أخبار اليوم - ما زالت الكثيرات من الأمهات يستمعن لمعتقدات خاطئة وبعض الخرافات حول تربية أطفالهن والعناية بهم، ولذلك فرغم أن معظم تلك المعتقدات تضر صحة الطفل ونموه وقد تسبب له مضاعفات خطيرة إلا أنها تنتقل عبر الزمن وتزداد سوءاً مرة بعد مرة بسبب سرعة انتشارها، ومنها ما يتعلق بحمام الطفل في فصل الشتاء، ولذلك فقد اعتدنا سماع محاذير كثيرة حول مخاطر استحمام أطفالنا وأصبح الطفل قليلاً ما يحصل على حمامه الأسبوعي وهو أقل ما يمكن أن يحصل عليه خلال الجو البارد.
تتساءل الأمهات عن المرات التي يجب أن يحصل الطفل على حمامه فيها خلال الأجواء الباردة خاصة أنهن كن يقمن بتحميم الطفل مرة يومياً خلال فصل الصيف، ولذلك فقد التقت " سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها باستشارية طب الأطفال وحديثي الولادة الدكتورة لبيبة منذر حيث أشارت إلى أنه ما بين الخرافة والحقيقة هل يجب أن يستحم الطفل مرة واحدة أسبوعياً فقط خلال فصل الشتاء بسبب تأثيره على صحته وكثرة إصابته بالمرض في الآتي:
كم عدد مرات استحمام الطفل خلال فصل الشتاء؟
احرصي على أن يحصل طفلك على الحمام، أي أن يستحم مرتين أسبوعياً خلال فصل الشتاء، وذلك لأن الاستحمام يكون مفيداً وصحياً للطفل على عكس ما يروج بأن الاستحمام يؤدي لإصابة الطفل بالأمراض خاصة في الأجواء الباردة، وحيث يفيد الاستحمام في تحسين وجودة نوم الطفل مهما كان عمره، كما أن نظافة جلد الطفل تساعده على النمو الصحي والسليم وتجديد خلايا الجلد ونضارته بالإضافة لشعور الطفل بالانتعاش والحيوية في حال حصل على حمام دافىء خلال ساعات النهار.
راعي أن تخفضي مرات استحمام طفلك بالتدريج عند تغير الفصول ويمكن أن يكون ذلك بتقليل مرات الاستحمام اليومي، فهناك أمهات يحرصن على تحميم الطفل عدة مرات في الصيف ويمكن أن تبدأ الأم بتحميمه مرة واحدة، فهناك أطفال يتعودون على النوم والرضاعة بعد الاستحمام وسوف تجد الأم صعوبة في تنويم الطفل في حال انخفضت عدد مرات استحمامه، ولذلك يجب التخفيض التدريجي حتى يتعود الطفل على برنامج حمامه الشتوي.
فوائد استحمام الطفل في فصل الشتاء
لاحظي أن استحمام الطفل في فصل الشتاء ومهما كان عمره سوف يساعده على التخلص من أعراض الزكام والاحتقان في الأنف بصورة كبيرة، حيث إنه من الملاحظ أن الأطفال يصابون بكثرة بأمراض الرشح والبرد والتعرض للإصابة بفيروسات الأنفلونزا، وبالتالي فمن أعراض الرشح حدوث الاحتقان وانسداد الأنف بحيث يعاني الطفل من صعوبة في التنفس، وفي حال كان الطفل ما زال رضيعاً فهو يعاني من صعوبة في الرضاعة، وفي المراحل الأكبر سناً فهو يجد صعوبة في ابتلاع الطعام بالإضافة إلى صعوبة في النوم، ولكن وجود الطفل في غرفة الحمام بحيث توفر له الأم غرفة دافئة وأجواءً مناسبة، بالإضافة لتصاعد بخار الماء أثناء اسنحمام الطفل سواء من وجهه أو جسمه، حيث يصطدم الماء الساخن قليلاً بجلد الطفل البارد فيحدث أن يتصاعد البخار الذي يساعد على فتح المجاري التنفسية بشكل واضح عند الطفل وخصوصاً لو كان الطفل يحصل على حمامه في ساعات المساء فيزول الاحتقان ويساعده على النوم.
شروط الحمام الصحي للطفل في الجو البارد
اهتمي بأن تعدي الحمام ولوازمه قبل أن تقومي بخلع ملابس الطفل، ولذلك فتجهيز الحمام وأدواته يكون ضرورياً، واختبار درجة حرارة الماء المناسبة للطفل حسب حرارة الطقس يفيد أيضاً، ويجب أن تكون ملابس الطفل ليست باردة ويمكن تدفئتها بعدة طرق لأنها سوف تلاصق جسمه، كما أن استخدام أكثر من منشفة في تجفيف جسم الطفل يفيد كثيراً في تقليل فرص تعرضه للبرد، ولاحظي أن الطفل يمرض ويتعرض مثلاً للإصابة بالرشح بسبب تغيرات درجة الحرارة مما يؤدي لتنشيط فيروس الرشح، كما أن العدوى هي الأساس، فيجب أن يقوم بتحميم الطفل ورعايته شخص غير مصاب بالرشح أو بأي عدوى فيروسية، ويمكن للأم أن تضع كمامة حول أنفها وفمها في حال إصابتها بالرشح سواء عند تحميم الطفل أو إرضاعه.
احرصي على اختيار موقع غرفة الاستحمام المناسب وليس من الضروري أن يستحم في الحمام البارد في ظل الأجواء الباردة شتاءً وتوقعي أن يتعرض طفلك للإصابة بالمرض بعد الاستحمام الشتوي في حال كانت غرفة الاستحمام التي وقع اختيارك عليها معرضة لتيارات من الهواء البارد مثل أن يكون فيها شباكان مفتوحان، وكما أن بقاء الطفل لفترة طويلة في الحمام يعرضه لانخفاض درجة حرارة جسمه وامتصاص جلده للماء الذي تنخفض درجة حرارته تدريجياً مما يهدده بالإصابة بالمرض، وفي حال كان طفلك الصغير يعاني من نقص في المناعة الطبيعية لسبب ما في جسمه فهو سوف يتعرض للمرض عند حدوث تغيرات مفاجئة في درجة حرارة المكان المحيط به.
أضرار الإكثار من الملابس الثقيلة في الجو البارد على صحة الطفل
توقفي عن الإكثار من وضع الملابس الثقيلة على جسم طفلك في الأجواء الباردة والمبالغة في وضع الأغطية الصوفية فوقه أيضاً، وكذلك تدفئة الغرفة والمكان الذي يتواجد فيه، فالطفل الصغير لا يعرف الكلام لكي يعبر عن ضيقه بسبب ارتفاع حرارة جسمه، ولكن ذلك لا يعني أن هناك مؤشرات ودلائل مهمة وخطيرة تشير إلى أن طفلك يرتدي ملابس زيادة وثقيلة وغير متناسبة مع حرارة جسمه، بحيث ترفع من حرارة جسمه الداخلية والتي لا تعطيها الطرق التي تجسين بها حرارته مثل باطن كفك، وقد تؤدي كثرة الملابس والأغطية التي تضعينها فوق طفلك في فصل الشتاء إلى أضرار ومخاطر على صحته، ويجب أن تقومي بفحص بعض الأعراض والمؤشرات التي تظهر عليه وتعني أن لديه فائضاً من الملابس والأغطية أو أن درجة حرارة المكان مرتفعة ومنها وجود تعرق فوق بطن طفلك، فإذا قمت بالكشف عن بطن الطفل برفع ملابسه وطبقاتها من فوقه ووجدت أن بطن طفلك متعرق فمعنى هذه الحالة أن ملابسه كثيرة وثقيلة وزائدة، مما يؤثر على أجهزة جسم الطفل الحيوية وخاصة دماغه وقلبه، ويجب أن تقومي بنزع قطعة أو قطعتين منها وتخفيفها على الفور حتى تجدي أن بطنه قد أصبح دافئاً من دون وجود حالة من التعرق، مما يعني أن حرارة الطفل الداخلية قد اصبحت في وضعها الطبيعي الآمن على صحته.