تصريحات مسؤولة سورية تفجر موجة انتقادات واسعة .. واتهامات بـ"القمعية"

mainThumb
عائشة الدبس

29-12-2024 10:49 AM

printIcon


أخبار اليوم - أثارت تصريحات أدلت بها عائشة الدبس، مديرة مكتب شؤون المرأة في الحكومة السورية الانتقالية التي يرأسها محمد البشير، عاصفة من الجدل في الأوساط السورية وعلى منصات التواصل الاجتماعي. فالتصريحات التي وصفت بـ"الكارثية" من قبل العديد من الناشطين والسياسيين والصحفيين، فتحت الباب لنقاش واسع حول دور المرأة ومستقبل تمكينها في سوريا الجديدة.

جاءت هذه العاصفة عقب ظهور الدبس في مقابلة تلفزيونية أكدت فيها دعمها المطلق لتمكين المرأة السورية، إلا أنها أثارت الجدل بتصريحها بأنها "لن تقبل بأي رأي لمنظمات نسوية أو غيرها تخالف توجهها الفكري أو لا تتماشى مع النموذج الحكومي".

انتقادات لاذعة
تصريحات الدبس قوبلت بموجة واسعة من الانتقادات. واعتبر العديد من المعلقين أن هذا النهج يعكس توجهاً وصفوه بـ"القمعي" ويتعارض مع مبادئ الحرية والديمقراطية التي تسعى سوريا إلى ترسيخها بعد الإطاحة بالنظام السابق.

وأطلق ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي وسمًا يطالب بمحاسبة الدبس، معتبرين أن تصريحاتها تتناقض مع مفهوم تمكين المرأة الذي يجب أن يكون شاملاً ويحتضن جميع الأفكار والتوجهات.

في الوقت ذاته، انتقد البعض مسألة "تمكين المرأة" من أساسها، معتبرين أن المرأة السورية قد أثبتت كفاءتها في مختلف المجالات منذ عقود طويلة دون الحاجة إلى تدخل حكومي أو أطر رسمية.

الدفاع عن الدبس
في المقابل، رأى آخرون أن الانتقادات التي تعرضت لها الدبس كانت ظالمة وغير مبررة، مشيرين إلى أن تصريحاتها أُسيء فهمها أو اجتزئت من سياقها. وأوضحوا أن الدبس كانت تقصد تحديدًا بعض المنظمات النسوية التي تسعى لفرض أجنداتها الخاصة على المجتمع السوري، وليس رفضًا عامًا لأصوات المرأة أو المؤسسات النسوية.

وفي محاولة لاحتواء الجدل، أصدرت الدبس بيانًا عبر تغريدة على حسابها في منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، أكدت فيه أن تصريحاتها فُهمت بشكل خاطئ. وقالت إن "ثقافة المرأة السورية مستمدة من طبيعة المجتمع السوري المتعدد والمتنوع"، مشيرة إلى أن هذا التنوع هو الذي جعل السيدة السورية تتبوأ مناصب قيادية في المجالات الثقافية والسياسية والعلمية.

تصريحات القيادة السورية
من جهته، علق القيادي أحمد الشرع، قائد "هيئة تحرير الشام" والحاكم الفعلي المؤقت لسوريا، على الجدل الدائر، مؤكدًا أن "سوريا الجديدة لا يمكن أن تحكم برأي واحد"، وأنه من الضروري احتضان جميع أطياف المجتمع السوري وتنوعه. وأشار الشرع في تصريحاته إلى أن مستقبل سوريا يعتمد على الحوار والانفتاح، لا على الإقصاء والتهميش.

استمرار الجدل
تصريحات الدبس ألقت الضوء على التحديات التي تواجه الحكومة السورية الانتقالية في تحقيق التوازن بين التغيير السياسي والاجتماعي واحتضان التنوع الفكري والثقافي في المجتمع السوري. وبينما يستمر الجدل، تبقى قضية تمكين المرأة في صلب النقاش العام في سوريا التي تسعى إلى إعادة بناء هويتها الوطنية بعد سنوات من الصراع.

المشهد الحالي يعكس انقسامًا حادًا بين فئات المجتمع حول قضايا جوهرية تتعلق بدور المرأة وحقوقها في سوريا المستقبل، مما يضع الحكومة الجديدة أمام اختبار حقيقي لإثبات قدرتها على التوفيق بين المبادئ الديمقراطية والهوية المجتمعية.