اللواء الركن المتقاعد إسماعيل العرود
المتابع لما نُشر في صور وسائل الإعلام عن الكيفية التي ظهر بها رجال القطاع أثناء عملية الاستعداد لتسليم الأسرى الإسرائيليين تفيد بأنَّ المعركة التي دامت أكثر من خمسة عشر شهرًا، وكأنَّها حدثت في مكان آخر غير القطاع، من حيث أعداد الرجال وتسليحهم، والآليات التي يستقلونها، وطريقة اختيارهم من حيث الشكل والمظهر واللباس، والروح المعنوية العالية، وهذا بحد ذاته رسالة قويّة موجهة للكيان الإسرائيلي بأنّ حـ.مـ.اس ما تزال قادرة على الدفاع والقتال، وتملك القدرة على المقاومة بكل جراءة، وهي بحد ذاتها رسالة أيضًا لباقي الفصائل والداخل الفلسطيني والمحيط الإقليمي والدولي بأنَّ صاحب الحق وإن خسر البيت والعائلة والمرافق الخدميّة الأُخرى لا يمكن ثنيه عن تحقيق هدفه الأسمى وهو طرح القضيّة الفلسطينيّة مجدّدًا على طاولة الحوار العالمي، وكذلك القدرة على مواصلة النضال حتى بناء الدولة الفلسطينيّة على ترابها الوطني وعاصمتها القدس الشريف.
ومن ناحية أُخرى يكسب الطرف الإسرائيلي نقطة لصالحه - حسب روايته - أنَّ استمرار تهديده لا يزال قائمًا وهذا بحد ذاته سيكسبه بعض التأييد من قِبل القوى التي لا تؤمن بالسلام العادل والشامل على حدود الرابع من حزيران عام ١٩٦٧.
ولذلك يجب صياغة الإعلام الفلسطيني بشكل دقيق حتى يبقى التعاطف الدولي قائمًا مع القضيّة الفلسطينيّة وحقه المشروع في تقرير مصيره.