أخبار اليوم - شدد تقرير حديث نشرته لجنة إسرائيلية، على أن تركيا أصبحت تشكل تهديدًا أمنيًا يجب أن يؤخذ في الحسبان ضمن استعدادات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية للسنوات القادمة.
وتناول التقرير، الذي ترأسه رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق يعقوب ناجل، وجرى تقديمه الثلاثاء الماضي، بشكل معمق احتياجات ميزانية الدفاع الإسرائيلية، بما يشمل مجالات الشراء والإنتاج، وتوسيع مجموعة الأسلحة وأنظمة الدفاع الجوية، وتحسين الاستعدادات للمناورات البرية والتفوق البحري، إلى جانب الأساليب التنظيمية الجديدة.
وأشار التقرير، بحسب صحيفة "معاريف" العبرية، إلى أن "التأثير المتزايد لتركيا في الأحداث في سوريا، إلى جانب العداء المتزايد من قبل حكومة رجب طيب أردوغان تجاه إسرائيل، قد يشكل تحديا جديدا”.
وأضاف: "يجب ألا ننسى المصدر الذي جاء منه المتمردون وقادتهم، وبسبب ذلك يجب أخذ الحذر في الاعتبار أن إسرائيل قد تجد نفسها أمام تهديد جديد في سوريا، قد يكون في بعض الجوانب أخطر من الذي كان سابقا".
وأوضح التقرير الإسرائيلي أن الطموحات التركية في سوريا، والتي تهدف إلى توسيع نفوذها الإقليمي، قد تزيد من خطر المواجهة المباشرة بين إسرائيل وتركيا.
وأشار التقرير إلى أنه "علاوة على ذلك، بما أن المتمردين السنة سيكونون قوة ذات سيادة، بفضل سيطرتهم المركزية في سوريا، فقد ينشأ عنهم تهديد أكبر من التهديد الإيراني"، مشددا على أن "المشكلة قد تتفاقم إذا أصبح المتمردون عمليًا وكيلًا تركيًا كجزء من تنفيذ حلم تركيا في استعادة المجد العثماني".
وتشكل تركيا التي تُعتبر قوة إقليمية سياسيا واقتصاديا وعسكريا، صراعا مباشرا محتملا مع الاحتلال، وفقا للتقرير، ما يجعلها تهديدا استراتيجيا كبيرا.
ولفت التقرير الإسرائيلي إلى أن الجيش التركي يُعد الأكبر بين جيوش دول شرق البحر الأبيض المتوسط، ويكتسب خبرة قتالية متزايدة في ساحات مثل سوريا، ليبيا، والحرب بين أرمينيا وأذربيجان.
ونقلت "معاريف" عن مسؤول في جيش الاحتلال، قوله إن "هذه دولة ذات طموحات إمبريالية، تركيا تثير اهتمامنا بشكل خاص في الوقت الراهن. هي دولة تضم 84 مليون نسمة، واقتصادها في المرتبة 17 عالميًا. اقتصاد يمتلك قدرة إنتاجية فعالة جدًا. قوة بحرية عسكرية كبيرة ومهمة، وقوة جوية مشابهة لقواتنا من حيث الأعداد، ولكننا متفوقون في الجودة، بالإضافة إلى قوة برية كبيرة وقوية".
على صعيد القوات الجوية، تعتمد تركيا على طائرات F-16، لكن العديد منها قديم نسبيا. ومع ذلك، أشار التقرير إلى أن تركيا بدأت تطوير طائرات مقاتلة محلية تحت اسم "KAAN".
وقال مسؤول أمني في دولة الاحتلال للصحيفة العبرية، إن "الطائرة التركية الجديدة تشبه في مظهرها طائرة F-35، لكنها تعتبر طائرة من الجيل الرابع، ولن تصل لمستوى طائرات F-16 الأقدم في الغرب".
وأضاف المسؤول أن "لدى الأتراك صناعة دفاعية رائعة، والطائرات بدون طيار التي طوروها هي على مستوى عال جدا، ولا تقل بشكل كبير عن منافسيها من إسرائيل أو الغرب. ولكن لا يزال ليس لديهم قدرات تطوير وإنتاج تضاهي صناعات الطيران في الولايات المتحدة، ألمانيا، أو المملكة المتحدة".
ولفت التقرير الإسرائيلي إلى أن تركيا أصبحت قوة في مجال الطائرات بدون طيار، حيث تسوّق طائرات "بيرقدار" لعدد كبير من الدول. كما تمتلك تركيا أسطولا من الغواصات وطائرات حاملة للمروحيات، مما يجعلها لاعبا مؤثرا في المجال البحري.
ولفتت الصحيفة العبرية إلى أن تركيا طورت صاروخا باليستيا من طراز "تايفون" بمدى يصل إلى 600 كيلومتر، مع خطط لإصدار نسخة تصل إلى 1,000 كيلومتر. في المقابل، تمتلك إسرائيل صواريخ بمدى 1,500 كيلومتر، وغواصات مزودة بصواريخ بعيدة المدى.
وشدد التقرير على أن تعزيز القوة العسكرية التركية يشكل تهديدا كبيرا لدولة الاحتلال، مؤكدا أن التوسع التركي في سوريا وباقي مناطق النفوذ يتطلب من "إسرائيل" استعدادا أمنيا شاملا لمواجهة هذا التهديد المتصاعد.