غارةُ "إسرائيلية" تُوقف عدسةَ أريج شاهين

mainThumb
غارةُ "إسرائيلية" تُوقف عدسةَ أريج شاهين

06-01-2025 12:26 PM

printIcon

أخبار اليوم - مع استمرار حرب الإبادة على قطاع غزة، رحلت المصورة الشابة أريج شاهين، تاركةً وراءها إرثاً من الصور التي تعكس معاناة شعبها وعزيمته في مواجهة الصعاب.

رغم الظروف القاسية التي عاشتها غزة، إلا أن أريج تمكنت من إيجاد الجمال في وسط الدمار، حيث ركزت عدستها على لحظات الفرح البسيطة، مثل حفلات الزفاف، ومشاهد الطبيعة الخلابة.

وصفتها صديقاتها وزميلاتها الصحفيات بأنها شخصية مفعمة بالحياة والإيجابية، وكانت دائماً تبحث عن الجانب المشرق في كل شيء.

وتقول براء صيدم، إحدى صديقات أريج، "أريج كانت رمزًا للأمل والتحدي. كانت تستمد قوتها من إيمانها بأن الحياة تستمر رغم كل الصعاب".

ورغم خطورة موقع منزل عائلة أريج في شارع الدعوة شمال النصيرات، المحاذي حاليًا لمحور "نتساريم"، والخطر الذي يداهم العائد إلى تلك المنطقة، إلا أن عائلة أريج صممت على العودة إلى هناك، ولم تستمع أريج لتوسلات صديقتها براء بترك المنطقة، فقد أرهق النزوح قوى العائلة التي تنتمي إلى ذوي الدخل المحدود.

أما الصحفية سلمى القدومي، فقد أشارت إلى أن أريج كانت تخبرها بكرهها تصوير المجازر الإسرائيلية، مضيفة: "كانت خدومة بشكل كبير، ولم يبدر منها أي موقف سيئ تجاه أي زميل صحفي أو صحفية".

بدورها، وصفت الصحفية وفاء أبو حجاج الشهيدة شاهين بالخلوقة والمهذبة جدًّا، والداعمة لكل من حولها. تقول: "كنت عندما أتعثّر في أي تقرير صحفي، أجدها تخفف عني الإحباط وتشجعني لإعادته".

وتتابع: "كانت تخبرني بكرهها لتصوير الأخبار المؤلمة، وبحثها عن جوانب الجمال رغم ألم الحرب. كانت تحلم بالسفر للخارج لرؤية مواطن الجمال في بلاد أخرى، وبناء مستقبل لها كمصورة محترفة".

وبيّن الصحفي أحمد جلال أن أريج كانت إنسانة راقية في التعامل، سواء كزميلة أو كإنسانة. يقول: "تعرفت عليها خلال الحرب بخيمة الصحفيين في مستشفى شهداء الأقصى. كانت تُرسخ كل وقتها في تقديم الخدمات للناس من النازحين، وخاصة أهالي الشهداء والجرحى".

وأضاف: "كانت صديقة لكل النازحين ذوي الظروف الصعبة. كل الأطفال والبنات النازحين في خيام المستشفى كانوا يعرفونها، لم تكن تتأخر عن مساعدة أحد".

ويذكر أنه طلب منها كونه نازحًا من المنطقة الوسطى أن تدله على مكان يشتري منه أغطية و"مخدات"، فتفاجأ بأنها أحضرت له ما طلب من منزل عائلتها ولم تقبل أن تأخذ أي مقابل.

أما الصحفي محمد سكيك، فأشار إلى أن أريج كانت مصورة هادئة جدًّا. يقول: "كانت تأتي لخيمة الصحفيين في مستشفى شهداء الأقصى لتوثق الأحداث ومعاناة الناس. كنت أراها أكثر من أولادي، وأعجب بتفاؤلها وروحها المرحة".

ويكمل: "عندما أرسلت لها بعض الصور التي طلبت مني أن أصورها إياها عبر (الواتساب)، طلبت مني أن أصورها دائما وعندما علمت باستشهادها، كتبت منشورًا مرفقًا بصورها، اعتذرت فيه عن عدم قدرتي على تصويرها كما طلبت، لأنها فارقت الحياة".

ويختم بالقول: "أوجعت قلوبنا جميعًا لأنها كانت مؤدبة جدًّا وخفيفة الظل، لا تشعر بوجودها عندما تأتي أو تذهب".

ويؤكد زملائها أن رحيل أريج خسارة كبيرة للصحافة الفلسطينية، وللعالم بأسره. فصوتها لن يصمت، وصورها ستظل شاهدة على معاناة شعبها، وعلى إصراره على الحياة.