خطابات النواب .. سيل من الاتهامات والملاحظات يهز القبة

mainThumb
سهم محمد العبادي

09-01-2025 06:54 PM

printIcon


سهم محمد العبادي
لو كنتُ في الحكومة، لجعلت كل كلمة قيلت في جلسات البرلمان تحت المجهر. لجعلت كافة الاتهامات والملاحظات والإشارات التي أطلقها النواب مادة للتحقيق والدراسة، وحولتها إلى هيئة مكافحة الفساد للنظر فيها. ما يثبت منها، نقول إنه قد ثبت ونتحرك لمحاسبة المتورطين. أما ما لم يثبت، فسيكون من الضروري توضيح الحقيقة أمام الجميع، لأن لهذه الكلمات انعكاسات مباشرة على صورة الدولة برمتها.

ما سمعناه من خطابات تحت قبة البرلمان يعكس حجمًا هائلًا من الملاحظات والإشارات التي تلامس قضايا في غاية الأهمية.

أحيانًا تشعر وكأننا نعيش في مشهد يصف بيئة مليئة بالإشكاليات والتحديات، وكأن ما يدور تحت القبة هو كشف حساب لحالة عامة تتطلب تدخلاً فورياً.

حجم هذه التصريحات ليس بسيطًا، فهي تترك أثرًا كبيرًا على الرأي العام، وتشكل ملامح الصورة التي يرى بها المواطن مؤسساته ودولته.

هذه الكلمات، إن كانت قائمة على حقائق ودلائل، فهي مهمة جدًا لإصلاح الأخطاء ومعالجة الإشكاليات. أما إذا لم تكن مبنية على أسس واضحة، فهي قادرة على خلق حالة من الضبابية قد تؤثر في ثقة المواطنين بالدولة ومؤسساتها.

المواطن العادي يتابع ما يقال في البرلمان بدقة، خاصة عندما تتعلق التصريحات بمؤسسات وطنية أو قضايا حساسة.
فالكلمات هنا ليست مجرد تعبير عن رأي أو اجتهاد، بل هي انعكاس مباشر لحالة الدولة، وتشكل أداة قوية للتأثير في الرأي العام المحلي والخارجي.

ما يُقال في البرلمان يجب أن يتحول إلى ملفات دراسة وتحقيق. فإذا كانت هذه الإشارات صحيحة، فإنها تفتح الباب أمام إصلاحات ضرورية ومحاسبة عادلة. وإذا كانت غير صحيحة، فإن كشف الحقيقة يصبح ضرورة لحماية سمعة الدولة من أي صورة قد لا تعكس الواقع.

الحقيقة أن ما يدور في البرلمان يتجاوز مجرد نقاشات حول الموازنة أو السياسات العامة، ليصل إلى حالة من التقييم العام لواقع الدولة. هذه الحالة، إذا ما أُديرت بشكل مسؤول وبحثت بتأنٍ، قد تصبح فرصة حقيقية لمعالجة أي خلل أو تقصير.

في هذه الظروف الاقتصادية والسياسية الحساسة، تُصبح كل كلمة لها وزن كبير، ليس فقط على مستوى التأثير الداخلي، بل على صورة الأردن أمام العالم.

هنا يأتي الدور المهم للمؤسسات المختصة، لتحليل هذه الكلمات ومراجعة مضمونها، والعمل على توجيهها نحو مسار يخدم الوطن والمواطن.

في النهاية، يبقى البرلمان منصة تعبر عن نبض الشارع، لكنه في الوقت ذاته منصة تعكس صورة الوطن. ولذلك، فإن ما يُقال فيه يجب أن يكون دقيقًا، وما يُطرح فيه