كتب: جهاد أبو بيدر
تدعونا معالي وزيرة السياحة للسفر إلى روما من أجل حضور فعالية بعنوان "الأردن فجر المسيحية" ولكن معاليها لم تحدد إذا كانت هذه الزيارة ستكون على حساب جيوب الأردنيين الخاوية ام على حساب الوزارة، حتى نستطيع أن نشارك بشكل فعال في هذا الحدث في روما.
لا أدري إن كانت معالي الوزيرة جادة فعليا في هذه الدعوة ام أنها أطلقتها من باب التندر فإن كانت جادة، فإنها منفصلة عن الواقع، ولا تعلم إطلاقا ما يعانيه الأردنيون الذين يعتبرون السياحة الداخلية عبئاً كبيراً على دخولهم، وكان الأجدى بها أن كوزيرة سياحة أن تشجع الأردنيين على السياحة الداخلية، وتعمل بشكل جدي على تقديم عروض سياحية تناسب جيوب الأردنيين، وإن كانت معاليها تمزح، فإن مثل هذه "المزحة" ثقيلة دم وغير مناسبة إطلاقا أن تصدر من وزير في الحكومة.
قد تكون الفعالية مهمة جدا، وستجذب العديد من السياحة الخارجية وتحديدا الدينية إلى الأردن، وخصوصا أن إطلاق الفعالية وعنوانها مهم جدا للأردن، وكان الأولى أن تدعو الوزيرة من يستطيعون ترويج الحدث عالميا لفتح أسواق سياحية جديدة، وخصوصا إذا علمنا أن الإحصائيات الأخيرة أثبتت أن عدد السياح الأكثر زيارة للأردن هم من دول الخليج العربي، والذين كما اعتقد لا نقوم بجهد سياحي كاف لاستقطابهم وتقديم عروض مغرية لهم لزيارة الأردن الجميل بكل جغرافيته وديمغرافيته.
في روما سيعترف العالم أن الأردن كان "فجر المسيحية " ولكن، دون أن تدعو الوزيرة الشعب الأردني للذهاب إلى إيطاليا لحضور هذا الحدث، وهي تعلم علم اليقين أن الشعب، ولو كانت رغبته في التجوال حول العالم، ولكن " العين بصيرة واليد قصيرة"
معاليك فعلا شر البلية ما يضحك واعلم أن نيتك حسنة في هذه الدعوة، ولكن اقتصاد الدول وسياحتها لا تدار بالنوايا، وإن كنت ترين في الفعالية إنجازاً عظيماً وهو فعلا إنجاز، ولكن عليك انتي، وكادر الوزارة وهيئة تنشيط السياحة تسويق هذا الحدث بشكل كبير؛ وهكذا سيقول الأردنيون لك "كفيتي ووفيتي"