سوريا

mainThumb
صالح الشراب العبادي

17-12-2024 07:05 PM

printIcon


صالح الشراب العبادي
آلاف التحليلات رافقت انهيار النظام السوري وانهيار الجيش السوري للنظام وتقدم قوات المعارضة المسلحة بشكل سريع وغير مسبوق والسيطرة على سوريا..
العديد من الأسباب التي طرحت منها ما هي أسباب داخلية (النظام والجيش، والمعارضة).
وأسباب إقليمية (منها من هو مع النظام، دول مع المعارضة، دول كانت محايدة، ودول لم يتسن لها تحديد موقفها، والذي سبقته قوات المعارضة، وكانت تعتقد طول فترة الاقتتال حتى تحدد موقفها).
وأسباب دولية (روسيا وما تعانيه في أوكرانيا، إيران وما تلقته من ضربات بأذرعها الدفاعية بعيدة المدى عنها (حزب الله، وتواجده في سوريا، وبرنامجها النووي، ومصالحها)
إسرائيل التي احتلت قطاع غزة وتحتل جزءاً من لبنان، وها هي تحتل جزءاً من سوريا بمسافة ١٤ كلم عمق بطو ٧٥ كلم طول..
بدعم من الغرب ودعم من بعض الدول العربية وصمت عربي لا يتعدى الشجب والاستنكار ورفع الأمر إلى مجلس الأمن الدولي الذي أصبح عاجزاً حتى عن تنفيذ قرار واحد من قرارته..
إذا نحن أمام موقف الآن كما يلي:

هذا الوضع الحالي في سوريا يعتبر تحدياً لحكومة الإنقاذ والتحدّي الرئيس هو كيفية التعامل مع الفصائل والجماعات المسلحة المنظمة وغير المنظمة، وهي جيش سوريا الديمقراطية (قسد) وجيش سورية الحرّة الذي يدعمه الأميركيون في منطقة التنف والفصائل المسلحة في الجنوب، وفصائل الجيش الوطني التي تدعمها تركيا في الشمال التي تجمعت قاتلت تحت لواء ردع العدوان وفصائل أخرى تعمل ضمن "الجيش الوطني" المدعوم من تركيا، وهو عبارة عن تحالف لفصائل كانت تابعة لـ"الجيش السوري الحر" وجيش العزة وجيش الإسلام.. والعصائب الحمراء.. وكلها كانت تقاتل تحت إدارة العمليات التي أطلقت على نفسها (هيئة تحرير الشام).
عملية السيطرة على هذه الفصائل واستعادة سيادة الدولة السورية على كامل أراضيها يعتبر التحدي الأبرز والأقوى والاستراتيجية التي يجب اتباعها بهدف ضبط التحديات والتهديدات التي تمثلها هذه الفصائل، وكيف تنطوي تحت لواء واحد وهدف واحد وهو سوريا موحدة تحت سيادة واحدة فالسيادة لا تتجزأ..

قوات المعارضة التي جهزت نفسها بشكل جيد تدريباً وتسليحاً واستعداداً للمواجهة والسيطرة وخطتها المحكمة التي استغلتها في هذه الظروف الاستثنائية للمنطقة وتلقي الدعم العسكري الخارجي..

لقد تعنت النظام السوري، وأضاع الفرص الذهبية التي أعطيت للنظام لإعادة حساباته والانفتاح على شعبه وتغير نهجه، والذي ظل مغيباً عما يجري من قبل فئات كانت تشكل له هالة من السيطرة والقوة والنفوذ كانت في ظل انفصام قيادات السلطة إضافة إلى.
الأوضاع الاقتصادية الصعبة جداً التي كان تعانيها سوريا، ويعانيها الشعب..

لا يغيب عن البال الصفقة الكبيرة ما بين ترامب وبوتين في ترك سوريا وعدم المساعدة للنظام مقابل استحقاقات قتالية واستراتيجية في أوكرانيا..
وكذلك عجز إيران، والتي كانت تسعى إلى تحقيق مكاسب بينها وبينّ أمريكا مقابل التخلي عن دعم نظام الأسد وخاصة بعد الإجهاز على قدرات حزب الله العسكرية في جنوب لبنان في ضربات إسرائيلية متلاحقة لا تزال التساؤلات والاستغراب يلف تلك الضربات القاسمة للقادة والسياسيين والقوى العسكرية.

إذا الهدف الأسمى والأعمق هو أمن إسرائيل… وتحقيق تواجده واستقراره وعدم المساس به لا من قريب ولا من بعيد…
وكان هذا واضحاً من بداية حرب غزة والتي نأت الدول العربية بنفسها عن اتخاذ أي خطوات عملية أو عسكرية مقابل هذا الاحتلال للقطاع.،
ومن ثم نأت بنفسها أمام دحر قوات حزب الله في جنوب لبنان واحتلال منطقة عازلة على طول الحدود مع لبنان.،
وكذلك ما هي إسرائيل الآن تقتطع جزءاً من سوريا على مرأى ومسمع العالم كله،

ماذا بعد سقوط النظام السوري:
تراهن الدول العربية الآن على استقرار سوريا..
بعض الدول تسعى إلى عدم استقرار سوريا، وأن يبقى الاقتتال بها، وأن تتحول سوريا إلى مجموعات متناحرة متقاتلة..
بعض الدول العربية تسعى جاهدة إلى إعادة استقرار سوريا والحفاظ على وحدة أراضيها والانتقال إلى مرحلة جديدة يتم انطواء جميع المجموعات المعارضة تحتها في ظل مصالحة وطنية شاملة..
بعض الدول تحاول التدخل في سوريا، وفي تسوية النزاع فيها، وأن يكون لها دور محوري في هذه العملية السياسية الجديدة،
بعض الدول تحاول تحقيق أهدافها لها في التسوية،
وبعضها يسعى إلى حل مشاكل اللاجئين والحدود البرية والبحرية.. مع النظام الجديد والعمل على فتح اتصالات مع الحكومة الانتقالية الجديدة.،
هل ستتحول سوريا إلى دولة أقاليم:
من المتوقع أن تتقسم سوريا إلى أقاليم فئوية إثنية تحت اسم سوريا الطائفية:
إقليم الطائفة العلوية
إقليم …
٨. قوة وصلابة الشعب السوري ومدى تحمله، والذي باستطاعته أن يبني سوريا الحديثة بعد أن رأى ما رأى من النظام السابق وخوفه على انهيار الدولة السورية مرة أخرى والعودة إلى المعاناة المريرة التي مر بها.
٩. ⁠إمكانية بناء أو إعادة بناء المؤسسات السياسية والعسكرية والأمنية إذا ما بنيت على أساس وطني شامل يحفظ أمن سوريا ومنع تقسيمها..
١٠. ⁠الانفتاح على جميع فئات الشعب وطوائفه المختلفة..
١١. ⁠قوة وتوحيد الصوت الإعلامي الموحد..
١٢. ⁠البيئة الصالحة لاستمرار العمل والبناء والتحديث.،
١٣. ⁠الدول الحدودية لسوريا، والتي تسعى إلى استقرار المنطقة باستثناء إسرائيل التي تحاول استغلال الموقف واحتلال جزء من سوريا، والذي سيكون بداية عدم استقرار فيما إذا رفضت الانسحاب؛ مما احتلته من حزام أمني واسع يهدد أمن سوريا والمنطقة،
١٤. ⁠اقتصاد سوريا الذي من الممكن أن ينهض بسرعة
١٥. ⁠اتخاذ العضة من التجارب السابقة في الدول التي انهارت بها الأنظمة، ولا تزال تعاني لغاية الآن.
١٦. ⁠معاناة اللاجئين السوريين في الداخل والخارج الذين يتوقون إلى العودة إلى وطنهم والتخلص من المعاناة والهجرة والضياع من أجل دعم سوريا وشعبها.

إذا لا تزال هناك تخوفات مستحقة سواءً من الداخل السوري، أو من الوضع الإقليمي وكذلك الخوف من الخلايا التي من المحتمل أن تنهض وتعاود الحركة، وتزعج السوريين وهي من التبعات الخارجية، وكذاك من بعض الطوائف الداخلية ومعظم التطمينات تقصد الأقليات والغريب أن الأغلبية هم الذين يجب أن يُطَمَّنُون والذين عانوا ما عانوا جراء العهد السابق،
يبقى التساؤل، ما هو موقف الحكومة الإنقاذية السورية من الاختراقات الفاضحة لإسرائيل، والتي تلاقي صمتاً لغاية الآن، وهذا ما يجب على الدول العربية التحرك بسرعة إلى دعم ومساعدة سوريا في الوقوف على قدميها والحفاظ على وحدتها ومستحقات ثورتها بعيداً عن المصالح السياسية وبعيداً عن المناكفات الإقليمية بين الدول العربية..

أخيرا نعلم أن الازدواجية السياسية قد كانت وما زالت سمة القوى العظمى في التعامل مع الدول العربية وإسرائيل، ومن أهم الأمثلة على ذلك، عدم إدانة الاحتلال الإسرائيلي بتهمة الإرهاب بما يرتكبه من قتل للأطفال والنساء وكبار السن وتدمير مقومات الحياة للشعب الغزي والقمع والاعتقالات والحصارات الكبرى للمجتمعات الفلسطينية، هي نفسها القوى السياسية التي لا تحرك ساكناً، ولم تحرك على جرائم النظام في سوريا، حتى كان ما كان، لها هي نفسها تلك الأنظمة السياسية الكبرى التي تتهم المقاومة الفلسطينية بأنها إرهابية وهي مقاومة للاحتلال والاغتصاب والظلم..