البراري: لست متفاجئا ولكن!!

mainThumb
د. حسن البراري

24-01-2025 01:38 PM

printIcon

د. حسن البراري

في تصريح لافت، أكد وزير الخارجية الإيراني السابق، محمد جواد ظريف، في جلسة بموتر دافوس أن بلاده كانت على وشك البدء بمرحلة تعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية في إطار مصلحة مشتركة إلا أن السابع من أكتوبر جعل ذلك أمرا مستحيلا.

- بمعنى آخر، كان لهجوم السابع من أكتوبر دور محوري في إفساد فرصة التقارب مع الولايات المتحدة، ويتهم ظريف حماس بأنها تتبنى أجندة خاصة بها تتناقض مع مصالح إيران.

- تواجه إيران تحدياً كبيراً في ظل التهديدات المستمرة من إسرائيل، التي تعتبرها خصماً إقليمياً رئيسياً، وبخاصة بعد أن تمكنت دول الاحتلال من القضاء على جزء كبير من شبكة الدفاعات الجوية الإيرانية، مما جعلها أكثر عرضة للضربات الجوية المستقبلية (sitting duck). هذا التطور يعزز المخاوف الإيرانية من أن تصبح أهدافاً سهلة للطائرات الحربية الإسرائيلية أو الأمريكية.

- إذا كان ظريف يلوم حماس، فذلك يشير إلى أن إيران تنظر إلى الصراع الفلسطيني من منظور يخدم مصالحها الذاتية، وليس لتحرير فلسطين كما يُروج له. هذه الخطوة. فبعد الهزيمة التي تلقتها إيران في لبنان وسوريا تحاول إيران اعادة تموضعها السياسي خشية من ترامب الذي لا يبدو بأن سيكون لطيفا مع إيران.

- الراهن أن إيران خسرت معركة الردع، فلم تعد تملك أذرعا عسكرية - أو كما تسميها الأدبيات الإيرانية باستراتيجية الدفاع المتقدم - لذلك تقتضي الرغبة في البقاء السياسي للنظام إعادة ترتيب أوراقه حتى لو تطلب الامر التخلي علنا عن استثماره الكبير والطويل في البنية التحتية للمقاومة في الإقليم.

- السؤال الأهم ليس بالضرورة ما إذا كانت إيران ستغير مسارها، ولكن إلى أي مدى ستكون مستعدة للمضي قدماً في موازنة طموحاتها الإقليمية مع الضرورات الاقتصادية والضغط العسكري والسياسي. بالنسبة لإيران، يبقى السعي نحو الاستقلال الاستراتيجي والنفوذ الإقليمي هدفاً رئيسياً، وقد تعيد إيران ضبط استراتيجيتها بناءً على التغيرات في المشهد الجيوسياسي — سواء كان ذلك يعني محاولة خفض التصعيد مع الولايات المتحدة للحصول على رفع العقوبات أو المضي قدماً في تعزيز موقفها الإقليمي استجابة للتهديدات التي يتخيلها صنّاع القرار في طهران.