"النائب الرياطي: فساد إداري وهدر مالي في العقبة وموازنة بلا زيادة رواتب تكرّس الأزمة"

mainThumb
"النائب الرياطي: فساد إداري وهدر مالي في العقبة وموازنة بلا زيادة رواتب تكرّس الأزمة"

08-01-2025 02:12 PM

printIcon

أخبار اليوم - محرر الشؤون البرلمانية - في كلمة نارية ألقاها النائب حسن الرياطي خلال جلسة مناقشة مشروع قانون الموازنة العامة لعام 2025، وجه انتقادات حادة للحكومة وسياستها المالية والإدارية، متهمًا إياها بالتقصير في حل القضايا الوطنية الرئيسية، لا سيما في العقبة، ومؤكدًا أن الموازنة المقترحة لا تقدم حلولًا للمواطنين، بل تكرّس الفقر والبطالة وتفاقم الأزمات المعيشية.

تحية للمقاومة ودعوة إلى عدم دعم الاحتلال
استهل النائب الرياطي كلمته بتحية للمقاومة الإسلامية في غزة، واصفًا إياها بأنها "رأس الحربة" في الدفاع عن شرف الأمة. وأكد أن الأردن شريك في القضية الفلسطينية، مشددًا على رفض أي دعم مالي أو اقتصادي يذهب لصالح الاحتلال الصهيوني، داعيًا إلى توجيه الدعم لأهل غزة والمقاومة.

موازنة بلا زيادات للرواتب منذ 13 عامًا
انتقد الرياطي بشدة غياب أي زيادة على رواتب الموظفين والمتقاعدين المدنيين والعسكريين منذ 13 عامًا، رغم التضخم والظروف الاقتصادية الصعبة الناتجة عن جائحة كورونا والحروب الإقليمية. وأكد أن هذه الموازنة لن تحقق أي انفراجة للأردنيين ما لم تتضمن زيادات ملموسة في الرواتب لمواجهة ارتفاع تكاليف المعيشة.

فساد إداري في العقبة وهدر للمال العام
وجّه الرياطي انتقادات واسعة لما وصفه بالفساد الإداري في العقبة، متهمًا شركة تطوير العقبة وهيئات أخرى بإهدار المال العام. وأشار إلى أمثلة صارخة على التعيينات غير المستحقة، بما في ذلك تعيين أشخاص في مناصب عليا دون أسس واضحة، واستحداث مناصب برواتب مرتفعة بناءً على ولاءات شخصية.

كما كشف الرياطي عن استمرار عمل شركات حكومية تهدر ملايين الدنانير، مثل شركة المرافق التابعة لشركة تطوير العقبة، رغم صدور قرار بحلها في عهد حكومة الرزاز. وأكد أن هذه الشركة باتت تتعاقد مع شركات أخرى لتقديم خدمات كان من الممكن أن تُنجز من خلال مكتب صغير في سلطة العقبة.

فساد في إدارة الموانئ والتعليم والصحة
انتقد الرياطي بشدة تعيين مفوضين ومديرين في سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة رغم سجلهم الإداري الفاشل. وأشار إلى تعيين أحد المفوضين الذي تسبب في خسارة السلطة لموارد الجمارك والضريبة، بالإضافة إلى تراكُم ديون بقيمة 11 مليون دينار على المدارس الدولية التي كان يرأس مجلس إدارتها.

كما أشار إلى مخالفات في إدارة مؤسسة الموانئ، بما في ذلك تعاقد مع شركة تأمين خاصة على حساب الموظفين، وفرض دفع 20% من تكاليف العلاج على الموظفين لصالح شركة يقال إنها ترتبط بعلاقات غير مباشرة مع المسؤولين.

تهميش العقبة وتدهور الخدمات
تحدث الرياطي عن تردي الخدمات وارتفاع معدلات الفقر والبطالة في العقبة، متهمًا الحكومة بتجاهل مطالب السكان المحليين. ولفت إلى أن العقبة تُدار منذ أكثر من 20 عامًا بمجلس مفوضين غير منتخب، مما أدى إلى انعدام التمثيل الحقيقي للمواطنين في صنع القرار.

وكشف عن جريمة بحق المرضى في مستشفى الأطفال بالعقبة، الذي فرغته وزارة الصحة من الكوادر الطبية. كما وجّه مناشدة لإنقاذ حياة الطفل كنان الجلاد، الذي يعاني مرضاً لا علاج له في الأردن.

فساد الحفلات والإنفاق غير المجدي
انتقد النائب إقامة حفلات غنائية وصفها بالهابطة، معتبرًا أنها تخالف الدين والعادات الأردنية، وتستنزف المال العام. وأكد أن هذه الحفلات، التي أثبتت فشلها شعبيًا، دفعت سلطة العقبة إلى توزيع بطاقات مجانية على موظفيها لزيادة الحضور، بدلًا من توجيه هذه الأموال نحو إنعاش القطاع السياحي والتجاري المتدهور.

قرى العقبة الأقل حظًا: معاناة بلا حلول
سلط الرياطي الضوء على المعاناة الكبيرة التي تعيشها القرى الأقل حظًا في العقبة، حيث البطالة والفقر وانعدام الخدمات الأساسية. وأكد أن الحكومة لا تبذل أي جهود حقيقية لتحسين أوضاع هذه المناطق.

دعوة إلى الإصلاح وإنهاء الفساد
اختتم الرياطي كلمته بتذكير الحكومة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "من ولي من أمر المسلمين شيئًا فولى رجلًا وهو يجد من هو أصلح للمسلمين منه فقد خان الله ورسوله". ودعا إلى تصحيح الأخطاء الإدارية ومحاسبة الفاسدين، مطالبًا الحكومة بتغيير نهجها في إدارة البلاد لتحقيق العدالة والتنمية، وإنقاذ عشرات الأسر المتضررة من قرارات تعسفية لمسؤولين غير مؤهلين.