الحباشنة: تعزيز السردية الفلسطينية والحفاظ على الأرض خيار استراتيجي

mainThumb
وزير الداخلية السابق المهندس سمير الحباشنة

04-01-2025 04:48 PM

printIcon

أخبار اليوم - تحت رعاية رئيس الوزراء الفلسطيني، انعقد مؤتمر "المتغيرات الإقليمية والدولية واستراتيجيات إدارة الصراع" يومي الأحد والاثنين الموافق 29-30 ديسمبر 2024 في فندق الكرمل برام الله. شهد المؤتمر حضورًا بارزًا من أعضاء اللجنة التنفيذية، وسفراء، ونخبة من الأكاديميين والمفكرين المختصين بالشأن الفلسطيني والإسرائيلي والدولي، لمناقشة أبرز القضايا المتصلة بالمشهد الفلسطيني في ظل التغيرات الإقليمية والدولية.

هدف المؤتمر إلى استعراض أفضل الاستراتيجيات لإدارة الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وتطوير رؤية متكاملة تتماشى مع المتغيرات الإقليمية والدولية. كما ركز على تحليل تداعيات هذه التغيرات على القضية الفلسطينية، مع العمل على تعزيز السبل الكفيلة بالحفاظ على الإنجازات الوطنية وصولاً إلى تثبيت الحق الفلسطيني في تقرير المصير.

المهندس سمير الحباشنة
تميز المؤتمر بمداخلات قيّمة من شخصيات بارزة سلطت الضوء على أبعاد القضية الفلسطينية المختلفة. ألقى وزير الداخلية السابق المهندس سمير الحباشنة مداخلة أكد فيها أهمية تعزيز السردية الفلسطينية عالميًا، مشددًا على ضرورة الحفاظ على ديموغرافية الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة. وأشار الحباشنة إلى أن الجهود الدبلوماسية والقانونية الفلسطينية نجحت في فضح سياسات الاحتلال أمام المجتمع الدولي، حيث أظهرت المحاكم والهيئات الدولية حقيقة السعي الإسرائيلي لتفريغ الأرض الفلسطينية من سكانها من خلال سياسات ممنهجة تعتمد على القوة والضم التدريجي.

أوضح الحباشنة أن التفوق العسكري الإسرائيلي والدعم الأمريكي المتواصل يشكلان تحديًا رئيسيًا أمام الفلسطينيين، حيث تتسارع المخططات الإسرائيلية الهادفة إلى تهجير الفلسطينيين أو فرض سياسة الأمر الواقع بضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية. وأكد أن هذه التحديات تتطلب من الفلسطينيين رسم خطط واقعية للتعامل مع المستجدات، خاصة في ظل استمرار صعود اليمين الإسرائيلي وتراجع فرص استئناف المفاوضات.

كما شدد الحباشنة على ضرورة تكييف الاستراتيجيات الفلسطينية مع المتغيرات الإقليمية، خاصة مع غياب الدور العربي التقليدي، مقابل صعود أدوار إقليمية جديدة مثل تركيا، وتراجع تأثير إيران. وأوصى بالتركيز على بناء خطاب سياسي ودبلوماسي فلسطيني يعزز من مكانة القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، ويرسخ وجود الفلسطينيين على أرضهم رغم كل التحديات.

اللواء محمد إبراهيم
من جهة أخرى، ألقى اللواء محمد إبراهيم مداخلة تناولت استراتيجية إدارة الصراع في ظل التحولات الإقليمية والدولية. وأكد أن أي استراتيجية فلسطينية يجب أن تتضمن تحديدًا واضحًا للأهداف وأدوات التنفيذ، مع توفير بيئة داخلية داعمة وأخرى خارجية مساعدة. وأشار إلى أن إسرائيل تعمل بشكل ممنهج على فرض وقائع جديدة على الأرض دون تقديم أي تنازلات حقيقية في ملف التسوية. ودعا إلى ضرورة ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي عبر مشروع سياسي توافقي يجمع الكل الفلسطيني حول رؤية موحدة.

الأبعاد الإقليمية وفق رؤية د. محمد الزغول
تناول د. محمد الزغول الأبعاد الإقليمية للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، مسلطًا الضوء على حالة الفوضى وعدم الاستقرار التي تشهدها المنطقة، والتي تعكس تنافس مشاريع الهيمنة الإقليمية بين قوى مثل إيران وتركيا، في ظل تفوق إسرائيلي نسبي. وأكد أن استقرار المنطقة لا يمكن تحقيقه من خلال الهيمنة الأحادية، بل عبر صيغة توافقية تضمن مصالح جميع الأطراف، مع ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية كركيزة أساسية للصمود.

التأثيرات الأمريكية على القضية الفلسطينية وفق الإعلامي عماد الدين أديب
الإعلامي عماد الدين أديب ركز على التأثيرات الأمريكية على القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة، رغم اختلاف سياساتها الظاهرية، ظلت داعمة لإسرائيل على حساب الحقوق الفلسطينية. وأوضح أن المرحلة الحالية تتطلب من الفلسطينيين عدم الاعتماد على الإدارة الأمريكية لتحقيق اختراقات جوهرية في ملف التسوية، بل التركيز على تعزيز التحالفات الإقليمية والدولية التي تدعم الحقوق الفلسطينية.

التوصيات الختامية للمؤتمر
خلص المؤتمر إلى مجموعة من التوصيات التي شددت على ضرورة تعزيز الجهود الفلسطينية في المجالين القانوني والدبلوماسي لمحاسبة إسرائيل على انتهاكاتها، مع التركيز على الحفاظ على الشرعية الفلسطينية وتقوية صمود الفلسطينيين في أرضهم. كما دعت التوصيات إلى اعتبار العام 2025 عامًا محوريًا للقضية الفلسطينية، يتم فيه تكثيف الجهود لتحقيق اختراقات في مختلف الملفات، بدءًا من الوحدة الوطنية، مرورًا بتثبيت الحقوق الوطنية، ووصولاً إلى تعزيز حضور القضية الفلسطينية في الساحة الدولية.

وجاء هذا المؤتمر كمنصة هامة لتبادل الأفكار ووضع خطط عمل مستقبلية لمواجهة التحديات المستمرة التي تواجه القضية الفلسطينية، في ظل المتغيرات الدولية والإقليمية. وقد أكد المشاركون أن وحدة الصف الفلسطيني والتمسك بالثوابت الوطنية هما الركيزتان الأساسيتان لمواجهة أي محاولات للمساس بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.