ذروة زخة شهب الرباعيات "الخافتة" في الأردن في 3 كانون الثاني

mainThumb
ذروة زخة شهب الرباعيات "الخافتة" في الأردن في 3 كانون الثاني

26-12-2024 11:56 AM

printIcon

أخبار اليوم - يتوقع أن يشهد سماء الأردن، مساء الجمعة المقبلة 3 كانون الثاني 2025، ذروة زخة شهب الرباعيات "الخافتة" التي ستزين السماء في الفترة من 28 كانون الأول 2024 إلى 12 كانون الثاني 2025، وفق رئيس الجمعية الفلكية الأردنية عمار السكجي.

وقال السكجي إن مركز إشعاع الزخة سيكون في الساعة السابعة من مساء يوم الجمعة 3 كانون الثاني، لكن موقع الأردن الجغرافي سيجعل مركز الإشعاع في هذا الوقت تحت الأفق، مما يستدعي الانتظار حتى الساعة 11:54 مساءً، عندما يبدأ المركز بالارتفاع في السماء باتجاه الشمال الشرقي.

وأوضح السكجي أن أفضل الأوقات لرصد الزخة الشهابية في الأردن ستكون من منتصف الليل وحتى فترات ما قبل الفجر يومي الجمعة والسبت، وبالتحديد في الاتجاه الشمالي الشرقي بالقرب من كوكبة العواء، على مقربة من الدب الأكبر.

عدد الشهب المتوقع

من المتوقع أن تنتج الزخة قرابة 120 شهابًا في الساعة في حال كانت الظروف الفلكية مثالية، إلا أن هذا الرقم قد ينخفض إلى قرابة 80 شهابًا في الساعة خلال ذروة الزخة الشهابية. ويعكس التقرير السنوي لمنظمة الشهب العالمية لعام 2025 تباينًا كبيرًا في عدد الشهب التي يمكن رصدها، حيث يتراوح العدد بين 60 إلى 200 شهاب في الساعة.

ويشار إلى أن الزخة ستبلغ ذروتها بالقرب من القمر الهلال، الذي سيغرب في الساعة 6:26 مساءً، أي قبل وصول مركز الإشعاع إلى أقصى قيمة له، مما يعزز فرص رصد الشهب.

وعلى الرغم من أن شهب الرباعيات تتمتع بمعدل ذروة مرتفع من حيث العدد، مشابهًا لشهب البرشاويات أو التوأميات، إلا أن فرص رصدها تكون أقل بسبب ضيق الإطار الزمني للذروة التي قد لا تتعدى ساعات قليلة. علاوة على ذلك، تعتبر شهب الرباعيات "خافتة"، حيث يتراوح قدرها بين 3 إلى 6، مما يصعب رؤيتها مقارنة بالشهب الأكثر سطوعًا، وفق السكجي.

أصل تسمية "شهب الرباعيات"

تعود تسمية "شهب الرباعيات" إلى خريطة نجمية ألمانية قديمة، مستنسخة من طبعة 1799 من أطلس نيوستر هيملز، الذي وضعه الفلكي كريستوف ف. غولدباخ. وجرى حذف هذه التسمية في عشرينيات القرن الماضي بعد أن اعتمد الاتحاد الفلكي الدولي القائمة الحديثة التي تضم 88 كوكبة معترف بها رسميًا.

كانت التسمية تشير إلى كوكبة رباعية جدارية "موراليز"، التي أنشأها الفلكي الفرنسي جيروم لالاند في عام 1795، والتي كانت تشمل أجزاء من كوكبات العواء والتنين والراعي.

وتنشأ زخات شهب الرباعيات عندما تمر الأرض عبر مخلفات نيزك أو كويكب يُسمى “2023EH1”، الذي يحتاج إلى 5-6 سنوات للانتقال في مداره حول الشمس، بالإضافة إلى مذنب C/1490Y1. عندما تدخل حبيبات الغبار والأتربة، التي تصل سرعتها إلى قرابة 150 ألف كيلومتر في الساعة، إلى الغلاف الجوي للأرض، تتفاعل مع ذرات الهواء ومركباته، مما يؤدي إلى تأيين هذه المواد وتحويلها إلى شهب نراها في السماء.

تتم هذه العملية على ارتفاعات تتراوح بين 70 إلى 100 كم في الغلاف الجوي، ولا تشكل أي خطر على الأرض لأن الشهب تتحترق وتتحول إلى رماد في تلك الارتفاعات العالية.

ووفق السكجي، رصد الشهب يتطلب صبرًا وعناية بالغة في تفحص السماء. ينبغي على الراغبين في مشاهدة الزخة الشهابية أن لا يقتصروا على النظر إلى مركز الإشعاع فحسب، بل يجب مراقبة السماء في جميع الاتجاهات. كما يتطلب الأمر توافر ظروف جوية مثالية للرصد من صفاء السماء وغياب السحب.

وتعد زخات شهب الرباعيات، رغم كونها "خافتة"، من الأحداث الفلكية المثيرة التي تستحق المتابعة. بفضل التوقيت المثالي لذروتها الذي يتزامن مع غروب القمر الهلال، سيكون لدى محبي الفلك فرصة جيدة للاستمتاع بمشاهدتها في سماء الأردن، خاصة في ساعات ما قبل الفجر.