بذكرى ميلاده .. صاروخ "إسرائيلي" يشلُّ الطِّفل يزن السيسي

mainThumb
بذكرى ميلاده.. صاروخ "إسرائيلي" يشلُّ الطِّفل يزن السيسي

27-01-2025 11:01 AM

printIcon

أخبار اليوم - "كنت بلعب في الشارع.."، هذا ما يذكره الطفل يزن السيسي (10 أعوام) ببراءة تغمر ملامحه وصوته عما كان يفعله قبل أن تفقده غارة إسرائيلية القدرة على المشي وتصيبه بمشكلات صحية في وقت مبكر من حياته.

من طفل يلهو مع أقرانه بطموح أقصاه الفوز عليهم في اللعب والاحتفال بذكرى ميلاده في ديسمبر/كانون الأول، تحول يزن إلى وضع يتمنى فيه العودة للمشي واستعادة عافيته.

جريمة إسرائيلية اختطفت فرحته وصحته ودفء أسرته بعدما بات ملازما لسرير المستشفى، وأضافت إلى عمره عمرا آخر غير ملامحه التي يكسوها الألم على وجهه الشاحب.

بصوت باهت يملؤه الخوف واليأس والترقب ينطق يزن بالكاد بعض الكلمات في حديثه مع "فلسطين أون لاين": "اجت طائرة الكواد كابتر واحنا بنلعب وصوتها عالي، بعدها ضربت الطيارات صاروخ جنبنا وقعنا على الأرض وأخدونا على المستشفى".

كان يزن يمارس طقوس الطفولة، والكلام هنا لوالده الحكيم في مستشفى شهداء الأقصى أحمد السيسي، "وفجأة وقع استهداف في منطقة سكننا بالنصيرات واتصلوا بي وكنت على رأس عملي، وحولوه من مستشفى العودة إلى دير البلح".

أصيب يزن في بطنه ما تسبب بجرح في المثانة حرم الطفل من القدرة على الإخراج واضطر الأطباء إلى تركيب كيس خارجي لمساعدته في ذلك.

خضع يزن أيضا لعملية جراحية بعد إصابته في منطقة العمود الفقري ومع أنه لم يستعد بعد القدرة على المشي، فإن بصيص أمل انبعث من استجابة محدودة أظهرته قدمه اليسرى للعلاج.

وجاءت إصابة يزن وهو الأوسط بين إخوته في خضم تداعيات حرب الإبادة الجماعية التي شنها الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأنهكته وأسرته من نزوح وتجويع وتعطيش وأخيرا الإصابة.

عن ذلك يقول والده الذي يرتدي زي العمل: أدوام على مدار 24 ساعة، ونحاول قدر المستطاع الحد من حركة الأطفال تجنبا لإصابتهم بأذى، لكن إصابة يزن وقعت أمام باب البيت، وقدر الله نافذ.

بأسى، يصف إصابة ابنه بأنها صعبة وتفوق التصور وسط محاولات مستميتة يبذلها لتلقي العلاج خارج قطاع غزة، حاله كحال آلاف المصابين والمرضى الذين حرمهم الاحتلال الإسرائيلي طويلا من فرص الاستشفاء.

وخلال حرب الإبادة الجماعية وجد أحمد نفسه مجبرا على النزوح مع أسرته إلى خيمة في رفح لثلاثة أشهر، قبل أن يعود إلى النصيرات مع انعدام وجود مكان آمن في القطاع.

وفي إثر الغارة الإسرائيلية التي أصيب بها يزن، استشهد ثلاثة أطفال كانوا يلعبون معه في الشارع.

ومنذ بدء حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة أصيب واستشهد أكثر من 150 ألف غزي معظمهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة.
وفي خيمة النزوح تحققت كل التخوفات التي يمكن أن تخطر بباله، فقد أصيب يزن بالتهاب الكبد الوبائي "A" ضمن الآلاف من الغزيين الذين انتشرت في أوساطهم الأمراض المعدية بسبب قسوة الظروف المعيشية والتكدس السكاني القسري في شريط ضيق على مقربة من البحر.

يضيف الأب: لم أنم بالليل وأنا أرعى أطفالي وأتأكد من أنهم بخير في الخيمة وسط البرد والمطر والجوع والقصف.

وحرمت حرب الإبادة يزن من مواصلة التعلم في الصف الرابع الابتدائي منذ سنة ويزيد، وجاءت الإصابة لتمنعه من الالتحاق حتى بالخيام التعليمية، حيث ينهض بالكاد من سرير المستشفى لفترة وجيزة على كرسي، ولا يستطيع الإمساك بالدفاتر والأقلام بسبب الوجع الذي يغزو ظهره.

تتملك الهواجس والد يزن من ألا يعود طفله إلى المشي مجددا، قائلا: "حرام أن يظل عاجزا على هذا النحو في هذا العمر".

ولم يتخيل يزن، الذي سأل والده مرارا قبيل ذكرى ميلاده عما إذا كان سيمارس طقوس الاحتفال السنوية، أن يكون نصيبه إصابة تجعله طريح الفراش وترسم أمامه ملامح مستقبل مجهول.

المصدر / فلسطين أون لاين