شكاوى متزايدة من المسافرين بين الأردن والضفة الغربية .. مطالبات بحلول جذرية وتنظيم المعابر

mainThumb
شكاوى متزايدة من المسافرين بين الأردن والضفة الغربية.. مطالبات بحلول جذرية وتنظيم المعابر

01-02-2025 02:27 PM

printIcon

أخبار اليوم - سهم محمد العبادي - تتفاقم أزمة السفر عبر جسر الملك حسين يومًا بعد يوم، وسط شكاوى متزايدة من المسافرين الذين يعبرون بين الأردن والضفة الغربية، في ظل ازدحام شديد، وإجراءات تنظيمية معقدة، وانتظار لساعات طويلة، ما يجعل رحلة العبور أشبه بمعاناة مستمرة، وفق ما أفاد به مسافرون عبر الجسر لـ"أخبار اليوم".

وعبر عدد من المسافرين عن استيائهم العميق من الأوضاع التي وصفوها بـ"غير الإنسانية"، حيث يضطرون للانتظار لساعات تمتد أحيانًا إلى أيام، وسط البرد القارس أو الحر الشديد، دون وجود ترتيبات مريحة تضمن لهم الحد الأدنى من الخدمات. وأشاروا إلى أن عدم وجود آلية واضحة لتنظيم الدور في العبور يؤدي إلى فوضى عارمة، حيث يحصل التدافع، وتُلغى مواعيد البعض، بينما يتمكن آخرون من العبور بسرعة، دون اتباع نظام عادل يراعي أولوية الحجز أو الانتظار.

دعوات لحلول عملية ورفع ساعات الدوام

طالب المسافرون الجهات المعنية باتخاذ إجراءات عاجلة لإنهاء هذه الأزمة، مؤكدين أن الحل لا يحتاج إلى تعقيدات أو ترتيبات مستحيلة، بل يمكن حله بسهولة عبر خطوات تنظيمية وإدارية تسهم في تسهيل حركة العبور وتخفيف الضغط، دون الحاجة إلى مزيد من المعاناة والتكدس.

ودعا المسافرون إلى إعادة تفعيل منصة الحجز المسبق، التي أثبتت فعاليتها سابقًا في تنظيم تدفق المسافرين وتخفيف الزحام، لا سيما لفئة كبار السن والعائلات التي تعاني على نحو خاص من هذه الظروف القاسية. وأكدوا أن إتاحة إمكانية دفع التذاكر والضرائب إلكترونيًا، على غرار حجوزات الطيران، من شأنه تسريع الإجراءات وتقليل الاختناقات التي تحدث عند مكاتب الدفع والتذاكر.

كما شددوا على أهمية تمديد ساعات عمل الجسر ليبقى مفتوحًا حتى الساعة الثامنة مساءً على الأقل، على غرار المطارات الدولية ونقاط العبور الحدودية في دول العالم، إذ لا يوجد سبب واضح لإغلاقه في وقت مبكر، بينما يشهد تدفقًا كبيرًا للمسافرين.

وأشار بعض المسافرين إلى ضرورة إعادة تنظيم جدول الرحلات، بحيث تُخَصَّص أيام محددة لحجاج ومعتمري الضفة الغربية، بعيدًا عن المسافرين العاديين، لتجنب الاكتظاظ والتأخير الذي ينتج عن اختلاط الفئات المختلفة من المسافرين.

فوضى في حركة النقل ومطالبات بإعادة التنظيم

وأكد المسافرون أن مشاكل الازدحام لا تقتصر فقط على الجسر نفسه، بل تمتد أيضًا إلى حركة النقل، حيث طالبوا بإعادة ترتيب وتنظيم مواقف حافلات النقل التي تنقل المسافرين بين الجانبين، وتحديداً آلية واضحة لدور الحافلات، بحيث لا تحدث مزاحمات وتدافع، إضافة إلى إلزام شركات النقل بالتنسيق خارج الجسر لتجنب الازدحام عند البوابات، مما يفاقم من معاناة العابرين.

ووفق شهادات المسافرين، فإن غياب التخطيط الواضح لإدارة تدفق المسافرين يؤدي إلى حالة من الفوضى والضغط الكبير، إذ يجد البعض أنفسهم عالقين لساعات طويلة دون أي تفسير واضح، فيما يتمكن آخرون من العبور بسهولة دون المرور بالإجراءات نفسها.

ورغم أن الجانب الفلسطيني يطبق آلية تنظيمية أفضل من خلال نظام الحجز الإلكتروني، إلا أن غياب تنسيق فعّال بين الجهات المعنية على الجانبين الأردني والإسرائيلي يزيد تعقيد المشكلة، ما يجعل المرور عبر الجسر عملية شاقة ومضنية، لا تتناسب مع حجم الحركة اليومية للمسافرين.

مناشدات بتدخل الجهات الرسمية

المسافرون لم يخفوا غضبهم واستيائهم الشديد من هذه الأوضاع التي يرون أنها غير مبررة، ولا تتماشى مع أبسط حقوق المسافرين، حيث أكدوا أن من يدفع تذكرة سفره ورسوم عبوره، يجب أن يحصل على خدمة لائقة دون معاناة أو انتظار مضنٍ.

ودعوا إلى تدخل رسمي عاجل من قبل الجهات المعنية لحل الأزمة، ووضع آلية واضحة وشفافة لتنظيم الدور، بحيث لا يُتْرَك المسافرون للمصير المجهول عند بوابات الجسر، ولا يضطرون للنوم في العراء بانتظار فرصتهم للعبور.

ويترقب المواطنون أن تلقى هذه النداءات آذانًا صاغية، وأن يتم تبني حلول عملية تضمن احترام كرامة المسافرين، وتنهي معاناتهم اليومية، التي باتت تتكرر عند كل رحلة عبور عبر الجسر.
واقترح المسافرون أن يكون هنالك آلية لتقديم الشكاوى عن بعض الممارسات التي تواجههم خلال عملية التنقل.

"نضع هذه القضايا أمام الجهات المسؤولة، وسنتابع هذا الملف بأقصى درجات المهنية والمصداقية..."