدات الطبية وكمان مخرجش المصابين يتعالجوا.. بس لازم نصطف ونهلل علشان بيان وتصريح بيرفض التهجير».
أما المصري خالد لطفي فكتب يقول: «أنت ضد التهجير؟! غرّق القطاع مساعدات، دخل آليات تشيل الركام، دخل الخيم والكرافانات بدل ما الناس نايمة في الشارع، غير كده مش عايزين صداع وهلفطة».
وقال ناشط يُدعى «شاتيلا» مخاطباً السيسي: «لو انت فعلًا ضد التهجير ورافض كلام ترامب بسيطة جداً.. دخل مساعدات للقطاع كتير جداً، دخل الكرافانات والأدوية، متضيقش عليهم ومتصعبش عيشتهم.. ما تطلعش تقول إحنا ضد التهجير وكل أفعالك وأفعال رجالتك بتقول إنك مع التهجير».
وكتبت حنان: «الاحتلال ما زال يقصف بعض المناطق في غزة، وأهالي شمال القطاع يعيشون معاناة كبيرة، وأوضاع معيشية صعبة، ما زالوا يعانون من أجل حتى الحصول على المياه. أين ضمانات تنفيذ الاتفاق مما يحدث؟ إسرائيل وأمريكا يتعمدون عرقلة دخول المساعدات ومواد إعادة الإعمار لإجبار الأهالي على التهجير القسري».
ونشر الناشط الأردني هيثم نبيل العياصرة مقطع فيديو لعودة الفلسطينيين إلى الشمال، وكتب يقول: «بتتوقع من واحد بملك كل هذا الإصرار للعودة من جنوب القطاع لشماله رغم فقدان بيته وكل ما يملك إنه بده يتهجر من غزة؟ علينا أن نقول نحن جميعاً بصوت عالٍ حق العودة مقدس ولا للتهجير أما أهل غزة يقولون بفعلهم الكثير».
وأضاف العياصرة في تدوينة ثانية: «ترامب يريد ولكن هل ما يريده يمثل قدراً أم أضغاث أحلام، التهجير حلم قديم جديد ولكن في يد الأردن أوراق كبيرة منها إغلاق القواعد الأمريكية وتجميد اتفاقية السلام مع الكيان. الشعب الأردني صابر على ضنك العيش ومستعد للصبر أكثر ومواجهة حقيقة سواء اقتصادية أو مسلحة كي يبقى الأردن عزيزاً».
وقالت الناشطة «تغريد» على شبكة «إكس»: «عندما كان الفلسطينيون يعتمدون على العرب كانوا ينزحون من مدنهم إلى الشتات وهكذا فُعل بهم من نكبة 1948 ونكسة 1967 وغيرها، لكن اليوم هم يعودون إلى مدنهم بعد أن اعتمدوا المقاومة وتركوا العرب الجبناء والعملاء.. هكذا تصنع المقاومة ورجالها.. هنا غزة 2025».
وكتب محمود عسكر: «لا لتهجير أهالي غزة وفلسطين.. لا للتهجير، لن يحدث بأمر الله»، فيما قال ناشط بحريني يُطلق على نفسه اسم «متظاهر بحريني»: «من واجب كل عربي ومسلم أفرادا ومؤسسات وحكومات إجهاض خطة التهجير الأمريكية الصهيونية، فما عجزت عنه آلة الحرب والقتل والدمار لا يمكن أن يُعطى عنوة تحت التهديد والابتراز».
وقال نادر الشريف: «البديل موجود وهو صحراء النقب. وهي فلسطينية محتلة يتم نقل أهل غزة اليها لحين إعمار غزة والعودة مرة أخرى، يعني من منطقة إلى منطقة بدون تهجير.. التهجير خط أحمر».
يشار إلى أن الرئيس ترامب قال قبل أيام إنه يضغط على الأردن ومصر ودول عربية أخرى لاستقبال المزيد من اللاجئين الفلسطينيين من غزة، وذلك بعد 15 شهرا من العدوان الإسرائيلي الوحشي على القطاع.
ورفضت كل من مصر والأردن الدعوة الأمريكية إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وذلك بالتزامن مع انتقادات عربية وإسلامية لتصريحات ترامب.