"أبا تيسير .. غيابك جرح لا يندمل وذكراك حياة لا تنطفئ"

mainThumb
المرحوم الشيخ راجح حبوش "أبو تيسير"

18-12-2024 11:00 AM

printIcon

أخبار اليوم - يصادف اليوم الأربعاء 18/12/2024 الذكرى الحادية عشرة لرحيل فقيدنا الغالي، المرحوم الشيخ راجح حبوش "أبو تيسير"، أحد أعلام الرجال وشيوخ الكرم والشهامة في الأردن عامة، وفي مدينة إربد العزيزة على وجه الخصوص. رجل صنع من اسمه رمزًا ومن ذكراه شعلة تنير قلوب محبيه رغم مضي الأعوام، فقد كان مثالًا للرجل الذي حمل الخير في كفه، والعطاء في قلبه، والإصلاح على عاتقه.

الراحل الذي لا يُنسى
كان الشيخ راجح، رحمه الله، جبلًا شامخًا من الأخلاق، ومشعلًا متقدًا في ميادين الخير والعطاء. كان بيته مقصدًا لكل طالب حاجة، وكل صاحب مظلمة، وكان صوته صوت الحق، وقلبه ملاذًا دافئًا لكل محتاج. أينما حلّ، حمل معه الحكمة والإصلاح، فلم تكن مائدة خير تخلو من أثره، ولا قضية بين الناس إلا وحملها بين كتفيه بعزم وحب.

امتلك، رحمه الله، شخصية استثنائية جعلت منه موضع احترام الجميع، الصغير قبل الكبير، والغريب قبل القريب. تميز بتواضعه الجمّ الذي لم ينقص من هيبته شيئًا، بل زاده محبةً في القلوب. كان رجلًا لا يُستبدل، وصوتًا لا يعوض، ويدًا معطاءة لا تُنسى.

منارة في إصلاح ذات البين
كان "أبو تيسير" رجل السلم والحكمة، يبادر إلى حل النزاعات وفك الخصومات، ويسعى بين الناس لإصلاح ذات البين. كان يجمع الخصوم على مائدة الحوار، ويعيد المياه إلى مجاريها بحكمته وثقله بين الناس. لم يكن ذلك واجبًا عليه، بل كانت رسالة يحملها في قلبه، ويؤديها بكل حب وتفانٍ.

المحب الذي لا يغيب
مرت السنوات إحدى عشرة كأنها دهور، والجرح في قلوبنا لا يزال نازفًا. كنا نظن أن الأيام تخفف الفقد، لكنها زادت الشوق اشتعالًا، والذكريات ألمًا وحنينًا. كيف لنا أن ننسى تلك الطلة البهية التي كانت تبعث الحياة في من حولها؟ كيف لنا أن ننسى صوتًا يفيض رجولة وعطفًا؟ وكيف يمكن لقلب مثل قلبك، الذي كان ينبض دفئًا وحنانًا، أن ينسى؟

ذكراك محفورة في القلوب
يا والدي الحبيب، لقد كنت مدرسة في العطاء، ورمزًا للمحبة، وشعلة من الإنسانية. لم تكن مجرد أب لعائلتنا، بل كنت أبًا لكل من عرفك، أخًا لمن قصدك، وعونًا لكل محتاج. كلنا اليوم نحمل اسمك بفخر، ونتذكر مآثرك بفخر، وندعو لك في الليل والنهار بأن يجزيك الله عنا خير الجزاء.

دعاؤنا لك لا ينقطع
اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة، ونوّر مرقده بعظيم نورك. اللهم اجعل ذكراه الطيبة شفيعًا له يوم يلقاك، وألهمنا الصبر على فقده، وامنحنا القوة لنبقى على دربه في الخير والعطاء.

الغياب الذي لا يُعوّض
أيها الغائب الحاضر، أيها الأب الذي لم يغب يومًا عن ذاكرتنا، سلامٌ عليك ما تعاقب الليل والنهار، وسلامٌ على ذكراك التي لن تموت، وسلامٌ على روحك التي بقيت فينا نورًا لا ينطفئ. اشتقنا إليك يا من كنت الحياة في حياتنا، ويا من غيابك كان أعمق جرح عرفناه.

لم تأخذ معك يا أبي جسدك فقط، بل أخذت جزءًا من أرواحنا، وتركت في قلوبنا فراغًا لا يملأه أحد. سنظل نحكي عنك للأجيال القادمة، عن رجلٍ كان أبًا في حنانه، وأخًا في وقوفه، وصديقًا في قربه، وشيخًا في حكمته، ورمزًا للرجولة بكل معانيها.

ختامًا...
إلى روحك الطاهرة، إلى ذكراك العطرة، نرفع أيدينا بالدعاء:
اللهم ارحمه رحمة واسعة، واجعل قبره نورًا، ومثواه جنة عرضها السماوات والأرض. اللهم اجعل سيرته الطيبة إرثًا يُحتذى به، وذكراه الطيبة شفيعًا له، ومثواه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.

نحبك يا أبا تيسير، وسنظل نحبك ما حيينا. رحمك الله بواسع رحمته، وجعل ذكراك العطرة عنوانًا للوفاء والمحبة والخير...