أخبار اليوم - أكد الأستاذ الدكتور اخليف الطراونة، رئيس الجامعة الأردنية الأسبق، أن قيادة الجامعات ليست مجرد وظيفة إدارية عليا، بل هي مسؤولية فكرية وأكاديمية تتطلب رؤية متكاملة وقدرة استثنائية على مواجهة التحديات المتسارعة في عصر العولمة والرقمنة. وأضاف أن القائد الجامعي الناجح هو المحرك الأساسي الذي يوجه مؤسسته نحو مستقبل يتجاوز التوقعات، جامعاً بين استشراف الرؤية والتنفيذ العملي لتحقيق أهداف الجامعة.
وأشار الطراونة إلى أن قيادة الجامعات تتطلب شخصية ملهمة قادرة على بناء الثقة بين أعضاء هيئة التدريس والجسم الإداري والطلبة، حيث تتجاوز حدود الإدارة التقليدية لتخلق بيئة تحفز على الريادة والإبداع والتميز. وقال إن القيادة ليست مجرد إصدار أوامر أو تعليمات، بل هي التأثير العميق الذي يجعل الجميع يعمل بروح الفريق لتحقيق رؤية الجامعة ورسالتها وأهدافها.
وأضاف الطراونة: "القائد الجامعي القدير لا يكتفي بمتابعة السياسات القائمة، بل يبتكر الحلول ويضع جامعته في مقدمة المشهد الأكاديمي، مساهماً في إنتاج المعرفة وتطويرها وتوظيفها بما يخدم المجتمع." كما أكد أن إدارة التغيير هي جوهر الدور القيادي في الجامعات، حيث يصبح القائد مهندساً للتحولات التي تجعل الجامعة أكثر قدرة على التكيف مع المتغيرات دون المساس بقيمها الأكاديمية وتقاليدها.
وأوضح الطراونة أن نجاح الجامعات يعتمد على تحقيق توازن دقيق بين الحرية الفكرية والأكاديمية والمسؤولية المؤسسية، بما يضمن الجودة الأكاديمية ويشجع على الابتكار. وأضاف أن الجامعات العربية اليوم بحاجة إلى قادة يمتلكون رؤية شاملة تجمع بين التميز الأكاديمي والريادة البحثية، مع تعزيز دور الجامعة في خدمة المجتمع. وشدد على أهمية بناء فرق عمل متماسكة تعمل بتناغم لتحقيق الأهداف، مع التزام قيم النزاهة والشجاعة لمواجهة التحديات.
وفي حديثه عن الطلبة، أكد الطراونة أن الطالب هو محور العملية التعليمية، حيث يعمل القائد الجامعي على تحسين تجربة الطلبة وضمان إعدادهم ليكونوا عناصر فاعلة ومؤثرة في مجتمعاتهم. وقال: "القائد الجامعي الناجح يضع مصلحة الطالب في قلب كل قرار، مع التركيز على تهيئته ليواجه تحديات المستقبل."
واختتم الطراونة حديثه بالتأكيد على أن القائد الجامعي المحنك هو الذي يفهم تعقيدات القضايا العالمية والمحلية، ويوازن بينها لتعزيز مكانة جامعته كمنارة علمية وفكرية. وأضاف: "دور القيادة الجامعية يتجاوز الحاضر إلى تشكيل مستقبل مشرق يتسم بالإبداع والتميز، لتصبح جامعاتنا منارات علمية وفكرية في عالم مليء بالتحديات."