أخبار اليوم - تستعد منظومة الموانئ الجنوبية في العقبة، لاستقبال بواخر البضائع الواردة إلى السوق المحلي والمتجهة إلى سورية وبعض الأسواق العربية، لا سيما خلال الشهرين المقبلين، وذلك بالتزامن أيضا مع بدء وصول البضائع الخاصة بشهر رمضان المبارك.
وبحسب معنيين، فإنه "من المرجح ارتفاع حجم تجارة الترانزيت عبر الأردن إلى سورية خلال الفترة المقبلة، بعد بدء عودة الحياة الطبيعية إليها، في أعقاب الإطاحة بنظام بشار الأسد، لا سيما بعد أن قررت الكثير من شركات التخليص السورية التحول لنقل وتوريد البضائع عبر ميناء العقبة، وهو ما كان تم سابقا، والاستغناء عن الموانئ في اللاذقية وطرطوس، لتوفير الوقت والكلفة".
وبدأت الجهات الجمركية والمينائية، أمس، بإخراج أول دفعة من البضائع الواردة إلى ميناء العقبة والمتجهة إلى سورية، وتضمنت 50 حاوية بضائع من أصل 450 حاوية سيصار إلى إخراجها تباعا خلال الأيام المقبلة، من العقبة إلى الحدود الأردنية مع سورية.
وتجري الاستعدادات في جميع أرصفة الموانئ الجنوبية، لا سيما ميناء الحاويات أو الميناء الرئيسي لاستقبال البضائع والسلع والحاويات الخاصة بشهر رمضان الواردة للسوق المحلي ولسورية وللأسواق المجاورة.
وأكد رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، نايف حميدي الفايز، خلال جولة تفقدية له على الساحة الجمركية رقم (4)، يرافقه عضو مجلس إدارة شركة ميناء حاويات العقبة رشاد طوقان ومدير جمارك العقبة عميد جمارك سامر قباعة "ضرورة تسهيل انسياب البضائع بالشراكة مع الجهات المينائية والجمركية كافة، وتذليل العقبات بالتزامن مع عودة الحياة والحركة اللوجستية والاقتصادية في سورية، إلى جانب تسهيل عبور الحاويات عبر المنافذ الجمركية المختلفة لعدد من الأسواق في الدول المجاورة، لا سيما سورية والعراق وفلسطين التي تعتمد ميناء العقبة لعبور بضائعها".
وبين الفايز "أن المنظومة المينائية تعمل بكامل طاقتها الإنتاجية لاستقبال سفن البضائع الواردة إلى السوق المحلي والدول المجاورة منها سورية والعراق وفلسطين المحتلة"، مشيرا إلى "استعدادات الموانئ خلال الفترة المقبلة لاستقبال بواخر العديد من البضائع، لا سيما الخاصة بشهر رمضان والبضائع الأخرى الواردة عن طريق موانئ العقبة بواسطة (الترانزيت) إلى الدول المجاورة".
كما أكد ضرورة "تسهيل وصول البضائع إلى جميع مقاصدها النهائية وبتعاون مينائي وجمركي والجهات كافة المعنية بمعاينة البضائع من دون تأخير أو تكديس للبضائع والحاويات"، لافتا إلى أن "العقبة بكل مرافقها جاهزة لاستقبال مختلف البضائع"، ومشددا كذلك على "أهمية التنسيق والتشارك مع المؤسسات المعنية كافة ذات العلاقة لإنجاح الأعمال والحوافز والمزايا التي تقدمها العقبة للمستثمرين حتى تعود العقبة كما كانت مركزا للتجارة والنقل الإقليمي".
من جهته، قال عضو مجلس إدارة شركة ميناء حاويات العقبة، رشاد طوقان "إن ميناء الحاويات يؤكد دائما قدرته الاستيعابية وكفاءته التشغيلية لاستقبال أكبر وأكثر عدد من السفن، نظرا لتكامل بنيته التحتية وأرصفته التي تستقبل أكبر سفن الحاويات في العالم، وهذا من شأنه إدامة عمل سلسلة النقل والإنتاج لتزويد الأسواق المحلية بحاجتها من البضائع الإستراتيجية"، مؤكدا "تعاون الميناء مع جميع الجهات المعنية من أجل تسهيل استيراد ومناولة البضائع والحاويات بما يكفل وصولها إلى المستهلك من دون تأخير أو إعاقة".
وأشار طوقان إلى أن "الميناء سيستقبل باخرتين الأسبوع المقبل وعليها عدد كبير من الحاويات للسوق المحلي ولدول الجوار، والإجراءات حاليا تتم مع الجهات الشريكة في عمليات تخليص البضائع من أجل إخراج البضائع ومعاينتها بكل سهولة ومن دون أي تأخير سواء للسوق المحلي أو لسورية والعراق وفلسطين المحتلة"، مبينا "أنه خلال الشهرين المقبلين، سيشهد الميناء حركة مناولة كبيرة، وهذا يستدعي تضافر الجهود لتسهيل وصول البضائع للأسواق المحلية ودول الجوار من دون أي عوائق، ذلك أن القادم يعد فرصة ذهبية لمنظومة الموانئ يجب على الجميع اغتنامها، خصوصا بعد عودة الحياة الطبيعية لسورية".
إلى ذلك، قال مدير جمارك العقبة، عميد جمارك سامر قباعة "إن الساحة الجمركية تستقبل مئات الحاويات يوميا ويتم معاينتها وإخراجها من الساحة إلى مقاصدها النهائية بالتعاون مع جميع الجهات المعنية كل حسب اختصاصه"، مشيرا إلى أن "العديد من الإجراءات قامت بها دائرة الجمارك منذ بداية العمل في الساحة تضمنت زيادة عدد المعاينين في الساحة والموظفين من الجهات الأخرى والرمبات، ما يؤدي إلى سهولة انسيابية البضائع وتقليل مدة مكوث الحاوية".
وأكد قباعة "تذليل الصعوبات والمعوقات كافة التي تواجه انسيابية حركة البضائع في الساحة رقم 4، وإيجاد الحلول الكفيلة بتسريع الإجراءات وتسهيل الحركة التجارية، وتسخير الإمكانات للوصول إلى الحلول المناسبة لتقديم خدمات متميزة بالتعاون مع الشركاء، بما يسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني، انسجاما مع التوجيهات الملكية الرامية إلى ذلك".
ووفق الخبير البحري محمد الطراونة، فإن "موانئ العقبة ستشهد، وحسب المؤشرات الحالية، ارتفاعا كبيرا في حركتي المناولة وتجارة الترانزيت بسبب المزايا التنافسية التي يقدمها الميناء والبنية التحتية المتطورة المتوفرة فيه، وإجراءات الجمارك في تسريع وتيرة التخليص على بعض الحاويات".
وأشار الطراونة، إلى أن "المملكة تحتل موقعا متميزا بين دول العالم بموقعها المتوسط بين قارات العالم الثلاث (أوروبا، أفريقيا، آسيا)، كما وتقع على مفترق الطرق التجارية المهمة والمتمثلة بالطرق البرية والبحرية والجوية التي تربط الدول العربية فيما بينها وبين تركيا شمالا وعبرها إلى أوروبا، وشرقا إلى إيران وعبرها إلى دول روسيا المستقلة، وجنوبا إلى أفريقيا عبر خليج العقبة والسويس وغربا عبر الكيان الإسرائيلي إلى دول أوروبا عبر البحر المتوسط، لذا تكمن أهمية موقع الأردن بالنسبة لتجارة الترانزيت".
من جانبه، أكد نائب رئيس غرفة تجارة العقبة، أحمد سالم الكسواني "حرص القطاع التجاري والخدمي على إقامة علاقات استراتيجية وبناء شراكات حقيقية مع سورية بما يحقق المصالح المشتركة"، مشددا على "ضرورة التركيز على الترانزيت واستخدام ميناء العقبة لنقل البضائع للسوق السورية، وأهمية تسهيل حركة عبور الشاحنات بالاتجاهين"، مثلما دعا إلى "بناء شراكة بخصوص الترويج السياحي والاستفادة من الخبرات الأردنية الواسعة في هذا المجال".
الغد