أخبار اليوم - في معظم البيوت يقضي الأطفال والمراهقين ساعات طويلة لممارسة الألعاب، بالاضافة الى قدرة الأطفال على استخدام الهواتف بتطبيقاتها المختلفة أصبح أمرا مألوفا، حيث يكاد لا يخلو بيت من هواتف ذكية او جهاز تابلت.
تحدثت الدراسات الحديثة عن تأثيرات متباينة للألعاب الالكترونية، فمنها ما يعزز التفكير الإبداعي ومنها ما يثير قلقاً بشأن الإدمان والتأثير السلبي على السلوك والعلاقات الاجتماعية.
تباينت الآراء بشأن تأثير الألعاب الإلكترونية، حيث توجد فوائد ملموسة مثل تنمية المهارات العقلية وتعزيز التواصل الاجتماعي، ولكن هناك مخاوف من آثار سلبية كالإدمان وتأثير السلوك.
وفي هذا السياق، يقول أ.د. قاسم الردايده عميد كلية تكنولوجيا المعلومات وعلوم الحاسوب في جامعة اليرموك تُعتبر الألعاب الإلكترونية جزءًا لا يتجزأ من حياة الكثير من الأطفال والشباب في العصر الحالي ورغم المتعة التي توفرها، إلا أنها أثارت العديد من التساؤلات حول تأثيرها على النمو العقلي والسلوكي للأفراد.
وتابع الردايدة من ناحية، تساهم الألعاب الإلكترونية في تطوير مهارات التفكير وحل المشكلات والإبداع لدى الأطفال والشباب. كما أنها توفر بيئة تفاعلية تساعد على تعزيز التعلم والتعاون. إلا أن الإفراط في اللعب قد يؤدي إلى إدمان خطير ينعكس سلبًا على التحصيل الدراسي والعلاقات الاجتماعية والصحة النفسية والجسدية.
وهنا يؤكد الردايدة، على الآباء والمعلمين توعية الأطفال والشباب بأهمية التوازن بين اللعب والأنشطة الأخرى مثل القراءة والرياضة والاجتماعات العائلية. كما يجب وضع قيود على الوقت المخصص للعب ومراقبة المحتوى الذي يتعرضون له ولا شك ان الألعاب الإلكترونية سلاح ذات حدين. فباستخدامها بشكل صحيح، يمكن أن تكون أداة تعليمية ممتعة وفعالة. ولكن الإفراط في استخدامها قد يؤدي إلى عواقب وخيمة.
ومن الفوائد يقول الردايدة انها تعمل على تطوير المهارات المعرفية، تحسين مهارات حل المشكلات، التفكير النقدي، اتخاذ القرارات، وسرعة البديهة. كما أنها تساهم في تنمية الذاكرة والتركيز والانتباه.
ومن السلبيات يقول الردايدة يمكن أن يؤدي الإدمان على الألعاب الإلكترونية إلى إهمال الدراسة، مما يؤثر سلبًا على التحصيل الأكاديمي وتأخر التخرج وقضاء وقت طويل في اللعب قد يقلل من التفاعلات الاجتماعية الحقيقية ويؤدي إلى الشعور بالعزلة والوحدة وقد ترتبط الإدمان على الألعاب بمشاكل صحية نفسية مثل الاكتئاب والقلق، خاصة إذا كانت الألعاب تحتوي على محتوى عنيف أو سلبي.
كما ان من الآثار السلبية لها الجلوس لفترات طويلة أمام شاشة الكمبيوتر أو الهاتف قد يؤدي إلى مشاكل صحية جسدية مثل السمنة، آلام الظهر، واضطرابات النوم وقد يدفع الإدمان على الألعاب بعض الطلاب إلى إنفاق مبالغ كبيرة على شراء الألعاب أو المعدات، مما يؤثر على وضعهم المالي.
وتقول الاستاذ المشارك في التريبة الخاصة والأرشاد النفسي، ريم الكيناني، تعتبر الألعاب الإلكترونية من الوسائل الترفيهية والتعليمية الشائعة بين الأطفال في العصر الحديث، ولها تأثيرات متعددة على تفكيرهم الإبداعي وطريقة تعلمهم. يمكن تلخيص أثر هذه الألعاب في عدة جوانب.
وتؤكد الكناني من الجوانب الايجابية تعزيز التفكير الإبداعي وتنمية مهارات حل المشكلات حيث تعتمد العديد من الألعاب الإلكترونية على تقديم تحديات تستدعي من اللاعب التفكير بشكل مبتكر لإيجاد حلول فعّالة وهذا يحفز الأطفال على التفكير بطرق جديدة وغير تقليدية.
وتابعت الكناني ايضا هنالك ايجابية التعلم والتطور المعرفي لانها توفر بعض الألعاب الإلكترونية بيئة تعليمية تفاعلية، مما يساعد الأطفال على اكتساب مهارات جديدة بشكل ممتع، مثل تعلم اللغات، الرياضيات، والتاريخ، من خلال تحديات ومهام.
وعن الآثار السلبية، بينت الكناني، أن الإفراط في اللعب قد يؤدي إلى إدمان الألعاب الإلكترونية، مما يؤثر على قدرة الطفل على التركيز في الدراسة أو الأنشطة الأخرى وتشير بعض الدراسات إلى أن الألعاب التي تحتوي على مؤثرات بصرية وصوتية سريعة قد تؤثر سلبًا على قدرة الطفل على التركيز لفترات طويلة.
وعن الاثار السلبية الاجتماعية بينت ان الانشغال المفرط بالألعاب قد يؤدي إلى عزلة اجتماعية وتقليل التفاعل مع الأقران والعائلة.
ودعت كناني الى التوازن بين الفوائد والأضرار لتحقيق الاستفادة القصوى من الألعاب الإلكترونية، ينبغي أن يكون هناك توازن بين وقت اللعب والأنشطة الأخرى ومن المهم أن يتم اختيار الألعاب بعناية، بحيث تكون تعليمية وهادفة بالإضافة إلى ذلك، يجب تحديد أوقات للعب والقيام بأنشطة بدنية واجتماعية لتعزيز تطور الطفل بشكل متوازن.
وعن دور الأهل في توجيه الأطفال يجب مراقبة نوعية الألعاب ويترتب على الأهل أن يراقبوا نوعية الألعاب التي يلعبها أطفالهم، وأن يختاروا الألعاب التي تدعم مهارات التفكير الإبداعي والتعلم وأن يحدد الأهل وقتًا محددًا للعب ويشجعوا الأطفال على المشاركة في أنشطة متنوعة أخرى.
وتقول دكتوراة الدراسة الاجتماعية اسلام بني رشيد تعتبر النشاطات البدنية والذهنية للاطفال والشباب مهمه اذ تلعب دورا كبيرا في حياة الاطفال والشباب لاهميتها الجسمية والتربوية والاجتماعية، بعكس الالعاب الالكترونية التي تؤثر على الحالة الصحية للشباب والاطفال بسبب الادمان عليها والاصابة بالامراض نتيجة قلة الحركة.
وتؤكد بني ارشيد بعد الوقوف على واقع الالعاب الالكترونية خاصة ان الاغلبية العظمى من هذه الالعاب ليست مستمدة من واقعنا؛ فهي مصممة لواقع يختلف عن واقع البيئة العربية ومنظومتها الاخلاقية والدينية فهذه الالعاب تكسب الاطفال والشباب السلوك العدواني وسلوكيات غير سوية.
وبينت ان الألعاب الالكترونية تؤثر وبشكل مباشر على ادمغة الاطفال والشباب؛ بتاثير ايجابي ومنها تحسين المهارات المعرفية والتنسيق بين اليد والعين والمرونة المعرفية الا ان التاثير السلبي لها اكبر واعمق منها الادمان القلق والاكتئاب ضعف الانتباه واضطرابات النوم والاجهاد البصري والجسدي.