أخبار اليوم - في خضم حرب إبادة إسرائيلية طالت كل مقومات الحياة في قطاع غزة، لم يثنِ النضال اليومي للبحث عن الكهرباء والإنترنت المخرجين سعود مهنا ويوسف خطاب عن السعي الحثيث لإخراج النسخة التاسعة من "مهرجان العودة السينمائي" إلى النور. يأتي هذا في ظل عودة أهل القطاع إلى ظروف تشبه تلك التي عاشها أجدادهم خلال نكبة عام 1948.
جسد فيلم "التحدي" معاناة المخرجين وهما يتنقلان بين خيام النازحين في مواصي خانيونس، بحثًا عن نقاط شحن للكهرباء والإنترنت، للتواصل مع الفنانين والمخرجين الفلسطينيين والعرب حول العالم، واستقطاب مشاركاتهم في المهرجان. رغم استحالة الظروف، لم يستطيعا تقبل فكرة إلغاء المهرجان أو تأجيله.
وبفضل تصميمهما وإصرارهما، تمكنا في أغسطس/آب من العام الماضي من تنظيم المهرجان في قاعات عرض مشتركة، كانت أبرزها قاعة في مواصي خانيونس وسط خيام النازحين. كما تم عرض 54 فيلمًا من 33 دولة حول العالم، بما في ذلك عروض في أستراليا وألمانيا والمغرب والجزائر ومصر.
وتم افتتاح المؤتمر الصحفي للإعلان عن استقبال المشاركات في النسخة التاسعة من المهرجان بعرض فيلم "التحدي"، وذلك في ما تبقى من مقر جمعية "طلائع فلسطين" في مواصي خانيونس أمس.
وأوضح مدير المهرجان، المخرج يوسف خطاب، أن النسخة التاسعة تُنظم بالتعاون مع "حملة التضامن مع الشعب الفلسطيني – آشفيلد"، وسيتم عرض الأفلام المشاركة في عدة دول، منها أمريكا وبريطانيا وأستراليا ومصر وتونس وليبيا والمغرب.
وأشار خطاب إلى أن استقبال الأفلام المشاركة بدأ أمس، ويستمر حتى الحادي عشر من مارس/آذار. بعد ذلك، ستُعرض الأفلام على لجنة تحكيم مكونة من ممثلين ومخرجين عرب، لتُعلن النتائج النهائية خلال المهرجان الذي سيقام في الخامس عشر من مايو/أيار، تزامنًا مع ذكرى نكبة فلسطين عام 1948.
وشدد على أن الأفلام المشاركة يجب أن تركز على امتدادات نكبة فلسطين والمعاناة المستمرة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، خاصة في ظل ما يتعرض له أهل غزة من نزوح وإبادة جماعية.
ويهدف المهرجان إلى لفت انتباه المخرجين العرب والأجانب إلى القضية الفلسطينية، وحثهم على إنتاج أعمال تسلط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني وتوصل رسالته إلى العالم.
وسيتم منح جوائز لأفضل فيلم عن حق العودة، وأفضل فيلم عن الأسرى، وأفضل فيلم عن القدس، بالإضافة إلى جوائز لأفضل إخراج وأفضل تمثيل. ويهدف المهرجان إلى تعزيز الرواية الفلسطينية حول حق العودة، مستفيدًا من قوة السينما كأداة ناعمة تؤثر في الشعوب.
وأضاف خطاب أن المهرجان سيتيح هذا العام للشباب وطلبة الجامعات المشاركة بأفلامهم، خاصة تلك المنتجة عبر "سينما الموبايل". كما أشار إلى أن الشريك في الضفة الغربية هو "جامعة فلسطين التقنية – خضوري"، بينما الراعي الإعلامي للمهرجان هو "فضائية معا".
وأكد أن المهرجان غير مدعوم ماديًا، وأن الجوائز معنوية، تتمثل في جائزة "مفتاح العودة"، الذي يرمز إلى القضية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني منذ عقود، وهي قضية التهجير من الأرض.