أخبار اليوم - أعلنت منصة واتساب، المملوكة لشركة ميتا، يوم الجمعة عن إحباط عملية تجسس نفذتها شركة المراقبة الإسرائيلية باراغون سوليوشنز، استهدفت نحو 90 مستخدماً، من بينهم صحفيون وأعضاء في المجتمع المدني، عبر ملفات PDF خبيثة أُرسلت في الدردشات الجماعية.

وأوضحت المنصة أنها أخطرت المستخدمين المتضررين بشكل مباشر، وقدمت لهم إرشادات أمنية، بما في ذلك موارد من مجموعة Citizen Lab للأبحاث الرقمية بجامعة تورونتو. كما أرسلت إخطاراً قانونياً بوقف الأنشطة إلى شركة باراغون سوليوشنز التي تتخذ من إسرائيل مقراً لها.

وقال متحدث باسم واتساب: «هذه الواقعة تؤكد مجدداً ضرورة محاسبة شركات التجسس على أنشطتها غير القانونية. سنواصل حماية حق الأفراد في التواصل بشكل خاص».

ورغم الكشف عن الحملة، امتنعت واتساب عن تقديم تفاصيل إضافية بشأن الدول المستهدفة.

قلق متزايد من شركات التجسس التجارية

يسلط هذا التطور الضوء على تصاعد المخاوف بشأن شركات التجسس التجارية التي تقدم أدوات مراقبة متطورة لعملاء حكوميين ويرى المنتقدون أن هذه الشركات تسهّل انتهاكات حقوق الإنسان تحت ستار العمليات الأمنية.

تُعد باراغون سوليوشنز واحدة من عدة شركات نشأت خلال السنوات الأخيرة، إلى جانب مجموعة NSO الإسرائيلية، المطورة لبرنامج بيغاسوس الشهير الذي تعرض لانتقادات حادة بسبب استخدامه في التجسس على صحفيين ونشطاء ومسؤولين حكوميين حول العالم.

وكانت واتساب قد كسبت دعوى قضائية في الولايات المتحدة عام 2021 ضد NSO، بعد حملة استهداف مماثلة.

مواصلة المواجهة القانونية

أكدت واتساب أنها تمكنت من إيقاف أسلوب الاختراق المستخدم في هذه الحملة، وستواصل اتخاذ إجراءات قانونية ضد شركات التجسس التي تنتهك شروط خدمتها.

ولم ترد باراغون سوليوشنز على طلب للتعليق، لكنها تذكر على موقعها الإلكتروني أنها تقدم «أدوات وتقنيات قائمة على معايير أخلاقية لمواجهة التهديدات المستعصية».

وقال جون سكوت-رايلتون، الباحث البارز في Citizen Lab: «التاريخ يثبت أن تقنيات المراقبة السرية تُغري باستخدامها ضد المجتمع المدني والصحفيين، ولم يتغير هذا الأمر منذ 50 عاماً حتى اليوم».