أخبار اليوم - على حدود الرمثا، تقف عشيرة البطاينة الكريمة بقلوب مملوءة بالشوق والترقب، تنتظر لقاء ابنها الذي غاب عنهم لأربعة عقود كاملة. هو لا يعرفهم، وهم لا يعرفونه، فالملامح التي مزقتها جدران السجون وبطش الجلادين لم تعد كما كانت، والذاكرة المثقلة بمر السنين لم تسعف الأهل ولا الضحية لاستعادة شيء من الماضي سوى عبارة واحدة تخرج من فمه بصوت مبحوح: "أنا من إربد".
رحلة طويلة من الألم والصبر تنتهي اليوم، ولكن بأي صورة؟ هل يمكن للزمن أن يمحو سنوات الظلم؟ هل تكفي اللحظة لتعيد له ذاكرته التي هدمتها القضبان، أو للأهل مشاعر الألفة التي سرقها الغياب؟
إنها قصة لا تُروى بالكلمات، بل تُحس في العيون الدامعة والقلوب التي نبضت مجددًا رغم قسوة الزمن. أبناء البطاينة اليوم لا يستقبلون فقط ابنهم الغائب، بل يفتحون أبوابًا لأسئلة لا تنتهي عن مصير المفقودين الذين غابت عنهم الشمس لعقود.