لن تهزم "تاجر عقارات " ب "اللايكات"

mainThumb
جهاد أبو بيدر

26-01-2025 10:48 PM

printIcon

كتب: جهاد أبو بيدر
لنعترف أولا أننا نتعامل مع تاجر عقارات لا مع سياسي يحترم الاتفاقيات والتحالفات.. ولنعترف ثانيا أننا لو كتبنا وكتبنا بما يوازي ماء المحيط باللغة العربية عن مخططات ترامب وما ينوي فعله وخطره على المنطقة، فإن كل هذا الكلام يبقى "حبرا على ورق" ولنعترف أيضا أننا لن نهزم المخطط الشيطاني للرئيس الأمريكي وإدارته بعدد"اللايكات" التي ستُسَجَّل على كل منشور أو مقال نكتبه ضد هذا المخطط.
ولنعترف أننا أيضا لن نغير قرارات ترامب من خلال كلماتنا المشهورة مثل "فشر" و"خسيس" و"محرك" وغيرها من العبارات التي بدأت باجتياح السوشيال ميديا كإعلان حرب إعلامية مبكرة لتفويت الفرصة على تنفيذ هذا المخطط. ترامب وأركان إدارته لا يأبه لمثل هذه الحرب التي لا تقدم ولا تؤخر. ولنعترف أن ترامب صريح جدا وواضح جدا، ولا يجامل أبدا وما يقوله في الغرف المغلقة يعترف به بعد لحظات للأمريكيين، ولو عبر تغريدة على "x"
أعجبني منشور للزميل الكاتب الصحفي رجا طلب يقول فيه "تصريحات ترامب حول تهجير الفلسطينيين من أرضهم في غزة تؤكد ثلاثة أشياء وهي:
أولا: الرجل يجهل قيمة الأرض ومفهوم الوطن لأنه تاجر عقارات.
ثانيا: يعتقد أن كل شيء في الحياة له قيمة مادية فقط، ويباع ويشترى لأنه تعود التعامل مع أشباه الرجال يباعون ويشترون وبالتأكيد لمس الاختلاف والفرق عندما تعامل مع جلالة الملك عبد الله الثاني.
ثالثا: الرجل يجهل قيمة الوطن لأنه يعتقد أنه مساحة للسكن وهو أمر يدلل على إعاقة ثقافية وفكرية وإنسانية عميقة في ما تبقى من دماغ لهذا الرجل."
إذن نحن نتعامل مع تاجر عقارات يرى في غزة فرصة استثمارية، ويضرب من خلالها عصفورين بحجر واحد حيث يرى أنها ستكون سنغافورة الشرق الأوسط وكذلك يحل مشكلة الاحتلال الأزلية في التوسع والتفوق الديمغرافي وحينما قال إنه يرى "إسرائيل حجمها صغيراً" جغرافيا، وأنه لا بد من توسيع رقعتها الجغرافية يعلم تماما عما يتحدث بلغة تجار الأراضي والعقارات الأجانب تحديدا، ولكن من منظور سياسي. إذن فالتعامل مع هذا الرجل لن يكون سهلا ولا بالأدوات التي استخدمناها طويلا ولا بد من البحث عن أدوات جديدة نركز فيها.
أولا
على سفاراتنا في الخارج وحشد دبلوماسية مساندة، وخصوصا في أوروبا وشرق آسيا.
ثانيا
التواصل مع الإعلام الغربي وتحديدا الأمريكي منه صحف وتلفزة واستغلال علاقاتنا مع هذا الإعلام من أجل نقل صورة واقعية ودون مبالغة أو تجميل لما يمكن أن يحدث في حال تم المخطط.
ثالثا
مخاطبة الرأي العام الغربي باللغة الإنجليزية المباشرة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات المؤثرة وهنا تحديدا أقصد المسؤولين السابقين من وزراء خارجية وإعلام ومسؤولين سابقين لديهم علاقات مع مسؤولين أمريكيين سابقين وحاليين يتقنون تلك اللغة لتوضيح المشهد بكل تفاصيله.
رابعا
إيصال رسالة للعرب مقتضبة وقصيرة وهي "أكلت يوم أكل الثور الأبيض"
خامسا
على النواب والأعيان والأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني التي تعاملت مع منظمات أمريكية أن تمارس دورها حاليا في الوقوف في خندق الوطن "قول وفعل"
والله من وراء القصد