النائب مشوقة: من 100 ألف فرصة عمل إلى 10 آلاف فقط .. أين ذهب أمل الأردنيين؟

mainThumb
النائب مشوقة: من 100 ألف فرصة عمل إلى 10 آلاف فقط.. أين ذهب أمل الأردنيين؟

07-01-2025 03:52 PM

printIcon

أخبار اليوم - محرر الشؤون البرلمانية - أكد النائب المهندس عدنان مشوقة خلال مناقشته لموازنة عام 2025 أن مشكلة البطالة في الأردن أصبحت واحدة من أكبر الأزمات التي تهدد استقرار المجتمع ومستقبل الشباب الأردني. واعتبر أن الأرقام الواردة في الموازنة الجديدة بعيدة تماماً عن طموحات رؤية التحديث الاقتصادي التي أطلقتها الدولة، مما يثير تساؤلات حول جدية الحكومة في مواجهة هذا التحدي الوطني.

وأشار مشوقة إلى أن رؤية التحديث الاقتصادي وضعت هدفاً طموحاً يتمثل في توفير مليون فرصة عمل خلال عشر سنوات، أي بواقع 100 ألف فرصة عمل سنوياً. ومع ذلك، جاءت الموازنة الجديدة لتعلن عن توفير 10 آلاف فرصة عمل فقط، مما يمثل تراجعاً حاداً وصادماً عن الأهداف المعلنة، ويعكس ضعفاً في التخطيط والتنفيذ.

وأضاف النائب أن نسب البطالة المرتفعة، والتي بلغت حوالي 21.5% في عام 2024، تتطلب من الحكومة تحركاً عاجلاً وفاعلاً. إلا أن الموازنة الحالية لم تضع حلولاً جذرية لهذه الأزمة، بل جاءت بأرقام غير واقعية تعمق من حالة الإحباط بين الشباب الأردني.

وانتقد مشوقة ضعف نسب النمو الاقتصادي الواردة في الموازنة، حيث توقعت نسبة نمو لا تتجاوز 2.7%، مقارنة بالهدف المحدد في رؤية التحديث الاقتصادي والبالغ 5.6%. وأشار إلى أن هذا التراجع يعكس ضعفاً في أداء الحكومة الاقتصادي وعدم قدرتها على تحفيز القطاعات الإنتاجية التي يمكن أن تسهم في خلق فرص العمل.

كما أشار إلى تراجع حجم الاستثمارات المستفيدة من قانون البيئة الاستثمارية، حيث بلغت حوالي 732 مليون دينار، ما يمثل انخفاضاً بنسبة 30% عن العام السابق. وأكد أن البيئة الاستثمارية في الأردن لا تزال تعاني البيروقراطية وعدم الاستقرار التشريعي، مما يجعلها طاردة للمستثمرين المحليين والأجانب على حد سواء.

وطالب مشوقة الحكومة باتخاذ خطوات جريئة لمعالجة أزمة البطالة، منها إطلاق مشاريع وطنية كبرى مثل مشروع الناقل الوطني، الذي يمكن أن يسهم في توفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة. كما دعا إلى تحفيز القطاع الخاص على التوسع في المشاريع الإنتاجية، وتقليص الاعتماد على العمالة الوافدة لإفساح المجال أمام الأردنيين للعمل في مختلف القطاعات.

وأكد ضرورة تخفيض الضرائب عن أصحاب الدخول المتوسطة والمنخفضة، وزيادة رواتب الموظفين والمتقاعدين بما يتناسب مع غلاء المعيشة، لتحفيز الإنفاق المحلي وتنشيط الدورة الاقتصادية. وشدد على أهمية تطوير المناهج التعليمية وربطها باحتياجات سوق العمل، مع التركيز على التخصصات التقنية والمهنية التي تتطلبها القطاعات الإنتاجية.

وختم النائب مشوقة كلمته بالدعوة إلى تبني نهج اقتصادي جديد يعزز الاستثمار المحلي والأجنبي، ويعمل على معالجة الاختلالات الاقتصادية بواقعية وشفافية. وقال: "الشباب الأردني هو الثروة الحقيقية التي يجب أن نستثمر فيها، فتمكينهم وتوفير فرص عمل مستدامة لهم هو السبيل لتحقيق التنمية الاقتصادية والنهوض بالوطن".

وأضاف: "حفظ الله الأردن آمناً مطمئناً وخصباً، وعاشت فلسطين حرة أبية من البحر إلى النهر"