الوهادنة: الأردن ينفق 50 دولاراً سنوياً لكل فرد على التطعيمات

mainThumb
الوهادنة: الأردن ينفق 50 دولاراً سنوياً لكل فرد على التطعيمات

16-12-2024 09:53 AM

printIcon

أخبار اليوم - كشف مدير الخدمات الطبية الملكية السابق وعضو اللجنة الاستشارية في مجلس السياسات الوطني الدكتور عادل الوهادنة أن الأردن ينفق حوالي 50 دولارا للفرد سنويا على التطعيمات.

وأوضح  ضمن تحليل معمق للتفاوتات بين المبادرات الوطنية وغير الوطنية، وتأثير الشائعات على جهود التطعيم وتحديد استراتيجيات لمواجهتها، أن الأردن ينفق حوالي 50 دولارا للفرد سنويا على التطعيمات، وهو أقل بكثير من 100-150 دولارا التي تنفقها الدول المتقدمة، ومع ذلك فإن النتائج قابلة للمقارنة بسبب الإدارة الفعالة للبرنامج الوطني للتطعيم والشراكات القوية مع منظمات مثل اليونيسيف والتحالف العالمي للقاحات (GAVI).

وأشار الوهادنة إلى أن البرنامج الوطني للتطعيم (NVP) نجح على مدار عقود في حماية السكان من الأمراض التي تهدد الحياة، ورغم ذلك أصبحت الساحة أكثر تعقيدا مع ظهور برامج التطعيم غير الوطنية وانتشار المعلومات المضللة.

ولفت إلى أنه على عكس العديد من الدول النامية حيث يتم توزيع اللقاحات بشكل غير متكافئ، يضمن الأردن وصولا عادلًا، بما في ذلك للاجئين، حيث تتجاوز تغطية اللقاحات بين اللاجئين 85%، مقارنة بمتوسط عالمي يبلغ حوالي 60%.

واعتبر أن البرنامج الوطني للتطعيم في الأردن حقق تغطية شبه شاملة للقاحات، حيث تم تطعيم أكثر من 95% من الأطفال ضد أمراض رئيسية مثل الحصبة وشلل الأطفال والخناق، كما يضمن هذا البرنامج الذي تدعمه وزارة الصحة، اللقاحات مجانا أو بأسعار مدعومة للغاية لجميع المواطنين والمقيمين، بما في ذلك اللاجئون الذين يشكلون حوالي 30% من السكان.

وأضاف بأنه تم تصميم البرنامج الوطني للتطعيم ليحقق العدالة في التوزيع، حيث يضمن الوصول إلى المناطق النائية والمحرومة بدعم من أكثر من 1000 مركز صحي في جميع أنحاء الأردن، إذ يعد هذا المستوى من الوصول نادرا في العديد من الدول النامية، والتي تميل اللقاحات فيها إلى التركيز في المناطق الحضرية.

كما أن البرنامج الوطني للتطعيم حقق وفق الوهادنة العديد من الإنجازات وفق الوهادنة، منها القضاء على شلل الأطفال، والسيطرة على الحصبة، والوقاية من التهاب الكبد «ب».

وبين أن المبادرات غير الوطنية تشمل برامج ممولة من المانحين، والخدمات المقدمة من القطاع الخاص، وحملات التطعيم الطارئة أثناء تفشي الأمراض، فعلى سبيل المثال، اعتمد الأردن بشكل كبير على الدعم غير الوطني خلال استجابته لجائحة كوفيد-19، بما في ذلك اللقاحات التي تم تأمينها عبر آلية «كوفاكس» والاتفاقيات الثنائية.

وقد أسهمت هذه المبادرات كما ذكر الوهادنة بالوصول السريع للقاحات الجديدة، حيث أدخل الأردن لقاحي فايزر-بيونتيك وسينوفارم المضادين لكوفيد-19 في غضون أشهر من إطلاقهما عالميًا، وحقق معدل تطعيم بلغ 72% للفئات المؤهلة بحلول عام 2023، بالإضافة إلى التدخلات الطارئة، فخلال أزمة اللاجئين السوريين، قدمت المنظمات الدولية أكثر من 2 مليون جرعة من اللقاحات لمنع انتشار الأمراض في المخيمات.

وفيما يتعلق بأبرز التحديات فيما يخص اللقاحات بالأردن، نوه إلى وجود التفاوت في التوزيع، ورغم الجهود المبذولة لضمان وصول اللقاحات إلى جميع المناطق، تُظهر بعض البيانات العالمية أن المناطق الريفية غالبًا ما تواجه تحديات لوجستية قد تؤثر على سرعة التوزيع، كذلك تفاوت الرسائل، حيث أدى تنوع استراتيجيات الاتصال بين الحملات الوطنية وغير الوطنية، إلى بعض التحديات في توحيد الرسائل الموجهة للجمهور خلال توزيع لقاحات كوفيد-19.

ومن التحديات أيضا، الاعتماد على المصادر الخارجية، إذ يؤدي الاعتماد على اللقاحات المستوردة إلى تعرض الأردن لتعطل سلاسل التوريد، كما حدث خلال نقص لقاحات كوفيد-19 في البداية، مما أدى إلى تأخير جهود التطعيم في البلاد لمدة ثلاثة أشهر.

ونبه الوهادنة إلى أن الأردنيين أظهروا ثقة عالية في البرنامج الوطني للتطعيم، كما تعكسه معدلات التغطية التي تتجاوز 95%، ومع ذلك، غالبا ما تواجه اللقاحات الجديدة التي يتم تقديمها من خلال المبادرات غير الوطنية، مثل لقاح فيروس الورم الحليمي البشري أو الجرعات المعززة لكوفيد-19، شكوكا.

وبالنسبة إلى العوامل المؤثرة الرئيسية بالقبول والتردد بتلقي اللقاحات، أكد أنها تتمثل بالشائعات والمعلومات المضللة، حيث تضخم منصات التواصل الاجتماعي الشائعات المتعلقة باللقاحات، وقد أظهرت الدراسات أن 37% من الأردنيين واجهوا ادعاءات زائفة عن تسبب اللقاحات بالعقم أو تغيير الحمض النووي أثناء جائحة كوفيد-19، بالإضافة للمعتقدات الثقافية، والتقارير عن الأحداث السلبية، كتضخيم الحالات المعزولة للآثار الجانبية مثل الحساسية.

وللتغلب على التردد من تلقي اللقاحات، أشار الوهادنة إلى أن الحكومة الأردنية ومقدمو الرعاية الصحية نفذت استراتيجيات لمعالجة هذه المخاوف، منها التفاعل المجتمعي، والتواصل الشفاف، وحملات التثقيف، مشيرا إلى أن معدلات التغطية باللقاحات في الأردن هي من بين الأعلى في العالم النامي، وقابلة للمقارنة مع بعض الدول المتقدمة.

أما عن استراتيجيات لمكافحة الشائعات، فهي حسب الوهادنة تتضمن شفافية البيانات، ونشر إحصاءات واضحة وقائمة على الأدلة ضروري، فمثلا لم يعاني أكثر من 99.999% من متلقي لقاح كوفيد-19 في الأردن من أي آثار جانبية خطيرة، مما يدحض المخاوف المتعلقة بالسلامة، ناهيك عن فرق الاستجابة السريعة، حيث تم إنشاء وحدات لمراقبة وسائل التواصل الاجتماعي للرد على المعلومات المضللة في الوقت الفعلي، مما قلل من انتشار الشائعات بنسبة 40%.

 

الرأي