هذه عبارة تتكرر منذ بداية رمضان وحتى الآن على لسان الأسر المعوزة والأرامل والأيتام، حالهم في كل عام يزداد سوءا، وفي رمضان والأعياد تنتظر بيوتهم طارقا يطرق بالخير، لكن النتيجة حتى الآن اختفاء شبه تام.
في سنوات سابقة كانت طرود الخير وموائد الرحمن والإعانات المالية وكسوة العيد تدخل البهجة على الأسر، وتقيهم شر الحرمان في الشهر الكريم، حيث كانت تعلن عديد المؤسسات في القطاع الخاص ورجال الأعمال عن هذه المبادرات كل عام، لكنها بدأت بالتراجع عقب جائحة كورونا، وهذا العام تكاد تكون شبه معدومة.
الجمعيات الخيرية تعتمد في مداخيلها على تبرعات المؤسسات والأفراد من باب المسؤولية الاجتماعية، لكن حتى إيراداتها أصبحت متراجعة مقارنة مع زيادة نفقاتها على الأسر والمحتاجين ولكن تناقصت حصة الفرد من الإعانة، وهذا بطبيعة الحال يعود سببه للوضع الاقتصادي العام الذي أثر على عمل كثير من القطاعات ما أوصلها إلى هذا الحال.
هذه الأسر كثير منها من ينتفع بمعونات شهرية من وزارة التنمية الاجتماعية، لكن هذه المعونات لا تكفي الحد الأدنى من تأمين أساسيات العيش بالمطلق، وعدم وجود أشخاص قادرين على العمل فيها يزيد معاناتهم المعيشية، ولا ننسى أن غالبية هذه الأسر خضعت لزيارات ودراسات حالتها الاجتماعية لكن للأسف ما زالت الاسر تحت خط الفقر بآلاف الدرجات.
هذا العام حال الاسر سيء لدرجة كبيرة بعدما انقطعت عنها المعونات وبات اهل الخير الذين يطرقون الابواب أقل من السنوات السابقة، بل حتى المعونة التي تقدم لهم لم تعد تكفي لمدة يومين على ابعد تقدير، واصبحت الاسر تناشد اهل الخير ورجال الله (كما يسمونهم) لكن الجواب "العين بصيرة واليد قصيرة"، واذا كنا في مرات نسمع عن اسر لم تتناول طعام الافطار، فهذه الايام زادت الاعداد حتى اختفى اهل الخير لحرجهم من هذه العاىلات.
تصلني قصص ومناشدات عديدة يوميا من قبل الاسر والايتام والارامل والعائلات العفيفة، وكل مناشدة تحمل في طياتها الالم والوجع و "كسر الخوطر" لكن لا حلول باليد، واصبحت تقديم المساعدة للاهم ثم المهم، رغم انهم جميعا في حال لا يعلم بها الا الله.
يبقى السؤال الاهم ونحن مازلنا في رمضان وهنالك بيوتا تنتظر وافواها جائعة، أين اختفى أهل الخير؟ واذا كنتم لا تعرفون أماكن هذه العائلات او نسيتمونها فنحن من يدلكم، ويبقى الله من يجزي الخير لكل من يعمل صالحا، فلنتسابق للخيرات فمازال الشهر بمنتصفه، اللهم قد بلغت.