الجريمة الكبرى التي ارتكبها أيمن الصفدي!

mainThumb

24-01-2025 07:03 PM

printIcon


كتب: جهاد أبو بيدر
اعرف أيمن الصفدي وزير خارجيتنا الحالي منذ أكثر من ثلاثين سنة منذ كان صحفيا في الجوردان تايمز ومديرا لمكتب قناة الجزيرة في عمان ورئيسا لتحرير صحيفة الغد وعمله في الصحافة في مواقع مختلفة، حتى اُخْتِير وزيرا في حكومة الرئيس سمير الرفاعي. وكثيرون مثلي يعرفون الصفدي عن قرب متحدث طليق اللسان خبير بالشؤون السياسية ومهني من طراز رفيع؛ ولذلك نجح في أغلب المواقع التي كان على رأسها، وليس غريبا علينا نحن معشر الصحفيين أن نراه ناجحا جدا في منصبه كوزير للخارجية لا يشق له غبار سواء في المواقف أو فهم مصالح الدولة الأردنية والتصرف بناء على هذه المصالح، وليس الأهواء التي تحرك البعض.
وخلال حرب غزة كان للصفدي دور محوري، وخاض حربا دبلوماسية وقارع منظومة الخارجية الغربية والإسرائيلية باحترافية مذهلة، ويكفيه في لقاء جمعنا معه في أمانة عمان، حين أطلق جملته التي تردد صداها في العالم كله "أن حماس فكرة" هذا التصريح الذي أزعج دولة الاحتلال أيما إزعاج، ولا أخفي سرا أن الشكاوى على الصفدي من قبل الاحتلال أصبحت ملفا كبيرا ومع ذلك فإن الرجل لم يتراجع قيد أنملة، ولم يتردد في قيادة الدبلوماسية العربية، فكان بحجم ٢٢ وزير خارجية أن لم يكن أكثر، ورفع له القبعات الجميع لما قام به من جهد في كشف حقيقة الاحتلال والحرب على غزة
لم يكن الصفدي الذي تحولت المطارات لسكن دائم له على مدار ٤٠٠ يوم من أجل أن يكون سابقا دبلوماسية الاحتلال بخطوات، ونجح في ذلك حتى اتهم بأن موقفه أكثر شدة من كل فصائل المقاومة، فكان سلاح الدبلوماسية فعالا فتاكا وأثره كان مثل أثر صواريخ المقاومة. والكل أشاد بالصفدي وقدرته، ولم نر أحدا ينتقده، بل على العكس كانت تصريحاته مادة غنية لكل الشاشات والإذاعات ووسائل الإعلام.

ولكن منذ ثلاثة أيام وكأن الصفدي الذي كنا لقبل أيام نعتبره جنديا محاربا شرسا أصبح هدفا للرمي من اتجاهات لا أعرف ما هدفها بإثارة المجزوء والمجتمع من كلام الصفدي في دافوس ليصبح هذا الموضوع هو الموضوع الرئيسي وكأن الأزمة انتهت وكأن الاحتلال لا يحاصر جنين ولديه أهداف أخرى لما بعد جنين وغزة، وأصبحت كلمة "ميليشا مسلحة" هي القصة كلها.
لنفترض، حتى لو خان التعبير الوزير الصفدي فهل يستحق كل هذا الهجوم عليه من قبل البعض ام كان الأولى أن يُطْلَب اجتماعاً معه من قبل لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان من أجل توضيح ما كان يقصده. وأكثر ما يغيظني أو أغاظني في هذا الموضوع ما صرح به مصدر حكومي موثوق.. وطبعا هذا المصدر الموثوق مجهول الهوية لا أحد يعرف من هو، ولا نعرف أي جهة يمثل؟ لماذا الخوف من أن يكون المصدر معلوما مثل الناطق الرسمي أو الوزير الفلاني أو حتى رئيس الحكومة نفسه! لماذا نعود إلى غابر الزمن حين كان المصدر هو المصدر فالعالم تغير وما عاد إلى المبهم والمجهول مكان في المشهد الإعلامي وإلا، فإن مثل هذا المسؤول والمصدر عليه الاستقالة فورا؛ لأنه ليس شجاعا للدفاع عن موقف الدولة أو الحكومة أو حتى الوزارة التي يمثلها..٤٠٠ يوم ونحن نقدم كل شيء من أجل غزة ومن أجل فلسطين وسنبقى نقدم إلى ما لا نهاية؛ لأننا أصحاب القضية.. وأما أولئك الذين وجدوا في قصة الصفدي ودافوس فرصة سانحة لتصفية حسابات أو تسجيل مواقف فما عليكم إلا أن تنصبوا له مشنقة أمام المسجد الحسيني