أخبار اليوم - متلازمة التعب المزمن حالة صحية مزمنة تتسم بالشعور بالتعب الشديد الذي لا يختفي مع الراحة، وليس ناتجاً عن الإصابة بحالة صحية أخرى. في حين يمكن أن تؤثر هذه الحالة على العديد من أجهزة الجسم.
أما عن طرق التعافي منها، فتُشير الدكتورة في علم التغذية والغذاء سينتيا الحاج لـ"سيّدتي"، إلى أن الأبحاث أثبتت أن ممارسة الرياضات الهوائية الخفيفة كالمشي وغيرها تساعد النساء اللواتي تعانين من متلازمة التعب المزمن على الشعور بالنشاط والحيوية.
إليك ماهية متلازمة التعب المزمن وطرق التعافي منها، وفق الدكتورة سينتيا، في الموضوع الآتي:
أسباب متلازمة التعب المزمن
تُعرف متلازمة التعب المزمن أيضاً باسم التهاب الدماغ والنخاع المؤلم للعضل أو مرض عدم تحمّل المجهود الجهازي ويمكن أن تصيب كلاً من الذكور والإناث، لكنها أكثر شيوعاً بين النساء في سن الأربعينيات والخمسينيات من العمر.
لم يتم تحديد السبب الدقيق للإصابة بمتلازمة التعب المزمن حتى الآن، لكن من المحتمل أن ترتبط بحالات مثل العدوى. تبدأ أعراض متلازمة التعب المزمن عند بعض الأشخاص بعد الإصابة بحالات الإنفلونزا، وهذا جعل الباحثين يشتبهون في أن العدوى قد تؤدي إلى الإصابة. ويُعدّ الأشخاص الذين تظهر لديهم أعراض حادة للعدوى أكثر عرضةً للإصابة بمتلازمة التعب المزمن مقارنةً بالأشخاص الذين تظهر لديهم أعراض خفيفة.
اضطراب الجهاز المناعي: يمكن أن يكون سبب حدوث متلازمة التعب المزمن هو تغيّر في الجهاز المناعي للشخص وطريقة استجابته للعدوى أو الإجهاد، حيث تشترك هذه المتلازمة مع بعض سمات أمراض المناعة الذاتية. كما تُعدّ معظم أمراض المناعة الذاتية أكثر شيوعاً لدى النساء وهو نفس الحال في متلازمة التعب المزمن. كذلك يتميز كلاهما بارتفاع نسبة الالتهابات. كذلك يمكن أن يُساهم اضطراب الجهاز المناعي في الإصابة بطرق أخرى، تشمل الإنتاج المزمن للسيتوكينات الذي يمكن أن يؤدي إلى تغيّرات في قدرة الجسم على الاستجابة للتوتر، وقد يؤدي ذلك إلى تطور بعض الحالات الصحية مثل متلازمة التعب المزمن. أو حتى انخفاض فاعلية الخلايا الدفاعية الطبيعية، حيث يُعاني العديد من مرضى متلازمة التعب المزمن من خلايا دفاعية طبيعية لكن ذات قدرة أقل على مكافحة العدوى، وكلما كانت وظيفة الخلايا الدفاعية الطبيعية أضعف لدى هؤلاء المرضى، زادت شدّة الأعراض.
أعراض متلازمة التعب المزمن
متلازمة التعب المزمن تُسبّب إحساساً بالتعب بشكل مستمر لدرجة تمنع الشخص من القيام بالمهمات اليومية العادية. هنالك أعراض إضافية أخرى مثل الإعياء الحاد المستمر لستة أشهر على الأقل الذي يُعتبر العارض الأساسي لمتلازمة التعب المزمن.
تؤثر أعراض متلازمة التعب المزمن على كافة أعضاء الجسم، وقد تتداخل مع أنشطة المريضة اليومية وجودة حياتها، وتشمل أبرز هذه الأعراض: الدوخة وطنين الأذن، التعب العام، الصداع، ارتفاع أو انخفاض في درجة حرارة الجسم، مشكلات في الرؤية، خفقان القلب، آلام في الصدر والرأس والمفاصل والحنجرة، تغيّرات في الوزن، تقلّصات وآلام في العضلات، التهاب الحلق وقرح الفم، أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا، تضخّم العقد الليمفاوية وتفاقم حدّة أعراض الدورة الشهرية.
كثيراً ما تشتدّ أعراض متلازمة التعب المزمن على نحو قد يعوق خروج المريضة من المنزل بعد التعرّض لأحد محفزات الأعراض، مثل مجهود بدني شديد أو عاطفي، وفي الغالب تشتد حدّة الأعراض بعد 12 إلى 48 ساعة من التعرّض للمحفز، ويُمكن أن تستمر لعدة أيام أو حتى أسابيع.
الأعراض النفسية لمتلازمة التعب المزمن
اضطرابات النوم.
القلق والتوتر.
الشعور بالاكتئاب.
تغيّرات في الإدراك.
صعوبة في التفكير، التركيز والتذكّر.
العزلة الاجتماعية.
أبرز طرق التعافي من متلازمة التعب المزمن
أثبتت الأبحاث أن الرياضات الهوائية الخفيفة، كالمشي وركوب الدراجة الهوائية وغيرها تساعد النساء اللواتي يعانين من متلازمة التعب المزمن على الشعور بالنشاط والحيوية، مما يخفف الشعور بالتعب.
متلازمة التعب المزمن تزداد حدّة نتيجة لحالة اكتئاب أو قلق، وكما في أي مرض آخر يجب معالجة هذه المشاكل أيضاً. إن حصول تحسّن في حالة الاكتئاب أو القلق من شأنه أن يُحسّن بدوره أعراضاً أخرى لمتلازمة التعب المزمن.
لا يوجد علاج محدد نهائي لمتلازمة التعب المزمن، ويهدف العلاج بشكل رئيسي إلى تخفيف الأعراض التي يعاني منها المريض.
العلاج بالأدوية: لا توجد أدوية معينة يمكن أن تُعالج كافة أعراض متلازمة التعب المزمن، لكن يعتمد اختيار الأدوية على الأعراض التي يُعاني منها المريض، على سبيل المثال يمكن أن تؤدي متلازمة التعب المزمن إلى الإصابة بالاكتئاب، لذلك يمكن أن يحتاج المريض إلى العلاج بجرعة منخفضة من مضادات الاكتئاب. كذلك يمكن أن تساعد الأدوية المسكّنة للألم على التعامل مع الأوجاع وآلام المفاصل الناجمة عن متلازمة التعب المزمن.
العلاجات المنزلية وتغيير نمط الحياة: يمكن أن تساعد بعض التغييرات في نمط الحياة في تقليل الأعراض، تشمل مثلاً جدولة أوقات الراحة والنشاط لتحسين جودة الحياة، حيث يساعد ذلك على تحقيق التوازن وتجنّب تفاقم الأعراض الناتجة عن بذل مجهود، والوعي وملاحظة حدود القدرة الفردية للأنشطة العقلية والبدنية والتخطيط لهذه الأنشطة بالاعتماد على هذه الحدود لتجنّب التعرّض لإجهاد يصعب تحمله. بالإضافة إلى تعلّم تقنيات الاسترخاء الفعالة في تخفيف الأعراض، واتباع نظام غذائي متوازن وصحي، وتناول المكملات الغذائية بعد إجراء الفحوص اللازمة واستشارة الاختصاصي بالطبع، والحدّ من تناول الكافيين أو التوقف عنه حيث يمكن أن يساعد ذلك على النوم بشكل أفضل وتخفيف الأرق المصاحب للحالة، والحدّ من التدخين.
يمكن لبعض العلاجات التكميلية المساهمة في السيطرة على الأعراض المصاحبة لمتلازمة التعب المزمن نذكر منها الوخز بالإبر، رياضة التاي تشي، رياضة اليوغا وجلسات التدليك..
ما هي المعايير التشخيصية لمتلازمة التعب المزمن؟
لا يوجد اختبار معيّن يمكن استخدامه لتأكيد تشخيص الإصابة بمتلازمة التعب المزمن. ويمكن أن تتشابه الأعراض مع أعراض عدة مشكلات صحية أخرى، مثل اضطرابات النوم. إذ قد يكون التعب ناتجاً عن اضطرابات النوم، ربما لأسباب عديدة مثل انقطاع النفس الانسدادي النومي أو متلازمة تململ الساقين أو الأرق.
مشكلات صحية أخرى: التعب من الأعراض الشائعة للعديد من المشكلات الطبية، مثل فقر الدم والسكري وخمول الغدة الدرقية. ويمكن لتحاليل الدم المخبرية التحقق من وجود دلائل على الإصابة بأبرز العوامل المشتبه فيها.
مشكلات الصحة العقلية: الإرهاق أيضاً أحد أعراض العديد من مشكلات الصحة العقلية، مثل الاكتئاب والقلق. ويمكن أن يساعد الطبيب الاختصاصي على تحديد ما إذا كانت إحدى هذه المشكلات سبباً في شعورك بالتعب.
من الشائع كذلك لدى الأشخاص المصابين بمتلازمة التعب المزمن أن تظهر لديهم مشكلات صحية أخرى في الوقت ذاته، مثل اضطرابات النوم أو متلازمة القولون أو الألم الليفي العضلي. في الواقع، هناك الكثير من الأعراض المشتركة بين هذه الحالة والألم الليفي العضلي إلى الحدّ الذي جعل بعض الباحثين يعتبرون الاضطرابين جانبين مختلفين لنفس المرض.
توضح الإرشادات التي اقترحها معهد Institute of Medicine بالولايات المتحدة تعريف متلازمة التعب المزمن بأنه شديد جداً لدرجة يعوق القدرة على أداء الأنشطة التي كان من الممكن أداؤها قبل الإصابة بالمرض.