محمد الصمادي
(1) نافذة البدء
على ضفاف البداية،
حيث الصمت كان يزاحم النوايا،
وحيث الفكرةُ طفلٌ في رحم الظلال،
تنشأ "أخبار اليوم" كقبسٍ
في ليل الكلماتِ الضائعة.
من أين يبدأ الضوء؟
هل من الذاكرة الغافية
أم من أعينٍ تبحث عن الأفق البعيد؟
تتشابك الخطى،
وتُسكب الأحلامُ في قوالب الورق،
فيرتسم الأملُ قصيدةً
بين نبض الحروف.
(2) نافذة الضوء
أيها الضوءُ الملتفُّ على عنق الحقيقة،
كيف تنجو من متاهات الظلال؟
هنا،
حيث الصحافةُ جسرٌ بين صمت الشعوب
وضجيج العالم.
هنا،
حيث "الرأي والرأي الآخر"
يبتسمان كصديقين على ناصية المدى.
المرأةُ،
الشبابُ،
الأسرةُ،
قضايا ليست كلمات عابرة
بل شواهدُ على عبق الزمن.
كيف نُحاكي الحلم في عيون الأجيال،
ونزرع الحكمةَ
في تربة العقول؟
(3) نافذة الصدق
الحقيقة،
تلك الكلمةُ الهاربةُ من قبضات الريح،
تبحث عن مراسلٍ أمين،
عينٍ ترى،
وقلبٍ يزن الخبر بالعدل.
يا من تمشون على صراط الحرف،
اجعلوا "الصدق" تاجاً على رؤوس الحكايات،
واجعلوا "العدل" ميزاناً
لرواية الأيام.
فكيف نسرد الحكايات
إذا خانتنا المعاني؟
وكيف ننقل الغد
إذا كُسر جناح الحلم؟
إنها رسالتكم:
أن تكونوا مرآةً بلا خدوش،
وأن تحملوا الحقيقةَ كرايةٍ
في وجه الظلام.
(4) نافذة الخلود
أيها الزمن،
خذ من "أخبار اليوم" درساً،
كيف تصير الصحافة قصيدةً
تُقرأ على شفاه الناس.
كيف تكون منصةً
للحوار بين الحائرين،
وكيف تتنفس القضايا
بين أضلاع العدالة.
ثلاث سنوات،
والصدى يتسع كالمجرة،
والنور يشتعل كقنديلٍ في العتمة.
هنا،
حيث الكلمات تسبق الوقت،
وحيث الرسالةُ تولد من رحم الإبداع،
لن تموت الفكرة،
ولن يهدأ الحرف.
(5) نافذة النهاية – البداية
أيها القلم،
انهض!
فهناك ألف قصة تنتظر أن تُروى.
أيها الصوت،
صدح!
فهناك ألف صمت يحتاج أن يُكسر.
أيها الضوء،
استمر!
فما زال الأفقُ ينتظرُ إشراقةً جديدة.
وفي كل عامٍ جديد،
تبقى "أخبار اليوم"
ثلاث نوافذٍ للحقيقة:
نافذةُ البدء،
نافذةُ الضوء،
ونافذةُ الخلود.
محمد علي فالح الصمادي