شقق بالساعات .. تجارة جديدة أم ظاهرة مقلقة؟

mainThumb
سهم محمد العبادي

05-01-2025 06:22 PM

printIcon

سهم محمد العبادي

تجول في شوارعنا أو تصفّح هاتفك قليلاً، وستجد إعلانات متكررة عن شقق مفروشة للإيجار. المدة؟ "حسب الطلب". ساعات، يوم، أسبوع، شهر... وكأنها بقالة تُقدم خدماتها وفق رغبة الزبون، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا يحتاج أحدهم إلى استئجار شقة لساعات فقط؟

الإعلان يبدو بريئاً، والمفاتيح تُسلم في دقائق، لكن خلف هذا البريق الزائف هناك قضايا تحتاج إلى وقفة. ما الذي يجعل استئجار شقة لساعات سوقاً مزدهراً؟ هل أصبحنا في زمن تُباع فيه الخصوصية بالدقائق، أم أن هذه "الساعات الذهبية" تُستخدم لأغراض لا نجرؤ على الحديث عنها علناً؟

المسألة لم تعد مقتصرة على تسهيل حياة عائلة جاءت من محافظة أخرى، أو زائر يبحث عن مكان للإقامة القصيرة. لا، القصة أعمق من ذلك بكثير. هناك من استغل هذا النموذج لأغراض تتخطى حدود المنطق والمجتمع، فبين الشقق التي تُستأجر لساعات وبين غياب الرقابة، تضيع الكثير من التفاصيل التي لا نعرفها، وربما لا نريد أن نعرفها.

لماذا ساعات؟ هل صارت حياة الناس مضغوطة لدرجة أنهم يحتاجون إلى ساعات قليلة فقط "لإنجاز مهامهم"؟ أم أن هذه الشقق أصبحت ستاراً لأمور أخرى؟ نحن هنا لا نتحدث عن فنادق فخمة تُقدم خدمات شاملة، بل عن شقق في زوايا مظلمة أو عمارات بلا هوية، تُدار وكأنها "دكاكين مستترة".

المثير للدهشة أن هذا القطاع ينمو بلا أي رقابة فعلية. لا أحد يسأل عن هوية المستأجر أو غايته، ولا عن السجل الذي يجب أن يُوثق فيه كل شيء. المالك يكتفي بتسليم المفتاح واستلام المبلغ، والساعة تبدأ في العمل.

هل هو تساهل أم تغافل؟ هل نحن أمام تجارة جديدة تخضع لقواعد السوق السوداء، أم أننا أمام واقع لا نريد مواجهته؟ في الأحوال كلها، هذه الظاهرة تحتاج إلى وقفة جادة، لأن المجتمع الذي يبدأ في بيع الخصوصية بالدقائق، ينتهي ببيع القيم نفسها على مراحل.

وفي النهاية، إذا كنت تبحث عن إجابة للسؤال: لماذا يستأجر الناس شققاً لساعات؟ عليك أن تضع يدك على قلبك وأنت تفكر في ما قد تجده... لأن الجواب قد يكون أكثر ألماً مما نتخيل.