بقلم الدكتور فوزان البقور
نتقب في النصف الأول من هذا العام عواصف إنتخابيه قادمه لاتقل أهميتها عن الإنتخابات البرلمانية إذا لم تكن أكثر أهمية من حيث الثقل المهني التنظيمي ووجود بعض النقابات التي تتقاطع بقوة مع مسارات سياسيه هامه في الوطن.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بهذا التوقيت الهام والمحدود حيث لم يمضي اكثر من أشهر معدودة على الانتخابات البرلمانيه السابقه (هل ستنجح مكونات منظومة التحديث السياسي من حكومة وأحزاب ومؤسسات مجتمع مدني الخ...) من تجاوز المرحلة الثانية لمشروع التحديث السياسي وبالتالي تجاوز هذه العاصفة الانتخابيه بنجاح ؟؟ خاصة مع ما حققنا من نجاح محدود ومتواضع في المرحلة الأولى المتمثلة في الإنتخابات البرلمانيه .
وما تبع هذه المرحلة من خيبات أمل نتجت عن إفرازات هذه المرحلة داخل المجلس والشكل الحزبي المفرغ شكلا وموضوعا حسب قراءة آراء الشارع الأردني مما لا يشجع على وجود تكتلات وتنظيمات حزبيه حقيقيه في الانتخابات القادمه بإستثناء التيار الإسلامي وبالتالي أعتقد وكحزبي منذ ١٨ عام وأحد امناء عامين الأحزاب الاردنية المشاركة في المرحلة الأولى عدم تحقيق أي تقدم يذكر في افرازات انتخابات النقابات المهنية او مجالس طلبة الجامعات مما سينذر بفترة ركود حزبي خطير يؤثر على دورة حياة منظومة التحديث السياسي .
ومما تقدم يجب على الحكومة زيادة التقارب مع الأحزاب ودعمها بشكل أكبر وإشراكها في عملية اتخاذ القرار لاعادة ثقة الشارع الاردني.وقد تحدثنا في عدة محافل ومقالات سابقه من خطورة تجاهل الأحزاب من قبل الحكومه وتحجيمها ومحاولة تقزيم أدوارها ومن جهة أخرى على الأحزاب أن تتجه نحو المرحلة الثانيه بروح المسؤولية الوطنيه ومحاولة تجاهل نتائج المرحلة الأولى وأي شوائب علقت بهذه التجربه من خلال بناء تحالفات فاعلة ومؤثرة في المشهد النقابي وفتح قنوات الحوار الشعبي الجماهيري لانقاذ مايمكن إنقاذه.وبالتالي تخطي المرحلة الثانية بنجاح يمكن أن يعطي بارقة أمل لمستقبل مشروعنا الوطني في التحديث السياسي