أخبار اليوم - ألقى النائب باسم الروابدة كلمة مؤثرة خلال مناقشة موازنة عام 2025، مستهلاً حديثه بالآيات القرآنية الكريمة وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن أهمية العدل والرفق في تولي أمور الأمة، محذراً من العواقب الوخيمة للتقصير في حقوق المواطنين.
وأكد الروابدة أن غزة ستظل صامدة بقوة الله، رغم خذلان العالم المنافق لها. وشدد على أن نصر الله آتٍ، مشيراً إلى أن تحرير فلسطين مرتبط تاريخياً بتحرر دمشق، مؤمناً أن الطاغية بشار الأسد قد زال إلى الأبد بمشيئة الله. كما أعرب عن تأييده الكامل لكل ما ورد في كلمة كتلة حزب جبهة العمل الإسلامي.
نقد مستمر للموازنات والديون المتفاقمة
وذكر الروابدة أن كلمات النواب وانتقاداتهم للموازنات لم تتغير منذ عشرين مجلساً نيابياً، بينما المديونية في ازدياد مستمر. وقال إن الإصلاح الحقيقي لا يزال بعيد المنال، موضحاً أن المديونية التي كانت تبلغ 15 مليار دينار في عام 2011 تضاعفت لتتجاوز 42 مليار دينار في عام 2024، رغم الحديث المستمر عن الإصلاح والتحديث السياسي.
وأشار إلى أن المشكلة ليست في المال، بل في الرجال القائمين على إدارة الدولة، وأن الأزمة تكمن في السياسات الفاشلة والإدارات غير الكفؤة، مؤكداً أن النهج الاقتصادي لن يتغير إلا إذا تغيّر النهج السياسي.
عبء المواطن الأردني في ظل غياب المشاريع الاستثمارية
وأشاد الروابدة بصبر المواطن الأردني، واصفاً إياه بـ"الجبار" الذي يتحمل عبء موازنات حكومية تعتمد على جيبه، حيث تشكل الضرائب 80% من إيرادات الموازنة، بينما يعتمد الباقي على منح وقروض مشروطة لا تدخل فعلياً في الموازنة. وانتقد غياب المشاريع الاستثمارية، معتبراً ذلك دليلاً على فشل السياسات الاقتصادية المتعاقبة.
اتهامات صريحة بالفساد وسوء الإدارة
وجه النائب انتقادات مباشرة لرئيس الوزراء، متسائلاً عن عدد من قضايا الفساد وسوء الإدارة التي تثقل كاهل الدولة والمواطن. وذكر أمثلة محددة منها:
تأجير أراضٍ بأسعار زهيدة: حيث تم تأجير أكثر من خمسين ألف دونم لصالح شخصيات نافذة بمبلغ "10 قروش" للدونم الواحد.
قضايا التحكيم: أشار إلى قضية تحكيم واحدة في وزارة المياه كلفت الدولة حوالي 100 مليون دينار في عام 2023 ولم تحل للقضاء.
اتفاقيات استئجار الآبار: استنكر توقيع وزير المياه اتفاقية لاستئجار عشرة آبار في الشونة الجنوبية بكلفة 85 قرشاً للمتر المكعب، رغم أن الكلفة الطبيعية لا تتجاوز 50 قرشاً.
مشروع آبار غير مجدية: أشار إلى طرح عطاء لحفر سبعة آبار عميقة في منطقة خان الزبيب بكلفة 15 مليون دينار، لم يتم استخراج أي نقطة ماء منها بسبب تلوث إشعاعي وملوحة مرتفعة، رغم تحذيرات الخبراء بعدم جدوى المشروع.
المطالب بزيادة الرواتب ومواجهة الفساد
وانتقد الروابدة عدم زيادة رواتب الموظفين والمتقاعدين المدنيين والعسكريين منذ أكثر من 13 عاماً، مؤكداً أن الفساد المستشري والإخفاقات الإدارية هي السبب الرئيسي وراء عدم القدرة على تحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين.
واختتم الروابدة كلمته بالتأكيد على أن الإصلاح الحقيقي يتطلب مواجهة الفساد بكل أشكاله وتحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية، داعياً إلى محاسبة الفاسدين واسترداد أموال الدولة المهدورة. وأضاف: "دام وطننا حراً منيعاً خالياً من الفاسدين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".