الشَّابَّة العرقان .. هكذا تنتزع "ورود الفرح" من "براثن الموت" في غزَّة

mainThumb
الشَّابَّة العرقان... هكذا تنتزع "ورود الفرح" من "براثن الموت" في غزَّة

09-12-2024 01:37 PM

printIcon

أخبار اليوم - إنصاتها لقصص كثير من زبائنها من العرائس اللَّاتي تزوَّجن قبل "حرب الإبادة" عن ذكرياتهنَّ المتعلِّقة بالتَّفاصيل من "بوكيه ورد" و "حقائب تعليق الجهاز" الَّتي كانت هي مقصدهنَّ للحصول عليها، وأنَّها هي فقط ما تبقَّت من ذكرى أزواجهم الَّذين أصبحوا شهداء، جعلها تصمِّم على استئناف العمل برغم كلِّ الظُّروف الصَّعبة لتصنُّع التَّفاصيل ل "عرائس الحرب" اللَّاتي لم يحظين بأيِّ مظاهر للفرح فلا أقلُّها من تفاصيل تكون ذكرى جميلة لـ "يوم العمر".

لأجل ذلك، قرَّرت بسمة العرقان العودة لعملها في مجال صنع "باقات الورود" وتزيين "شنط الجهاز" للعرائس رغم صعوبة العمل كونها نازحةً هي وعائلتها جميعًا من حيِّ الشَّجاعيَّة لغرفة واحدة في بيت عمَّتها.

فضيَّق المساحة جعلها عاجزةً عن استقبال طلبات أكثر من عروستين في نفس اليوم، فلا يوجد مكان للاحتفاظ بكثير من موادِّ العمل، " فلا يوجد لديَّ سوى "طقمين" من حقائب الجهاز، ولا أستطيع شراء المزيد"، تقول العرقان.

وتضيف: "فقبيل الحرب فقط كان المحلُّ الَّذي تديره العرقان مقصدًا لكثير من العرائس من كافَّة أنحاء مدينة غزَّة، يبحثن عمَّن تفهم متطلَّباتهنَّ وتنفِّذ لهنَّ ما يواكب" الموضة.

ورغم أن عمل والد العرقان منذ سنوات طويلة في مجال تزيين الافراح، الا أن تخصصية التعامل مع العرائس في تفاصيلهن الدقيقة كان اختيار بسمة التي لم يرق لها العمل في مجال التربية الذي كان تخصصها الجامعي لندرة فرص العمل الحكومية".

وتتابع:" أنشأت لفترة مركزا تعليميا ولكنني وجدت العمل فيه مرهقا، فبحثت عن العمل في الهواية التي استمددتها من عمل والدي، ولكنني أردت تطويرها بشكل يواكب العصر الحديث".

رفض والد بسمة في البداية فكرة أن تنشيء محلا لمستلزمات العرائس لكنه اقتنع بالفكرة لاحقا بل ترك عمله الرئيسي لشقيقها ولجا للعمل معها".

وشيئا فشيئا أصبح محل العرقان معروفا وتقصده العرائس من كل مكان، إلى أن اندلعت حرب الإبادة الاسرائيلية على غزة، فلم يدر بخلد العرقان أن تخلي اي شيء من المحل فلم تكن تتوقع أن يتحول لرماد.

وبعد أن اقتنعت العرقان كغيرها من أهالي قطاع غزة إن الحرب لا تلوح لها نهاية في الأفق، وأنه يجب استمرار الحياة حتى لو باضيق نطاق.

عادت العرقان للعمل عبر صفحتها على الانترنت فوجدت إقبالًا كبيرًا من العرائس اللاتي كن يبحثن عن أي شيء يمكن أن يكون ذكرى جميلة في ظل غياب مظاهر الفرح المعتادة من "زفة" وصالة وغيرها.

وتقف أمام العمل عقبات كثيرة منها صعوبة المواصلات في مدينة غزة حيث يضطر العرسان لإحضار " الشنط" على الدراجات الهوائية ما قد يتسبب بسقوطها وتلفها، " لا يمكنني إصلاح اي حقيبة تتعرض لخلل حاليا بس غياب جهات الصيانة".

ورغم صعوبة الظروف فإنَّ العرقان تجد متعة في ممارسة شغفها بتجهيز مستلزمات العرائس وتنفيذ طلباتهن، والبحث عن المواد الخام لتنتج لوحات فنية تنال إعجابكم وتدخل الفرح على قلوبهن ليزين الورد أماكن الفرح البسيطة فيلتقطن صورا تبقى ذكرى جميلة لهن تعوض جزءا مما افتقدنه من مظاهر فرح.