الاحتلال ينسف ذكريات السِّتينيَّة "جمعة" بتدمير منزلها شمال غزَّة

mainThumb
الاحتلال ينسف ذكريات السِّتينيَّة "جمعة" بتدمير منزلها شمال غزَّة

22-01-2025 01:21 PM

printIcon

أخبار اليوم - على عتبة بيتها، كانت المسنّة نجاح جمعة، تلتقط أنفاسها بصعوبة بعد أن تمكنت من انتشال بعض مقتنياتها من تحت أنقاض منزلها المدمر بفعل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي استمرت 470 يومًا.

ومع بزوغ ساعات الصباح الأولى، شرعت الستينية نجاح في رحلة شاقة على قدميها، قطعت خلالها 5 كيلومترات، لتصل إلى منزلها في منطقة التوام شمال مدينة غزة.

كانت جمعة، تأمل في أن تجد ما تبقى من منزلها الذي طالته قذائف الاحتلال، بعد انسحاب قواته من المنطقة عقب توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي بوساطة دولية، لكن عند وصولها إلى المكان، وجدت نفسها أمام كومة من الركام.

تحت الأنقاض

لم تُخفِ جمعة، خلال حديثها لصحيفة "فلسطين" صدمتها من هول ما رأته، لكنها نجحت في العثور على بعض الأغطية والفرشات والملابس، بالإضافة إلى بعض المواد الغذائية من تحت الأنقاض.

لكن العديد من مقتنياتها الشخصية دُمرت أو لا تزال تحت الأنقاض، بما في ذلك أجزاء كبيرة من المنزل المكوّن من ثلاث طبقات.

وتنظر جمعة، إلى المنزل بعيون دامعة، قائلة: "كان هذا المنزل قد شهد ذكرياتها، وأحلام أولادها، وأحفادها، فقد دمر بالكامل بفعل القصف العنيف".

وفي حديثها، عن تلك اللحظات، قالت الحاجة نجاح: "لقد فقدت أولاد ابنائي الثلاثة - البنتين والولد - الذين استشهدوا في بداية الحرب أثناء نزوحهم إلى مدينة غزة، في ظل حالة من الرعب والقلق جراء القصف العشوائي.

وتردف: حياتنا تحوّلت إلى سلسلة من التنقلات بين أماكن متفرقة، هربًا من القصف الجوي والمدفعي، حتى انتهى الأمر بتحويل منزلنا إلى كومة من الحجارة والركام.

ومع تدمير منزل جمعة، باتت عائلتها مشتتة بين مراكز الإيواء، وتبددت أحلامهم في بناء حياة هادئة، وتوزعوا بين أماكن مختلفة في غزة.

محاسبة الاحتلال

وتتابع جمعة: كنا نعيش في منزل مع أبنائي الاثنين وأحفادها الأربعة عشر، ليصبح الجميع الآن لاجئين في وطنهم، بعد أن فقدوا مأواهم ومصدر أمانهم.

وتصر جمعة، على البقاء قرب منزلها، قائلة بحزم: "أين أسكن؟!، أين أذهب؟!، دمر الاحتلال كل مناحي الحياة في قطاع غزة، مردفه بنبرة مليئة بالإصرار: "لن أترك هذا المكان، سأقيم خيمة أمامه وأعيش هنا حتى لو كانت الظروف قاسية".

ودعت أحرار العالم وشرفاء العالم للوقوف إلى جانب سكان قطاع غزة في محنتهم، والعمل من أجل إعادة إعمار المنازل المدمرة التي خلفتها الحرب، مناشدة المجتمع الدولي بمحاسبة سلطات الاحتلال الإسرائيلي على الجرائم التي ارتكبتها بحق المدنيين العزل، الذين عاشوا ويموتون تحت وطأة الحصار والقصف المستمر.

وصباح الـ19 من يناير الجاري، دخل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، حيز التنفيذ، لينهي 471 يومًا من حرب الإبادة الجماعية التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على القطاع.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023م، شنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إبادة جماعية على قطاع غزة، خلفت أكثر من 157 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود ودمارا هائلا في البنى التحتية والفوقية.