“غزة وجنين: ملحمة الكرامة في وجه الطارئين”

mainThumb
“غزة وجنين: ملحمة الكرامة في وجه الطارئين

27-01-2025 01:14 PM

printIcon

 وسام السعايدة

كم تمنيت لو أنني كنت غزيًا أو جنينيًا، أعيش وسط أجواء العزة والكرامة التي تجتاح هذه المدن الباسلة، حيث ترتفع مستويات الأدرينالين إلى أعلى درجاتها، ممزوجة بنشوة البطولة التي نقرأها ونشاهدها اليوم.

لطالما قرأنا عن الهزائم التي مُني بها العرب مجتمعين على أيدي الاحتلال، وكانت تلك الهزائم غصة في القلب، درسًا مؤلمًا في التاريخ الذي لم يكن رحيمًا بأحلامنا وآمالنا. لكن الله مدّ في أعمارنا لنشهد تحول هذا المشهد، لنرى غزة ومخيم جنين يُسطران ملاحم لا يمكن وصفها إلا بالبطولية، في مواجهة آلة الحرب التي لا تعرف إلا الظلم والدمار.

غزة، التي تحمّلت من الأعباء ما لا تقدر عليه الجبال الرواسي، تروي لنا اليوم قصة إرادة لا تُقهر. وجنين، التي باتت تُعرف بـ”غزة الصغيرة”، أثبتت للعالم أن روح المقاومة لا تعرف التراجع. المخيمات التي كنا نعتبرها رموزًا للمعاناة، أصبحت اليوم رموزًا للبطولة والشجاعة التي تضع الإنسانية أمام أبهى صورها.

في الوقت الذي يُسطّر فيه الأبطال أسمى معاني التضحية، ينكشف وجه العملاء والخونة والمطبّعين الذين باعوا قضيتهم وكرامتهم، مصيرهم حتمًا مزابل التاريخ.

المجد لكل شهيد أضاء طريق الحرية بدمائه، ولكل مقاوم يحمل إرث الكرامة على كتفيه، ولغزة وجنين اللتين أصبحتا منارات للشموخ في وجه الاحتلال.

الخزي والعار لكل من خان أمانة هذه الأرض، فالزمن لا يرحم العملاء و الجبناء.