"من خيام النُّزوح إلى قمة النَّجاح" الإعلامي سلطان عدوان يحصل على الدُّكتوراة بمرتبة الشَّرف

mainThumb
"من خيام النُّزوح إلى قمة النَّجاح" الإعلامي سلطان عدوان يحصل على الدُّكتوراة بمرتبة الشَّرف

15-01-2025 02:27 PM

printIcon

أخبار اليوم - في ظل ظروف بالغة القسوة، ومعاناة النزوح والحرب التي طالت قطاع غزة منذ 15 شهراً، استطاع الإعلامي الرياضي الفلسطيني سلطان عدوان أن يحقق إنجازاً أكاديمياً لافتاً، حيث نال شهادة الدكتوراه بمرتبة الشرف من كلية لندن الدولية، ليكون نموذجاً للإصرار والتفوق رغم كل التحديات.

يعيش عدوان مع أسرته في خيام النزوح بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة منذ ثمانية أشهر، بعد أن أجبرته الغارات الإسرائيلية العنيفة على مغادرة مدينة رفح، التي دُمرت معالمها بالكامل. ومع ذلك، رفض عدوان الاستسلام للواقع المرير، وقرر مواصلة مسيرته الأكاديمية، محققاً حلمه بالحصول على الدكتوراه في مجال الإعلام الرياضي.


رسالة تحدٍ للاحتلال

حملت رسالة الدكتوراه التي قدمها عدوان عنوان: "تصور مقترح لتطوير أداء المكاتب الإعلامية في المؤسسات الرياضية في ضوء التحول الرقمي"، ونال بموجبها شهادة الدكتوراه بمرتبة الشرف من كلية لندن للدراسات الدولية في القاهرة. ويعد هذا الإنجاز رسالة قوية من عدوان، تؤكد أن الفلسطيني قادر على تحقيق أحلامه رغم كل الصعوبات التي يفرضها الاحتلال.

يقول عدوان لـ "فلسطين أون لاين" إن حلمه بإكمال الدراسات العليا كان يراوده منذ سنوات طويلة، ولم تثنه الظروف الصعبة عن تحقيق هذا الهدف. ويضيف لصحيفة "فلسطين": "الحمد لله، سجلت للدراسة لتطوير قدراتي المهنية والأكاديمية، واخترت تخصص الإعلام الرياضي الذي عملت فيه لسنوات. هذا الإنجاز سيعود بالفائدة على مسيرتي المهنية والأكاديمية، ويعزز رصيدي العلمي بعد أن حفرت اسمي في مجال الإعلام الرياضي".

بدأت رحلة عدوان مع الدكتوراه قبل حرب الإبادة على غزة، حيث أكمل جزءاً من البرنامج التدريبي قبل أن تتوقف الدراسة بسبب الحرب. ومع بداية عام 2024، قرر عدوان مواصلة مسيرته الأكاديمية، رغم كل التحديات التي واجهها، بما في ذلك النزوح المتكرر وعدم توفر الكهرباء والإنترنت بشكل مستمر.

تحديات نفسية

واجه عدوان صعوبات جمة خلال رحلته الأكاديمية، أبرزها انقطاع الكهرباء وعدم توفر الإنترنت بشكل دائم، بالإضافة إلى تلف جهاز اللاب توب الذي كان يعمل عليه. يقول عدوان: "كنت أذهب إلى المقاهي لأستفيد من خدمة الإنترنت المتقطعة، وأقضي أكثر من أربع ساعات يومياً لإنجاز الرسالة". كما واجه تحديات نفسية كبيرة بسبب الظروف المعيشية الصعبة والتفكير في توفير متطلبات أسرته.

لم يكن عدوان وحده في هذه الرحلة، حيث لقي دعماً كبيراً من عائلته وأصدقائه وزملائه في المجال الإعلامي. يقول: "المساندة كانت كبيرة من العائلة والأصدقاء، الذين ساعدوني في توفير المراجع اللازمة وإنجاز الرسالة". كما أشاد بدور كلية لندن الدولية، التي ساعدته في إتمام المناقشة عن بعد بسبب استحالة سفره إلى القاهرة.

ركزت رسالة الدكتوراه التي قدمها عدوان على تطوير أداء المكاتب الإعلامية في المؤسسات الرياضية في ظل التحول الرقمي. ويوضح عدوان: "عملت لسنوات في الإعلام الرياضي، وشعرت أن المكاتب الإعلامية تعتمد على محتويات تقليدية دون توظيف كافٍ للتكنولوجيا. لذلك، قدمت تصوراً مقترحاً لتطوير هذه المكاتب من خلال تحسين الكادر البشري، وتوفير الأدوات التقنية، وتقديم محتوى جذاب يتناسب مع متطلبات العصر الرقمي".

واختتم عدوان حديثه بتأكيد أهمية تبني المؤسسات الرياضية لفكرة التحول الرقمي، وتدريب الكوادر البشرية لتقديم محتوى إعلامي متطور يلبي احتياجات الجمهور ويعزز حضور المؤسسات الرياضية على المنصات الرقمية.

المصدر / فلسطين أون لاين