وسام السعايدة
تمر منطقة الشرق الأوسط ومنذ السابع من اكتوبر 2023 بمرحلة حرجة تتسم بتصاعد الأزمات السياسية والاقتصادية، الأمر الذي زاد من الضبابية حول مستقبلها وصعوبة التنبؤ بما تحمله الأيام القادمة .
الحرب المستمرة في غزة بين المقاومة الفلسطينية والكيان المحتل منذ 14 شهرا ألقت بظلالها على اقتصادات دول المنطقة ولا سيما الدول المجاورة، حيث تعمّقت الظروف الاقتصادية الصعبة نتيجة الاضطرابات المستمرة وانعدام الاستقرار.
هذه الحرب، التي لم تُظهر حتى الآن أي بوادر للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، تمثل واحدة من أكثر الأزمات تأثيرًا على المنطقة حيث حملت الدول مزيدا من الاعباء مما اضطرّ بعضها إلى زيادة النفقات العسكرية لمواجهة التحديات الأمنية على حساب المشاريع التنموية وهذا يظهر جليا في موازنات تلك الدول التي اعلن عنها مؤخرا.
كمان أن حالة عدم الاستقرار السياسي في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد زاد من تعقيد المشهد الإقليمي.
و بين صراعات داخلية ومنافسات إقليمية ودولية على النفوذ والمساهمة في رسم المشهد السوري ، باتت سوريا نقطة محورية تساهم في في تعميق أزمة اللا استقرار بالمنطقة ككل.
كل التحليلات تشير إلى أن الشرق الأوسط يواجه حالة من الغموض بشأن مستقبله، حيث تتشابك الأزمات لتخلق تحديات غير مسبوقة.. ومع اقتراب موعد تسلّم دونالد ترامب السلطة في الولايات المتحدة، تتزايد التكهنات حول ما إذا كانت سياساته ستسهم في تهدئة الأوضاع أو تأجيجها، خصوصًا في ظل تاريخه الحافل بالقرارات المثيرة للجدل في المنطقة.
من الواضح أن جميع دول الشرق الأوسط تعاني بدرجات متفاوتة من هذه التعقيدات السياسية والاقتصادية والعسكرية، حيث أصبحت المنطقة بأكملها في مواجهة مصير مجهول في ظل غياب حلول دبلوماسية حقيقية واستمرار الصراعات.
أخير ، لا يزال التساؤل قائمًا: متى ستظهر بوادر انفراج لهذه الأزمات التي تعصف بالمنطقة ؟ الإجابة تظل بعيدة المنال، خاصة مع التصعيد المستمر والصعوبة البالغة في تحقيق أي نوع من التوافق أو التهدئة في الملف البالغ التعقيد بين المقاومة الفلسطينية الغزية والكيان المحتل.